لن نتركك وحيدا.. كيف يدافع شباب نابلس عن الأقصى؟
الأربعاء 28 تشرين الثاني 2018 - 1:15 م 2758 0 المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
تجاوزًا لحالة الاغتراب التي يسعى الاحتلال إلى ترسخيها بين أهالي الضفة الغربية والأقصى، تنشط مبادرات شبابية، وتحديدا في مدينة نابلس، ترفض الإذعان لذاك الواقع المرير بتنظيم زيارات هدفها تعزيز الانتماء وتمتين الارتباط العضوي بين المواطنين ومسجدهم.
ولا تمل نوال صابر، (21 عاما)، إحدى القائمات على المبادرة، من تحفيز المواطنين وتشجعيهم على زيارة المسجد الأقصى، بالرغم من المنع والرفض الصهيوني لعدد كبير من المتقدمين لتصاريح الزيارة، ولكنها تتحدى قائلة: "بالرغم من المنع والرفض الصهيوني وكل الصعوبات، إلا أننا نجحنا بتنظيم زيارات شهرية للأقصى".
وعن بلورة الفكرة وبداياتها، تقول: "إن الفكرة الأساسية من هذه المبادرة تمخضت بعد ملاحظة انحسار وتيرة اقتحامات المستوطنين للأقصى وقلتها خلال شهر رمضان، بسبب تواجد المصلين فيه بشكل دائم وبأعداد كبيرة، وبالتالي جاءت فكرة تشجيع من يستطيع من أهالي الضفة على التواجد في الأقصى باستمرار".
وتضيف أنه بعد انتهاء رمضان يصبح المسجد الأقصى شبه فارغ طيلة أيام العام، وحتى أهالي القدس تضيق عليهم سلطات الاحتلال، وتحاول عرقلة دخولهم للأقصى، ويحاولون إبعاد المرابطين والمرابطات عن المسجد لفترات طويلة بهدف إفراغه، وبالتالي تأتي فكرة الرحلات للأقصى لعدم السماح للاحتلال بالتفرد بالمسجد الأقصى.
أهداف المبادرة
وتشير جميلة نور (23 عاما)، وهي ناشطة أخرى في هذا المجال، أن هذه الرحلات تسعى إلى تعريف الأجيال الناشئة والشباب من أبناء الضفة الغربية على الأقصى ومعالمه، وخاصة أن غالبية الجيل الجديد لم يتمكن من زيارته، بفعل القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال على أهالي الضفة الغربية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م.
وتشمل زيارة الأقصى جولات تعريفية على معالم المسجد الأقصى ومرافقه كافة، وخاصة أن غالبية الناس يظنون أن المسجد الأقصى ذاته قبة الصخرة، فالمعرفة تؤدي للوعي، والوعي يؤدي للارتباط بالمكان، ما يخلق حالة من الانتماء للمسجد الأقصى وللقدس وللقضية بأسرها، وفق ما قالت "نور".
وتواجه القائمين على هذه الرحلات صعوبات جمة، تجملها نور، قائلة: "في بعض الأشهر لا يتم إصدار تصاريح أو رفض عدد كبير من المشاركين، وفي بعض الأحيان يتم إعادتهم عن المعبر، وتمزيق التصاريح"، إلا أنها تستدرك مؤكدة، لن نترك مسجدنا وحيدا، وسنمضي معه متجاوزين كل الصعوبات والعراقيل الصهيونية.
وتهدف الزيارات إلى رفع معنويات المقدسيين، وتعزيز صمودهم، حتى يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة مخططات الاحتلال التهويدية، كما تحمل رسالة مفادها أن الدفاع عن الأقصى يقع على عاتق الجميع، وللدفاع عنه الكثير من الأشكال، ومن أهمها زيارة المكان ومعرفته، والإلمام بمعالمه والتواجد به، وفق ما يرى القائمون على المبادرة.
المركز الفلسطيني للإعلام