لم تمض بضع ساعات على اغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين، حتى جاء الرد بأسلوب فلسطيني بامتياز، وبعملية، اعترف الاحتلال، بأنها نموذجية ونوعية، وأن المنفذين متمكنين ومدربين بصورة جيدة، وتمكن أحدهم بقتل جنديين من قوات الاحتلال بعدما ترجّل من سيارته بإطلاق الرصاص من مسافة صفر، والذي اخترق جسد الجنود وارتطم في الأرض، بينما قتل جنود الاحتلال مستوطنا ظناً منهم أنه أحد المنفذين الذين تمكنوا من الانسحاب من المكان.

الاحتلال أصيب بصدمة، وبـ"هوس" أمني غير مسبوق، وشرعت قوات الاحتلال على الفور بالانتقام من الفلسطينيين، وأغلقت العديد من الحواجز العسكرية أمام حركة المواطنين، وشددت اجراءاتها على الحواجز العسكرية الرئيسية على المداخل الثابتة لمدينة القدس.

ويبدو أنه بانتهاء معركة المُطاردة للشهيد أشرف نعالوة، التي استمرت قرابة الشهرين وبمشاركة مئات العناصر الأمنية والاستخبارية والتكنولوجية من كافة أجهزة الاحتلال، بدأت عملية مُطاردة جديدة لمنفذي عملية اطلاق الرصاص اليوم.

من جانب آخر، شرع تجار مدن فلسطينية، في مقدمتها مسقط رأس الشهداء الثلاثة؛ طولكرم، ورام الله ونابلس، بالإضافة الى مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة والضواحي والبلدات والأحياء المحيطة والمجاورة له بالإضراب الشامل إكراما للشهداء الثلاثة: أشرف نعالوة من طولكرم، وصالح البرغوثي من رام الله، ومجد مطير من مخيم قلنديا؛ الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم، فيما تسيطر الفوضى والتوتر الشديد على مجمل الأوضاع في المنطقة وسط انتشار عسكري هائل لقوات الاحتلال.