الشيخ الشريف يمضي حياته بين المسجد الأقصى ومسجد الملك عبد الله
الأحد 19 تموز 2015 - 8:54 ص 3933 0 أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
تسعون قنديلاً وربيعاً مرت من عمر مقرىء المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي السابق الشيخ محمد رشاد الشريف ، الذي أمضى جل وقته في جنبات بيوت الله يبحث في علوم قراءات القرآن والدين ، حيث تتلمذ على يد أحد شيوخ الأزهر علوم قراءات القرآن الكريم ، وهو الشيخ حسين أبو سنينة الذي إجازة بقراءتي حفص وورش بالسند المتصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن كان الشيخ الشريف مقرىء المسجد الأقصى المبارك أصبح إمام ومؤذن مسجد الملك عبدالله المؤسس في عمان ، ليخلفه ابنه الشيخ رفعت إماماً لمسجد الملك عبدالله المؤسس، وهوالذي قال عنه الشيخ محمد رفعت عندما كان يقوم بتلاوة القرآن من إذاعة القدس عام 1941 "انني استمع الى محمد رفعت الثاني من فلسطين"، ومن خلال أوتار صوته وهو يقرأ القرآن اتقن ببراعة سلمه الموسيقي وقراراته والجواب وجواب الجواب ، وتمكن من تمييز اللحون بعضها من بعض وعلاقة بعضها ببعض علاقة البيات بالحجاز وهذا بالراست ثم الجركا والعجم والسيكا ومن قبلها النهاوند، لانه يعرف ان كل لحن من هذه الالحان يعبر عن معاني خاصة في القرآن .
والشيخ الشريف الذي درس علوم القران في جامعة الخليل ودور القرآن استطاع أن يجتهد وأن يتقن بكل براعة علوم القرآن وان ينقل المستمع ليعيش المعاني بحسن الاداء ، بصوته الجميل والذي يجمل التلاوة والقراءة ، معتبرا ذلك أمراً وجدانيا أدركه باحساسه المرهف في بواكير حياته ، وساهم بصوته الحسن بالتأثير على مستمعيه ، وهو الذي تدرب على ايدي اساتذة في العالم الاسلامي من المشاهير، ومكنه ذلك من اجادة كل القراءات للقرآن الشريف واجادة ظهور الحروف عند النطق بها .
ويصف وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية الدكتور هايل داوود صوت الشيخ الشريف بالندي العذب، معتبراً اياه مدرسة من المدارس المتقدمة في علوم قراءات القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي .
وأضاف بأنه مصدر اعتزاز وفخر للاردن لتلاوته وترتيله وسيرته الدينية الطيبة، حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد رفعت ومثل قيمة عربية كجسر ورابط روحي ما بين الاقصى وعمان ، وبأنه صاحب مدرسة ايمانية في الاردن انشئت على التقوى وحب القرآن الكريم وتعليم علومه تخرج منها مئات التلاميذ على مستوى الاردن والعالم العربي والاسلامي .
وبحسب إمام مسجد الملك المؤسس رفعت الشريف فإن الشيخ محمد رشاد حفظ القرآن الكريم وتلقى قراءته وأحكامه على يد الامام الشيخ حسين أبو سنينه الذي يعتبر من أئمة القراءة في العالم الإسلامي ، حيث إجازة بالقراءة والاقراء بروايتي حفص وورش ، وفيما يتعلق بالأداء وأسلوب القراءة فهو عن إمام المقرئين في القرن العشرين الشيخ محمد رفعت رحمه الله .
ويضيف بأن شيخ المقرئين محمد الشريف نشأ وترعرع في بيت والده الشيخ عبد السلام الشريف من طلاب الأزهر المتصل نسباً بالحسين بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وهذا مثبت في شجرة النسب الموجودة في مدينة الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام، حسب الوثائق المتوفرة لدى الشيخ محمد الشريف.
ويقول أحد تلاميذه الشيخ ابراهيم أحمد"أبو شرحبيل "أن العلامة وشيخ المقرئين المعاصرين محمد الشريف يعتبر أكاديمية علمية إسلامية، فهو بصوته الجميل يشعرك أنه يفسر القرآن تفسيراً ، ويجيد كل مخارج الحروف وصفاتها ، وقد رتل القرآن الكريم ترتيلا قل مثيله في عصره.
ويضيف أن الشيخ الشريف صاحب قلب خفاق بمحبة الله ورسوله ، رقة نفس ودقة حس يبتغي بترتيله رضوان الله فهداه الله إلى أحسن الترتيل صحة وأصدقه بياناً وأجمله فنًا وإيقاعًا وطرباً .
والشيخ الشريف لا يزال بكل همة واقتدار يواظب على الصلاة في مسجد الملك عبدالله في عربة يدفع بها الامام رفعت الشريف، وبعد كل صلاة يأتيه المحبون لالتقاط صور تذكارية تذكر بهذا المقرئ الإسلامي، الذي لا يزال صوته الجهوري يتمازج في فضاءات الوطن والامة، ولا تزال بصماته معلقة في سماء المسجد الاقصى المبارك .
وسجل الشيخ الشريف القران العظيم كله في دار الاذاعة الاردنية الهاشمية، حيث تم توزيع مصحف المسجد الأقصى المرتل بصوته ، واعد كتاباً لأحكام التجويد وساهم في كتب اللغة العربية للمناهج للصفوف الأساسية، ويعتبر شاعراً واديبًا وخطاطًا يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي واستخدم في كتابه خط الرقعة في تعليم الأطفال مستنداً على الطرق الصحيحة في عملية التعليم للأطفال الصغار مبتدئاً من الحرف ثم المقطع ثم الكلمة ومن ثم الجملة.
المصدر: جريدة السبيل