المقدسيون يستقبلون رمضان ... والأقصى يستعد لاستقبال المعتكفين
الأحد 29 حزيران 2014 - 1:08 ص 10123 0 شؤون المقدسيين، أبرز الأخبار |
المقدسيون يستقبلون رمضان ... والأقصى يستعد لاستقبال المعتكفين
تقرير خاص بموقع مدينة القدس
القدس في 27-6-2014
كثيرة هي العادات والتقاليد الموروثة والخاصة التي ترافق شهر رمضان المبارك في كل عام بمدينة القدس المحتلة، حيث يحرص أهل المدينة على اتباعها بتفاصيلها.
ولعلّ أهمّ ما تهدف إليه هذه الطقوس هو التأكيد على هوية المدينة وسكانها رغم كل محاولات الاحتلال الخبيثة والبغيضة لتهويدها.
أهم ما يميّز رمضان في القدس...وجود الأقصى فيها:
ولعلّ أهم ما يميّز شهر رمضان في المدينة المقدسة هو وجود المسجد الأقصى المبارك فيها، وهو آية من القرآن الكريم، وأولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد اليها الرحال ومسرى ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرص الفلسطينيون على أداء معظم صلواتهم وتعبدهم برحابه الطاهرة، لا سيما بأيام الشهر الفضيل.
وتعقد اللجان العاملة في الأقصى اجتماعات تنسيقة مع مختلف اللجان والمؤسسات والجمعيات الخيرية التي تعمل على خدمة الوافدين للأقصى المبارك في الشهر الفضيل، ويكون التنسيق الأول مع جمعية الكشافة لتأمين عشرات العناصر الكشفية للمساعدة في حفظ النظام والأمان في المسجد، ويتبعه تنسيق آخر مع اللجان الصحية، ومع المؤسسات التي ترغب في تقديم وجبات الافطار للصائمين الوافدين للمسجد المبارك، بالإضافة الى إعداد برنامج حافل بالدروس الفقهية والدينية لأئمة المسجد وعلمائه.
وكما كل عام... سيكون المسجد الأقصى هو مركز الفعاليات الكبيرة في الشهر الفضيل، بدءاً من اجتماع القيادات الدينية ووجهاء المدينة وشخصياتها الاعتبارية برحاب المسجد المبارك لتحرّي هلال شهر رمضان ومن ثم الإعلان عن بدء يوم الصوم، وما يلي ذلك من بدء أول صلاة تراويح بالمسجد المبارك.
حارات القدس وزينة رمضان:
ومع اقتراب أيام الشهر الفضيل تنشط كافة لجان الأحياء والحواري والبلدات المقدسية في تزيين المدينة بحواريها وشوارعها وأزقتها وكل ركن فيها بأحبال وفوانيس رمضان التي تأخذ طابع التحدي للاحتلال، فضلا عن الاجتهاد لتوفير الراحة والسلامة لهم، وأهمها توفير المياه والمظلات الواقية في كل الشوارع المُفضية للأقصى داخل البلدة القديمة.
وفي ليلة الاعلان عن بدء الشهر الكريم، تحرص العديد من فرق الانشاد المقدسية في تنظيم مسيرة بلباسها الفلسطيني التقليدي تتخللها المدائح النبوية ابتهاجاً بقدوم رمضان، وهو ما تتبعه العديد من الفرق الكشفية المقدسية التي تجوب شوارع البلدة القديمة وتعزف ألحاناً خاصة بالشهر الكريم.
مدفع رمضان:
كانت العائلات المقدسية وعبر عشرات السنوات ترقُب وتنتظر شهر رمضان والإعلان عنه عبر سماعها صوت "مدفع رمضان" في أرجاء المدينة إيذاناً ببدء الشهر الفضيل، والذي يتكر يوميا مرتين للإعلان عن الامساك وعن الافطار.
ويقع المدفع في مقبرة باب الساهرة الإسلامية بشارع صلاح الدين وسط القدس وقرب أسوارها التاريخية، وتوارثت عائلة "صندوقة" المقدسية "شرف" الاشراف على ضرب المدفع أباً عن جد منذ عشرات السنين.
حركة تجارية نشطة في أسواق القدس التاريخية:
وقبل رمضان بأيام تشهد أسواق القدس القديمة التاريخية (داخل أسوار المدينة) حركة تجارية نشطة تحضيراً واستعداداً له.
وكان تجار أسواق: خان الزيت، واللحامين، والقطانين، والعطارين، والدّباغة والواد استعدّوا مبكراً لاستقبال الشهر الفضيل، وحضّروا السلع والبضائع التموينية والغذائية والحلويات والعصائر والتمور، في حين اقتطعت معظم مطاعم المدينة المقدسة ركناً من محالها لبيع حلويات القطايف الرمضانية، علماً بأن مطاعم المدينة تغلق أبوابها طيلة أيام الشهر الفضيل صوناً لحرمته.
وتتميز القدس بكعكها المقدسي بالسمسم، وبالعصائر، والعديد من السلع والحلويات الخاصة بها، في حين تكون "القطايف" بالجبن أو الجوز سيدة هذه الحلويات.
المسحراتي في القدس:
ورغم الانتشار الكبير لأجهزة التنبيه الألكترونية، الا أن أهل المدينة حافظوا على تقليد مُتبع منذ مئات السنين، يتمثل بـ"المسحراتي" الذي يطوف زقاق وحارات وشوارع البلدة القديمة وأحياء المدينة خارج الأسوار، وحنجرته تصدح عالياً "يا نايم وحّد الدايم" و "قوموا تسحروا"، كما شرع شبان في السنوات الأخيرة على تكريس هذا التقليد من خلال فرقٍ خاصة للمسحراتي وبزي فلسطيني تقليدي.