نداء مؤسسة القدس الدولية حول هبّة باب الرحمة: فتح مصلى باب الرحمة وكنس نقطة الشرطة الصهيونية وإنهاء آمال التقسيم المكاني هي أهداف هبّتنا التي لن نستكين دونها
الخميس 21 شباط 2019 - 4:05 م 3297 0 المسجد الأقصى، مواقف وتصريحات وبيانات، أخبار المؤسسة، أبرز الأخبار |
نداء مؤسسة القدس الدولية حول هبّة باب الرحمة:
فتح مصلى باب الرحمة وكنس نقطة الشرطة الصهيونية وإنهاء آمال التقسيم المكاني هي أهداف هبّتنا التي لن نستكين دونها
يا جماهير أهلنا المرابطين في القدس، يا حماة الأقصى والمقدسات، يا من أثبتم مرةً بعد مرة، وهبةً بعد هبة أن الرهان عليكم لا يخيب، وأنكم خيرة جند الله في أرضه، تقفون يداً واحدةً وصفاً مرصوصاً فتردّون عدوان الصهاينة في كل مرة، وتغيظون عسكره المدجج بالسلاح إذ يجد نفسه بلا حول ولا قوة أمام وحدتكم وإرادتكم وعزمكم واستعدادكم للتضحية.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني، وكل أمتنا العربية والإسلامية،
منذ عام 2003 وقوات الاحتلال ومتطرفوه يعملون وفق مخطط ممنهج لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، ولقد كانوا يرون في التقسيم الزماني متطلباً سابقاً يريدون فرضه فرضاً تاماً قبل التقسيم المكاني، لكنهم لما عجزوا عن ذلك عجزاً تاماً أمام مسيرة المرابطين والمرابطات التي انطلقت مظفرة بدءاً من عام 2010، ثم أمام انتفاضة السكاكين في 2015 وهبة باب الأسباط في 2017؛ فثارَت ثائرتهم، وفقدوا اتزانهم، ولمسوا كيف تتداعى مخططاتهم أمام الإصرار والعزيمة التي لم تكن في حسبانهم، وهم الذين توهموا يوماً بأن الزمن في صالحهم.
وأمام فشل رهانهم على الزمن؛ فقد بدؤوا يفكرون بالانتقال إلى محاولة فرض التقسيم المكاني منذ نهاية عام 2017 وبدا ذلك واضحاً باستهدافهم مقبرة باب الرحمة من الخارج. لقد بادرت جماهير القدس إلى حماية المقبرة، وكنا إلى جانبهم في إطلاق حملات توعية وتعبئة لهذا الخطر المطبق، واستشعرت جماهير القدس بفطرتها السليمة وبوصلتها الصحيحة قرب استهداف محيط باب الرحمة فبادرت في 11 و12/6/2018 التي وافقت العشر الأواخر من رمضان إلى تأهيل محيط باب الرحمة للمصلين وأسست تلة الرحمة وتلة التوبة من هذا الردم، فرد الاحتلال بمحاولة تخريب تلك الإصلاحات، وبنصب نقطة مراقبة عسكرية دائمة اغتصب فيها سطح قاعة الرحمة المغلقة نهائياً منذ عام 2006، وأخذوا يعتقلون كل من يتواجد في محيط باب الرحمة وإبعاده من الأقصى، كاشفين نواياهم الخبيثة بالانتقال للتقسيم المكاني، وهو ما رصدناه في مؤسسة القدس الدولية ونشرناه لكل العالم الإسلامي في 20/7/2018 وأكدنا فيه أن معركة باب الرحمة ستكون عنواناً مركزياً للمواجهة المقبلة، وكنا نترقبه ونستعد لدعم هبته الشعبية بكل ما نملك من إمكانات رغم الحصار والتضييق.
يا جماهير القدس الأبية،
أما وقد فجّرت الشرطة الصهيونية هذه الجولة من الصراع بعدوانها ومحاولتها فرض الإغلاق التام على مصلى باب الرحمة في 15/2/2019 إثر اجتماع مجلس الأوقاف الإسلامية فيه، فإننا لم ننتظر هذه الفرصة التاريخية لنخرج بأنصاف الحلول، ولا بد اليوم لغضبتكم من أن تبدد كل هذه المسيرة الصهيونية الآثمة وأن تحبط مسعاها، فأهداف هبتنا هذه كما نطق بها أبطال الميدان هي:
أولاً: فتح مصلى باب الرحمة أمام المسلمين، بما يضمن حرية الوصول إليه في أي وقتٍ وفي أي صلاة باعتباره جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، وأحد مصلياته المسقوفة، وإنهاء كل أشكال الإغلاق التي كانت مفروضةً عليه.
ثانياً: كنس نقطة الشرطة الصهيونية التي اغتصبت سطح باب الرحمة في شهر 7/2018 وإعادة المكان إلى ما كان عليه جزءاً أصيلاً من مسجدنا.
ومهما بلغ حجم التهويل الذي يمارسه المحتل فهو لن يملك إلا الرضوخ أمام موج الجماهير الهادرة، وأمام إرادتها وصلابتها، وأمام خوفه من الذهاب للانتفاضة الشاملة التي نتمناها وهو يخشاها، وتهويل شرطته ينبغي أن لا يدفعنا إلا لمزيد من العناد والإصرار ولتكثيف الحشد والحضور حتى يسقط في يده وتحسم المواجهة أمام معادلة العدد، فنتنياهو وحكومته ومعهم ترامب بقراره المشؤوم هم أصغر وأذل وأخزى وأضعف من أن يبدّلوا قراراً إلهياً نزل من فوق سبع سماوات، تحرسه قلوب مؤمنة وصدور واثقة وسواعد مرابطة.
وإننا لنتوجه بكل اعتزازٍ وتحية إلى الشباب الأبطال الذين صنعوا الملحمة مساء الثلاثاء 19/2/2019، فلولا ثباتهم في الميدان وتضحيتهم لما كانت هذه الهبة، فهم رجال الله الذين بهم نفخر ونعتز، وهم طليعة أمتنا الذين عليهم تعول وتقف من خلفهم رغم كل جراحها النازفة.
أخيراً فإننا نؤكد تأييدنا ودعمنا لموقف مجلس الأوقاف الذي أعلنه عقب اجتماعه عصر الأربعاء 20/2/2019، فالوقوف خلف جماهير القدس هو دوماً الموقف الصحيح، فهي درع الأقصى وسياجه، وليس للهيئات الرسمية إلا أن تقف خلفها وتؤيدها وتدعمها، فتتحقق بذلك وحدة الصف التي لا يمكن دحر المحتل وقطع الطريق على مخططاته إلا بها، وندعو الأوقاف الإسلامية بمجلسها وإدارتها وكامل هيئاتها، وندعو مرجعيتها في المملكة الأردنية الهاشمية إلى المضي قدماً على هذا النهج المبارك، الذي يمثل تطلعات جماهير أمتنا في حماية هوية المسجد الأقصى المبارك وإفشال إرادة المحتل بتقسيمه.
مؤسسة القدس الدولية
الخميس 21/2/2019