د. ثابت: ما يحدث في الأقصى سيقلب الطاولة في وجه "مهندسي" الشرق الأوسط الجديد

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 شباط 2019 - 10:17 م    عدد الزيارات 1698    التعليقات 0    القسم مواقف وتصريحات وبيانات، أبرز الأخبار

        


قالت أستاذة العلوم السياسية الدكتور عبير ثابت بان ما يحدث في المسجد الأقصى من قبل الاحتلال سيقلب الطاولة في وجه مهندسى الشرق الأوسط الجديد موضحة  لن الاعتراف الامريكى بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" يستهدف بالأساس الحرم القدسى والذى تسعى من خلال صفقة القرن المزمع الإعلان عنها خلال أسابيع لتقسيم الأقصى والذى هو جزء لا يتجزأ من هذه الصفقة".

وقالت ثابت، في تصريحات صحفية، ان "إسرائيل" جلبت إلى القدس قرابة نصف مليون مستوطن يهودى لتغيير ديمغرافيتها بالقوة العسكرية؛ ووسعت حدودها لعشر أضعاف ما كانت عليه يوم احتلتها؛ وها هي اليوم تخطو أول خطواتها فى مرحلة تهويد المقدسات الإسلامية؛ وذلك بعد استباحتها لما تحت أرض المسجد الأقصى عبر نصف قرن من احتلالها لمدينة القدس من خلال الحفريات الأثرية بحثا عن دليل يثبت روايتها الاسطورية عن تاريخ القدس؛ والتى هى فى الحقيقة مظلة تخفى وراءها عملية تجريف ممنهج للتاريخ الأثري الحقيقى للقدس الذى يدحض روايتهم المزعومة".

وأضافت: "نحن اليوم أمام مرحلة جديدة من التهويد العلنى للحرم القدسي عبر فرض القانون والسيادة "الاسرائيلية" على ما فوق أرض الحرم؛ وذلك من خلال التدخل فى إدارة أوقاف المسجد والتى كانت لأكثر من نصف قرن من اختصاص المملكة الأردنية الهاشمية. وحاولت "اسرائيل" قبل عام أن تخطو هذه الخطوة عبر نصب بوابات الكترونية على أبواب الحرم؛  إلا أن ادراك المقدسيين لأبعاد ما ترنو إليه اسرائيل قد أفشل تلك الخطوة؛ وذلك عندما اعتصم آلاف المقدسيين مسلمين ومسيحيين وأصروا على إزالة البوابات واضطرت "اسرائيل" آنذاك إلى التراجع  أمام صمودهم؛ واليوم أرادت "اسرائيل" أن تعيد الكرة عبر نصب بوابات حديدية على مدخل مصلى باب الرحمة الذى أغلقته بقرار من المحكمة العليا فى العام 2003؛ ومن الواضح أن المقدسيين باتوا اليوم أكثر ادراك لنوايا "اسرائيل" التهويدية للحرم فقاموا بخلع البوابة وأعادوا فتح مصلى باب الرحمة بعد ما يزيد عن 16عاما من الاغلاق القسرى والغير قانونى له على اعتبار أن القانون "الاسرائيلى" لا يسرى على  أوقاف الحرم والتى هى من اختصاص الأوقاف الأردنية". 

وتابعت: "السؤال المطروح اليوم لماذا تسعى "اسرائيل" اليوم؛ وخاصة بعد وصول إدارة ترامب إلى التدخل فى إدارة أوقاف الحرم القدسى؟ وهل ثمة علاقة بين ما يجرى وبين ترتيبات وضع المدينة المقدسة ووضع الحرم القدسى/المسجد الاقصى تحديدا فيما يعرف بصفقة القرن التى توشك الادارة الامريكية على إعلانها؟  وللإجابة عن هذين السؤالين علينا تتبع الواقع الذى يتغير يوميا على الأرض؛ فبعد إعلان الإدارة الأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لـ"اسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية لها؛ فقد كانت ردة الفعل الاسلامية والعربية أقل بكثير مما كان متوقعا أو حتى مما كان منطقيا على خطوة من هذا القبيل مما شجع "اسرائيل" على التجرؤ والبدء فى تهويد الحرم. واليوم "اسرائيل" وببساطة تريد موطئ قدم لها داخل أسوار الحرم  لإقامة  الشعائر اليهودية وهو ما يعنى تقسيم الحرم على غرار المسجد الابراهيمي".

وتابعت: "تسعى إسرائيل بدء التهويد من مصلى الرحمة الذى يقع تقريبا فى منتصف الحرم وعلى مقربة من مسجد قبة الصخرة ؛ وهذا يعنى أن اسرائيل تريد الوصول إلى قبة الصخرة بأسرع وقت ممكن؛ خاصة وأن الادعاءات التوراتية تعتبر أن المذبح للهيكل المزعوم وهو قدس أقداسه يقع على الصخرة التى بنى عليها مسجد قبة الصخرة؛ وبالتالى فإننا ندرك ما وراء الأكمة خاصة اذا أضفنا للمشهد أن "اسرائيل" تسيطر عمليا على مفاتيح باب المغاربة المطل على حائط البراق والذى تسيطر عليه "اسرائيل" وتسميه حائط المبكى؛ علما بأن باب المغاربة هو أقرب الأبواب للمسجد العمرى؛ وهو الباب الذى يستخدمه متطرفى المستوطنين فى اقتحام الحرم يوميا".

وأكدت الدكتور ثابت "ان الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لـ"اسرائيل" يعد بمثابة اعتراف بالرواية التوراتية المزعومة؛ والتى يتمحور جوهرها فى القدس وفى الحرم القدسى على اعتبار أنه مكان هيكل سليمان الذى يتمحور الحلم اليهودى والصهيونى الانجيلى فى إعادة اقامته باعتباره الهيكل الثالث المبشر بنزول المسيح  المخلص، والاعتراف الامريكى بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" يستهدف بالأساس الحرم القدسى والذى تسعى من خلال صفقة القرن المزمع الإعلان عنها خلال أسابيع لتقسيم الحرم والذى هو جزء لا يتجزأ من هذه الصفقة".

وبينت "يجب التأكيد على أن المراهنة على غير الفلسطينيين وتحديدا المقدسيين فى إفشال هذا المخطط يبدوا نوعا من الوهم، والفلسطينيون والمقدسيون هم وحدهم ودون غيرهم القادرين على قلب الطاولة فى وجه الصهيونية اليهودية والانجيلية؛ فقد أصبحوا اليوم أكثر ثقافة وإدراكا لمخططات "إسرائيل" ومن وراءها التى تحيق بهم وبمقدساتهم، وبالتالي فإن الدعم العربى والاسلامى للفلسطينيين لن يكون حينئذ اختياريا لأن مجريات الأحداث إذا ما قلبت الطاولة لن تدع لأحد فرصة أن يبقى على الحياد؛ فإما أن تكون مع الحق أو مع الباطل، والأسابيع والأشهر القادمة ستكون أشهر حاسمة فى تاريخ الصراع، وليس امام الفلسطينيين من خيار غير الصمود والتصدى والتوحد وإنهاء الانقسام ولا خيار آخر لنا ولتوحدنا القدس قبل أن يلتهم قبلتنا الانقسام".

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »