تقرير: القدس كاملةً بـ"جزأيها" والأقصى تحت سيادة الاحتلال.. ما دور السلطة الفلسطينية؟

تاريخ الإضافة الإثنين 11 آذار 2019 - 9:24 م    عدد الزيارات 2141    التعليقات 0    القسم شؤون مدينة القدس، شؤون الاحتلال، أبرز الأخبار

        


قبل الولوج في تفاصيل الخبر عمّا تتضّمنه “صفقة القرن”، التي من المُقرّر أنْ تكشِف عنها الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس دونالد ترامب لـ"حلّ" القضية الفلسطينيّة، يجب التأكيد والتشديد على أنّ "إسرائيل" تخوض في هذا السياق حربا نفسيّةً سافرةً وسافلةً ضدّ الفلسطينيين عبر التسريبات عن خطّة السلام الأمريكيّة، وذلك بهدف تحضير الأرضيّة المُناسبة في الوطن العربيّ لقبول هذه الصفقة، التي ستكون مُنحازةً جدًا لكيان الاحتلال.

وفي هذا السياق، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ صحيفة (يسرائيل هيوم) العبريّة، يملكها الثريّ اليهوديّ-الأمريكيّ، شيلدون إديلسون، الذي قال في أكثر من مُناسبةٍ بأنّه لا يوجد شعب فلسطينيّ، وأنّ الصحيفة التي أسسها في تل أبيب هي عمليًا الناطقة غيرُ الرسميّة بلسان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إذْ أنّه على الرغم من تكاليف الطباعة والتوزيع والرواتب، فإنّها “تُباع″ مجانًا بمئات آلاف النُسخ يوميا من أجل تقديم العون لنتنياهو، الذي لا ينفّك عن التأكيد بأنّ الإعلام العبريّ يُناهضه ويُعاديه ويُواصِل الاصطياد في المياه العكرة في مُحاولةٍ منه لمُساعدة الـ”يسار” للسيطرة على مقاليد السلطة، على حدّ زعم نتنياهو.

بناءً على ما تقدّم، فإنّ نشر الأخبار في صحيفة (يسرائيل هايوم)، تُعتبر من ناحيةٍ مُطلعّةٍ جدًا، لأنّها مُسرّبة من مُحيط ديوان نتنياهو، ولكن على الجانب الآخر، من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنّ رئيس الوزراء "الإسرائيليّ" يعكِف على تسريب هذه الأخبار خدمةً لمعركته الانتخابيّة بالدرجة الأولى، ومن الناحية الأخرى، توجيه الرسائل إلى الفلسطينيين بشكلٍ خاصٍّ، وإلى ما يُطلَق عليها في كيان الاحتلال بـ”الدول العربيّة السُنيّة المُعتدِلة”، وفي مُقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة، التي يُعوِّل على التطبيع معها في إطار “صفقة القرن".

ووفق المُحلّلين السياسيين في تل أبيب، فإنّ الأمريكيين ينوون عرض الخطّة بشكلٍ مُفصّلٍ مُباشرةً بعد الانتخابات العامّة في "إسرائيل"، والتي من المُقرّر أنْ تجري في التاسع من شهر نيسان (أبريل) القادِم، وذلك من أجل إجبار الأحزاب "الإسرائيليّة"، التي ترغب في الانضمام للحكومة الجديدة أنْ تُوافِق على صفقة القرن باعتبارها أحد البنود الرئيسيّة في الخطوط العريضة للحكومة "الإسرائيليّة" القادِمة، بغضّ النظر عمّن سيقوم بتشكيلها نتنياهو أمْ الجنرال في الاحتياط، بيني غانتس.

يُشار إلى أنّ الكشف الذي ورد في صحيفة “يسرائيل هايوم» يتعلّق بشكلٍ مُحدّدٍ بمستقبل مدينة القدس المحتلّة وكيفية تقسيم السيادة عليها، مع انحيازٍ أمريكيٍّ واضحٍ إلى جانب "إسرائيل"، على حساب الحقوق الفلسطينيّة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ الصفقة تُفرِّق في المبدأ بين منطقة القدس الأردنيّة (الحدود التي كانت عليها قبل عام 1967)، ومساحتها نحو 6 كيلومترات مربعة، والمناطق التي ضمتها "إسرائيل" إلى النطاق البلدي للقدس من خارجها، والبالغة مساحتها أكثر من 64 كيلومترًا مربعًا، إضافةً إلى 28 قرية مجاورة لم تكن في الأساس جزءًا من المدينة.
على ذلك، جرى التقسيم الشكليّ بنقل المدينة وأحيائها الرئيسية إلى السيادة "الإسرائيليّة"، بما يشمل المستوطنات اليهودية التي استُوليَ على الأراضي المقامة عليها بعد 1967، ويستوطن فيها 220 ألف يهودي، فيما تُنقل إلى السيادة الفلسطينيّة أجزاء من الدائرة الثانية من مدينة القدس الموسعة بعد عام 1967 (عمليًا خارج القدس).

وأوضحت المصادر أنّه وفقًا لهذا التقسيم، تحتفظ "إسرائيل" بسيادتها على معظم القدس، بما يشمل البلدة القديمة والحوض المقدس (منطقة المسجد الأقصى ومحيطها)، وجزءا من سلوان ومنطقة جبل الزيتون ووادي الجوز والشيخ جراح وجبل المشارف، فيما تُنقل مناطق تقع في دوائر القدس الواسعة إلى السيادة الفلسطينيّة، مثل جبل المكبر وعرب السواحرة وأم ليسون وأم طوبا. أما الاستيطان اليهودي في القدس “الأردنيّة”، أيْ الأحياء الـ12 اليهودية المستحدثة فيها، وكذلك القرى الـ28 التي تقع في نطاق القدس الموسعة وفق القرارات "الإسرائيلية" بعد 1967، فتحتفظ "إسرائيل" بالسيادة عليها.

بالإضافة إلى ذلك، ورد في الخطّة، بحسب المصادر في تل أبيب، مصطلح “السيادة الوظيفيّة” التي يُشارِك فيها الفلسطينيون بما يرتبط بالبلدة القديمة والأقصى، مع التشديد على أنّ هذه السيادة تتعلّق بالمجال التشغيليّ الوظيفيّ، التي هي في مرتبة أدنى من السيادة الكاملة التي ستبقى بلا شريك لدى الجانب "الإسرائيليّ". عُلاوةً على ذلك، أكّدت المصادر عينها، على أنّه في البند الذي يتناول السيادة على ما يُطلِق عليه اليهود حائط المبكى، أيْ حائط البراق، فستكون لـ"إسرائيل" السيطرة بشكلٍ مُطلقٍ من دون أيّ شراكةٍ، بما يشمل السيادة الوظيفيّة (الاستشاريّة) للفلسطينيين.

بكلماتٍ أخرى، يُمكِن القول والجزم أيضًا أنّ الخطّة الأمريكيّة تمنح "إسرائيل" القدس بجزأيها الغربيّ والشرقيّ كاملةً لتكون بذلك، قولاً وفعلاً، عاصمة الشعب اليهوديّ إلى الأبد، فيما ستمنح الفلسطينيين الـ”فُتات” في مناطق تُعتبر خارجة عن القدس المُحتلّة، أيْ أنّ صفقة القرن، هدفها تكريس الوضع القائم، أيْ الاحتلال، وإبعاد الفلسطينيين والعرب عن القدس ومُقدّساتها الإسلاميّة والمسيحيّة.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »