أصدر مركز معلومات وادي حلوة اليوم الجمعة تقريره الشهري عن آذار- مارس الماضي، وثّق فيه انتهاكات سلطات الاحتلال والمستوطنين بحق المقدسات في مدينة القدس والسكان الفلسطينيين وممتلكاتهم في المدينة.

وقال مركز المعلومات في تقريره الشهري أن سلطات الاحتلال صعدت من الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك، ومن الاعتقالات وقرارات الإبعاد عن الأقصى والقدس القديمة، إضافة إلى تصعيد سياسة "الهدم الذاتي" التي تفرضها بلدية الاحتلال على المقدسيين.

المسجد الأقصى المبارك
أغلقت قوات الاحتلال بقرار من ما يسمى "قائد شرطة الاحتلال في مدينة القدس" المسجد الأقصى المبارك، منذ ظهيرة الثاني عشر من شهر آذار حتى فجر اليوم التالي، وفرضت حصارا مشددا عليه ومنعت صلوات "العصر والمغرب والعشاء" فيه، علما إنها منعت رفع الأذان لصلاتي المغرب والعشاء بعد منع دخول المؤذن إليه، بحجة إضرام النار في مركز الشرطة داخل المسجد الأقصى المبارك بزجاجة حارقة ومفرقعات.

وأخلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى "مساجده وساحاته ومكاتبه" بالقوة، واعتدت بالضرب والدفع على المصلين المتواجدين، وشنت حملة اعتقالات واسعة للمصلين المتواجدين فيه، كما فتشت المكاتب والمساجد بالكامل.

وفور إغلاق المسجد الأقصى اعتصم أهالي المدينة على بواباته والطرقات المؤدية إليه، وأدوا الصلوات "العصر والمغرب والعشاء" في الطرقات، رغم ما تعرضوا له من الضرب المبرح والاعتقال والسحل والملاحقة والقمع، حيث عملت سلطات الاحتلال جاهدة لمنع تحويل الصلوات على أبواب الأقصى الى اعتصام مفتوح، حيث عملت سلطات الاحتلال على سحب ومصادرة سجاد الصلاة من المصلين خلال صلاتهم، وقمعتهم بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية خلال أداء الصلاة في حي وادي الجوز، كما اعتدت قُبيل صلاة العصر على مشيعين واعتقلت عددا منهم في جنازة خلال محاولتهم الدخول إلى الأقصى عبر باب الأسباط.

وخلال الساعات الأولى لإغلاق المسجد الأقصى، فرضت سلطات الاحتلال حصارا مماثلا على كامل البلدة القديمة، حيث أغلقت كافة الأبواب ونصبت السواتر الحديدية ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، دون الاكتراث لوجود طلبة المدارس والنساء وكبار السن.

مصلى باب الرحمة
أصدرت محكمة "الصلح الإسرائيلية" في السابع عشر من شهر آذار الماضي قرارا يقضي بتمديد أمر الإغلاق المؤقت لمصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، خلال جلسة سرية حضرتها الأذرع الأمنية الإسرائيلية، وأمهلت المحكمة مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية 60 يوما للرد على القرار، وأكد المجلس على موقفه التاريخي الثابت بأنه "لا صلاحية لمحاكم الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، والأوقاف الإسلامية لا تعترف بأي سلطة للاحتلال وبالتالي لن يتم الرد على قرارات الاحتلال".

وميدانيا تحاول سلطات الاحتلال التدخل بشؤون مصلى باب الرحمة واستفزاز الحراس والمصلين، حيث منعت إدخال السجاد إليه، ولاحقت كل شخص "حارس أو مصل" فتح باب المصلى صباحا بالاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى، أو الإبعاد عن منطقة باب الرحمة، إضافة إلى محاولات أفراد الشرطة اقتحام المساجد بأحذيتهم والتقاط الصور للمصلى.

اقتحامات المستوطنين
وقال مركز معلومات وادي حلوة أن 2068 مستوطنا وطالبا يهوديا، اقتحموا واستباحوا المسجد الأقصى المبارك خلال آذار الماضي، علما أن الاقتحامات تنظمها "جماعات الهيكل المزعوم" على مدار الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت خلال فترة الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، وتتم عبر باب المغاربة الذي تستولي سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال المدينة.

الاعتقالات ... وقرارات ابعاد
واصلت سلطات الاحتلال حملة الاعتقالات التعسفية في مدينة القدس، حيث رصد المركز 177

حالة اعتقال في المدينة، من بينها : 13 سيدة، و30 قاصرا، و3 أطفال "أقل من جيل المسؤولية/ أقل من 12 عاما".

وأوضح المركز أن النسبة الأكبر من الاعتقالات نفذت عن أبواب المسجد الأقصى المبارك، أو من ساحاته، كما تركزت الاعتقالات في بلدتي سلوان والعيسوية والقدس القديمة.

وأصدرت سلطات الاحتلال شهر آذار الماضي 71 "قرار إبعاد ومنع سفر" وكانت كالتالي: 58 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، 7 قرارات ابعاد عن القدس القديمة، إبعاد شاب مقدسي عن مدينة القدس لمدة 6 أشهر للمرة الثالثة على التوالي، قرار إبعاد عن الضفة الغربية "منع دخول لمدن الضفة"، 4 قرارات "منع سفر" .

وأضاف المركز أن قرارات الإبعاد عن الأقصى في آذار الماضي، طالت رئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الشيخ عبد العظيم سلهب وهو أعلى هيئة دينية لمدة 40 يوماً، ونائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات لمدة 4 أشهر، ووزير القدس المهندس عدنان الحسيني، وعضوي مجلس الأوقاف حاتم عبد القادر ومهدي عبد الهادي لمدة أسبوع.

وأضاف المركز أنه رصد اعتقال 16 موظفاً من دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس في المسجد الاقصى، ومعظمهم أُبعدوا عن المسجد لفترات متفاوتة، كما أُبعد أحد الحراس عن المسجد لمدة 6 أشهر، ومدير مركز المخطوطات في الأوقاف" بعد استدعائهم للتحقيق".

وأوضح المركز أن قرارات الإبعاد عن الأقصى والقدس القديمة تراوحت بين 3 أيام و 6 أشهر، وأصدرت عن عدة جهات: مخابرات وشرطة الاحتلال، محاكم الاحتلال، من ما يسمى "قائد شرطة القدس".

هدم 8 منشآت
واصلت بلدية الاحتلال "سياسة هدم المنشآت" في مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص، في وقت تفرض فيه الشروط التعجيزية على أهالي المدينة والتي تمتد لسنوات لترخيص البناء.

وصعدت البلدية من سياسة "الهدم الذاتي" في آذار الماضي حيث أجبرت المقدسين على هدم منشآتهم بأيديهم.

ورصد مركز المعلومات هدم 8 منشآت في مدينة القدس في آذار الماضي: 4 منازل سكنية،  غرفة سكنية، بناية سكنية عبارة عن مدرسة قيد الإنشاء، ومخزنين اثنين.

أما التوزيع الجغرافي للهدم فكان كالتالي: 4 في بلدة سلوان، 1 في جبل المكبر، 1 في مخيم شعفاط، 2 في حزما.

وأضاف المركز أن 7 من المنشآت هدمت بأيدي أصحابها.

وقد أغلقت سلطات الاحتلال مطعم "أبو علي" في شارع صلاح الدين بمدينة القدس لعدة أيام، بحجة تشغيله لعامل يحمل هوية الضفة الغربية.

اعتداءات مستوطنين
في أواخر شهر آذار الماضي قام مستوطنون بخط شعارات عنصرية وتخريب إطارات 28 مركبة في حي "جبل المشارف / أرض السمار" بمدينة القدس.

وقام مستوطنون الشهر الماضي بوضع مادة لاصقة على باب مسجد "مكي" بالقدس القديمة.

وسيطر المستوطنون على عقار في عقبة درويش بالقدس القديمة، بعد تسريب معظمه من قبل مالكيه.

ووقعت في مطلع آذار الماضي انهيارات أرضية خطيرة في أرضية ملعب حي وادي حلوة ببلدة سلوان، على بعد عدة أمتار من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، نتيجة الأعمال الإسرائيلية لحفر "شبكة الأنفاق" الموصلة إلى أسوار المسجد الأقصى وساحة البراق من الجهة الغربية.

وأصدرت سلطات الاحتلال في آذار الماضي بلاغات قضائية ضد عائلة مراغة، تطالبها بإخلاء الأرض المقامة عليها بنايتها السكنية، في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، لصالح المستوطنين علما أن العائلة المؤلفة من 15 شخصاً يقطنون في بناية عبارة عن 5 شقق.

قمع الفعاليات الاجتماعية

كما استمرت سلطات الاحتلال بمنع الفعاليات في مدينة القدس، حيث منعت "فعالية يوم الأم" في المعهد الفرنسي بشارع صلاح الدين، بحجة تنظميها من قبل السلطة الفلسطينية، حيث اقتحمت مقر المركز وأخلته من المتواجدين.