قيود الاحتلال تنغّص الأجواء الرمضانية في مدينة القدس
الأحد 12 أيار 2019 - 10:08 م 1934 0 شؤون مدينة القدس، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
يُحيي سكان مدينة القدس المحتلة شهر رمضان المبارك في ظل أجواء تعصف بالأوضاع الاقتصادية نتيجة الحصار المطبق عليها من جميع الجهات من سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
وتزداد إجراءات الاحتلال وحصاره على المدينة خلال شهر رمضان لتزيد من غصة الأهالي، وعلى رأس هذه الإجراءات منع عشرات الشخصيات الدينية والوطنية وحراس وموظفي المسجد الأقصى من الدخول إلى المسجد وأداء عباداتهم فيه، حيث يُشكّل المسجد قبلة جميع أهل المدينة لإحياء الشهر الفضيل.
وقال الحاج سالم شيوخي عن أجواء رمضان بالمدينة: "إن الأوضاع التي نعيشها في مدينة القدس لا تسر عدو ولا صديق".
ويعرب عن أمله أن "يسترد العالم الاسلامي الأراضي المقدسة عن قريب، وعودة صلاح الدين محرر مدينة القدس مجددًا".
أما الحاج صالح أبو حمدية فيقول: "رمضان في الماضي يختلف عن الحاضر، إذ كان الناس يجلسون في المقاهي ويعزفون الربابة والأولاد يحملون الفوانيس ويرددون النشيد التراثي- يوحيا- في الحارات، ويشعرون بالأمان والسرور".
وعن رمضان الحاضر يضيف "لا يوجد أي بهجة لشهر رمضان اليوم، لأن الناس تعيش أوضاعًا صعبة وتثقلها الهموم وتفتقد للأمان والراحة".
ويرثى الحاج إبراهيم الصعيدي من الخان الأحمر شرقي القدس حال المسجد الأقصى في بداية شهر رمضان، بسبب حصار مدينة القدس والحواجز العسكرية وإغلاق الاحتلال الطرق المؤدية إليها.
ويقول: "نشعر بالأسى على تجار البلدة القديمة بالقدس لشلل الحركة التجارية وعدم وجود حركة شرائية بالأسواق".
الأسير المحرر علي المسلماني الذي أمضى نحو 30 عاما في سجون الاحتلال يقول: "أجواء رمضان حزينة ليست ككل عام، ففي ظل الحرب على غزة الأجواء ملبدة بالشهداء والأسرى، وممزوجة بالألم والأمل في آن واحد، الألم الذي يعيش فيه شعبنا نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وممارساته واجراءاته القمعية من ضغط واغلاقات ومصادرات وهدم بيوت واعتقالات".
لكنه يستدرك: "إلا أننا لا نفتقد الأمل لأننا أصحاب حق وعلى أرض فلسطين المباركة، ونعيش أجواء رمضان بالرغم من الإجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا".
أما الحاج صالح الفاخوري فيقول:" ننتظر رمضان من عام لآخر لأنه شهر الخيرات والعبادات، ولكن هناك أناس لا تكتمل فرحتهم باستقبال شهر رمضان، كونهم فاقدين لأعزاء وأبناء وأقرباء سواء كانوا شهداء أو أسرى أو مبعدين عن المسجد الأقصى، وخاصة في قطاع غزة".
ويتحدث عن أن 80 % من المقدسيين مقيدون بسبب منعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان بقرار من المخابرات الاسرائيلية.
ويقول بحزن: "أفتقد خلال شهر رمضان لابني رامي الفاخوري المعتقل في سجون الاحتلال بعد أسبوع من زفافه، وهذه السنة الرابعة على التوالي التي يمنع فيها من دخول المسجد الأقصى، وفي هذا العام بالمعتقل".
ويتابع "أنا من ضمن آلاف الآباء الفاقدين لأبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال، ونطلب الفرج القريب عن جميع الأسرى والمعتقلين".
الفتاة سائدة شويكي (22 عامًا) من بلدة سلوان تقول إن شهر رمضان في مدينة القدس يختلف عن أي مدينة فلسطينية، إذ تتميز عن جميع البلدان والمدن الأخرى في جميع أنحاء العالم لوجود المسجد الأقصى فيها.
وعن العادات المتبعة في شهر رمضان تقول: "بعد تناول طعام الإفطار نتوجه إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة التراويح، وبعدها نتوجه إلى باب الأسباط حيث يتواجد المصلون والبسطات والبائعين المتجولين".
وتضيف "تتحول أجواء البلدة القديمة بشهر رمضان إلى عيد، بعد تزيين شوارعها وأزقتها ومداخل بوابات المسجد الأقصى بالزينة الرمضانية المختلفة الأشكال والألوان، ما يجعلها تنبض بالحياة، بالإضافة إلى أجواء الرحمة والصدقات والإفطار والمعايدة على الناس، التي تشعرنا بالبهجة والسرور".
ولن تكتمل فرحة المقدسيين برمضان إلا بقدوم أهالي الضفة الغربية إلى المدينة بعد حرمان طوال العام من الوصول إليها، تقول شويكي.
وكالة صفا