الشهيد علي دوابشة.. تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور
السبت 1 آب 2015 - 12:06 ص 3597 0 أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
في تمام الساعة الثانية والنصف من ليلة الجمعة كانت قرية دوما الواقعة جنوب نابلس على موعد مع جريمة هي الأبشع منذ جريمة حرق الشهيد محمد أبو خضير، وبتاريخ يعيد للقرية ذكرى مجزرة نابلس التي حدثت منذ أمد، أبت القرية إلا أن تودع شهيداً آخر شهيد القرية الرضيع علي سعد دوابشة.
حسب روايات تناقلها أهل القرية من فم أول من كان شاهداً على موقع الجريمة الشاب بشار محمد دوابشة، هذا الأخير سمع صوتاً من فوق سطح منزله فجرى صوب المكان ووجد سعد دوابشة وزوجته رهام دوابشة ملقيان خارج منزلهما الذي يحترق بالنيران بأمتار لا مثيل لها من النيران وعند كل منهما يقف شخص ملثم ما حدا به إلى استنجاد أهالي القرية في الوقت الذي فيه الملثمان، أخذ الزوجان اللذان التهمت النار شيئاً غير يسير من أجسادهما بالصراخ لبشار ليذهب وينقذ طفلهما الذي ما زال قابعاً داخل البيت ظناً منهما أنه ما يزال حياً.
حاول بشار وغيره من الشباب أن ينقذوا علي ولكن النيران كانت قد أتت على كل شبر في البيت، وقف أهالي القرية عاجزين عن إنقاذ الصغير يحاولون إطفاء النيران بكل ما أوتوا من قوة في ليلة لم ينم فيها أحد، أتت سيارات الإطفاء من مركزها الكائن في بورين والتي تبعد 20كم، مسافة كانت كفيلة بإضاعة وقت من ذهب، أطفئت النيران وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل المصابين وتم نقل العائلة بأكملها لمستشفى رفيديا لتلقي العلاج.
ولاحقاً وجدت عبارت تدفيع الثمن على حائط المنزل لتقطع الشك باليقين وتؤكد على أن هذا من فعل المستوطنين، فقد ألقوا زجاجاتٍ حارقة داخل المنزل، وعلى إثرها تزاحمت سيارات الاحتلال داخل القرية لمعاينة المكان وبقيت في القرية لغاية ساعات الصباح الأولى.
انحسرت جيبات الاحتلال وتدافع أهل القرية لاستقبال جثمان الشهيد ليوارى الثرى في مثواه الأخير بحضور جماهيري مهيب من أهل القرى المجاورة.
أبى علي دوابشة إلا أن يلتحق بركب الشهداء الذين ساروا إلى العلا من قبله، في ليلة وضحاها كان هذا الطفل الصغير حديث أهل فلسطين جميعاً، حزنوا عليه كما حزنت القرية، وبكوا عليه نيابة عن أمه وأبيه اللذين لا يعلمان لغاية هذه اللحظة ما حدث لابنهما الصغير، حيث تم نقلهما برفقة ابنهما الآخر الذي استطاعا إنقاذه إلى مستشفى داخل أراضي الـ48.
عقب صلاة الجمعة هيمنت هتافات الغضب على القرية وألقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله كلمة يعزي بها أهالي الشهيد موضحاً أن هذه الجريمة البشعة لن تمر مرور الكرام، وأن ملف علي الشهيد الرضيع سيتم إحالته إلى المحاكم الدولية عاجلاً غير آجل.
يودع أهالي القرية اليوم بقلب فجع الشهيد الرضيع علي سعد دوابشة الذي رافقت ذكراه ذكرى شهيد القرية فهيم دوابشة ليحل عامٌ جديد يتذكر فيه أهالي القرية أنهم قدموا الغالي والنفيس وما زالوا، من حرق للمتكلات وأشجار الزيتون ليطال الحرق النفس البشرية في جريمة يندى لها الجبين.
المصدر: فلسطينيو 48