الاحتلال يستهدف العيسوية بالتهويد والعقاب الجماعي.. والبلدة تردّ بالصّمود والمقاومة

تاريخ الإضافة الجمعة 28 حزيران 2019 - 2:36 م    عدد الزيارات 1867    التعليقات 0    القسم تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


براءة درزي-خاص موقع مدينة القدس

 

صعّد الاحتلال وتيرة اعتداءاته على العيسوية مساء أمس، وشهدت البلدة مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين، وأطلقت قوات الاحتلال عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المدمعة والأعيرة النارية، فأصابت عشرات المواطنين باختناقات حادة، واستشهد الشاب المقدسي، ابن العيسوية الأسير المحرر محمـد عبيد، برصاص الاحتلال. ولاحقت شرطة الاحتلال شباب العيسوية المصابين إلى مستشفى "هداسا" المقام على أراضيهم، واعتدت عليهم في غرفة الطوارئ.

 

#عاجل الاعتداء على شباب #بلدة العيسوية في طوارئ مستشفى هداسا العيسوية Breaking news Assaulting young men from the village of Issawyeh in the emergency room in Hadassah hospital

Posted by ‎Wadi Hilweh Information Center - Silwan مركز معلومات وادي حلوه -سلوان‎ on Thursday, June 27, 2019

 

تشكّل العيسوية نموذجًا فريدًا في مواجهة الاحتلال وهي في قلب معركة التصدي لسياساته، وقد عمد الاحتلال إلى تشديد حصاره للبلدة بعد اندلاع انتفاضة القدس عام 2015 ولا تزال قواته تقتحم البلدة وتنكل بأهلها لوأد أي مقاومة ضدّ سياساته التهويدية فيها

وكان حوالي 100 جندي من قوات الاحتلال اقتحموا العيسوية في 26/6، وانتشروا في أحيائها وشوارعها الرئيسة، ونكلوا بالمواطنين، وعمدوا إلى توقيف مركبات وتحرير مخالفات لها، والتدقيق ببطاقات الشبان. وفي 19/6، دهمت قوات الاحتلال البلدة وأطلقت وابلاً من القنابل الصوتية الحارقة والغازية المسيلة للدموع، والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، ما أوقع عدة إصابات بينها حروق في الوجه، واختناق، عولجت في عيادات البلدة. وتتكرر هذه المشاهد من دهم البلدة والاعتداء على أهلها، واعتقالهم والتحقيق معهم بوتيرة شبه يوميّة.

 

شريط مصور من حي العيسوية في القدس خلال مواجهات عنيفة بين الأهالي وقوات الاحتلال مساء اليوم

Posted by ‎عرب 48‎ on Wednesday, June 19, 2019

 

وفي 16/6/2019، وزعت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس إخطارات هدم وإخلاء أراضٍ في العيسوية، لمصلحة إنشاء حديقة تلمودية. ووفق مركز معلومات وادي حلوة، فإنّ بلدية الاحتلال مصممة على تنفيذ مخطط الحديقة التهويدية، على الرغم من قرار من المحاكم الإسرائيلية بتجميد المشروع.

 

استهداف الاحتلال للعيسوية: اعتداءات لم تنقطع

لا يزال التوتر يعم البلدة التي يحاصرها الاحتلال باعتداءاته المتكررة وسياسة العقاب الجماعي، في مشهد زادت حدّته منذ اندلاع انتفاضة القدس في تشرين أول/أكتوبر 2015. وتعد العيسوية من أبرز نقاط الاشتباك في القدس المحتلة ومن أكثر النقاط سخونة وأكثرها التهابًا وتفاعلاً، فهي في عين عاصفة التهويد التي يشنها الاحتلال وفي قلب معركة الصمود والمواجهة. وقد عمد الاحتلال إلى تصعيد استهدافه البلدة والتضييق على أهلها لقمع أي محاولة لمقاومة مخططات تهويدها، وفي مقدمتها مشروع لإقامة حديقة تلمودية. ومن الإجراءات التي يتبعها اقتحام البلدة، لا سيّما ليلاً، وملاحقة أهلها واعتقالهم، والتضييق عليهم، علاوة على سياسة الحواجز والقتل والإعدامات الميدانية.

 

الاحتلال ينتقم من العيسوية


مع تطور انتفاضة القدس، فرض الاحتلال إجراءات عمّت الأحياء المقدسية وكان للعيسوية حظّ وافر منها. ووفق مشاهدات الباحث في منظمة العفو الدولية جيكوب بيرنز كما تبيّنها يوم 20/10/2015، فإنّ مسافة الـ14 دقيقة بين البلدة القديمة والعيسوية تجاوز الساعة وسط زحمة سببتها إجراءات الاحتلال حيث عمدت الشرطة إلى وضع 6 مكعبات أسمنتيّة على مدخل البلدة ومنعت مرور السّيارات أو الباصات من تجاوز المدخل الوحيد الذي تركته مفتوحًا ما اضطر راكبي هذه السيارات إلى مغادرتها والسير إلى عملهم مشيًا على الأقدام. كما أشار بيرنز إلى روايات سمعها بشكل متكرّر عن عمليات التفتيش التي تعني أن يتأخر الناس عن أعمالهم وأن يحرموا من الخدمات الأساسية، ومن بينهم أكثر من 60 طالبًا يعانون من إعاقات ومنعهم ازدحام السير من الوصول إلى مدرستهم التي تستقبل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، فظلّوا ساعات في الحافلات وشمس الظّهيرة تحرق أجسادهم.

 

 

كذلك، شهدت العيسوية حملات اعتقال شبه يوميّة ومداهمة وتفتيش منازل، وإطلاق الأعيرة المطّاطية على الشبان المقدسيين لمنع مشاركتهم في الحراك الشعبي الذي تشهده القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي 23/10/2015 أصابت قوات الاحتلال لؤي عبيد برصاص إسفنجي ما أفقده عينه اليسرى، وكانت المسنّة هدى درويش استشهدت في 19/10/2015 بعدما عرقل الاحتلال خروجها الى المستشفى من الحاجز المنصوب على مدخل العيسوية وقد أصيبت بضيق تنفّس جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز من قبل الشرطة الإسرائيلية في ساعات المساء.

 

أطفال العيسوية في دائرة الاستهداف

لم توفّر اعتداءات الاحتلال الأطفال في العيسوية، ففي 2/10/2015 أصابت قوات الاحتلال الطفل راني التميمي ذي الأعوام الثمانية بقنبلة صوتية أدت إلى إصابته بحروق في وجهه ورقبته وكتفه كما كانت قوات الاحتلال أصابت الطفل عبد الرحمن أبو ريالة ذي الخمس سنوات بعيار مطاطي بينما كان بالقرب من منزله في 29/9/2015. وأبو ريالة هو أحد 4 أطفال أصابهم الاحتلال بالأعيرة المطّاطية في سلوان خلال أيلول/سبتمبر 2015 والأطفال الآخرون هم سالي محيسن (13 عامًا) ويوسف داري (10 أعوام) ومحمد عيسى (15 عامًا) الذي أصيب بعيار في الرأس. وفي 3/11/2015 أقدمت القوات الخاصة على اقتحام مركز "بلدنا" الطبي في البلدة مع قرار من محكمة الاحتلال لتنفيذ التفيش للبحث عن ملفّات مصابين في المواجهات.

ولا يغيب عن مشهد "انتفاضة القدس" أنّ العيسوية أسهمت في إذكائها حيث قتل الاحتلال ابن البلدة، فادي علون، في القدس القديمة في 4/10/2015، وقد أظهر تسجيل فيديو نشر على الإنترنت أنّ مجموعة من المستوطنين كانت تحرّض الشرطة على قتله.

 

يعيش في العيسوية ما يقارب 16,000 مقدسي ويشكو أهلها ضعف الخدمات البلدية أو غيابها بشكل كامل، الأمر الذي يعني ضعف البنى التحتيّة في البلدة. كذلك، فإنّ الحصول على رخصة بناء أمر أقرب إلى المتعذر كما هي الحال في سائر أنحاء القدس عندما يتعلق الأمر بالمقدسيين ونتيجة لذلك يضطر الأهالي إلى البناء من دون ترخيص لتعمل سلطات الاحتلال لاحقًأ على هدم المنازل بذريعة غياب الرّخصة.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »