مدرجات الشهداء لا القتلة
الخميس 26 أيلول 2019 - 12:45 م 2633 0 مشاريع تهويدية، شؤون المقدسيين، أخبار المؤسسة، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
خاص بيروت
موقع مدينة القدس
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على الهوية الفلسطينية العربية في مدينة القدس المحتلة عبر سلسلة من الإجراءات والقوانين والمشاريع التي تسعى لطمس الهوية العربية واستبدالها بهوية عبرية إسرائيلية يهودية.
هذه المرة، جاء مشروع الاحتلال ليضرب مسارين أساسيين في معركته الباطلة التي يُراد منها تغيير الحقائق وتزوير الحقيقة، حيث من المتوقع أن توافق ما تسمى بـ "لجنة أسماء الشّوارع" في بلدية الاحتلال بالقدس خلال الأسبوع الجاري، بقيادة رئيس البلدية المتطرف موشيه ليؤون، على إطلاق تسمية "درجات هدار وهداس" على الدّرجات المؤدية لـ"باب العامود" في القدس المحتلة، والتي تأتي في سياق تكريس هويته على الأرض وتكريس مظلوميته أمام العالم.
الميدان أصل الحكاية
في 3 شباط 2017، استشهد 3 شبان فلسطينيين (هم أحمد زكارنة، وأحمد أبو الرب، ومحمد كميل، من مدينة جنين) خلال عملية فدائية ضد جنود الاحتلال عند باب العامود في القدس المحتلة، مما أدى إلى استشهاد الشبان الثلاثة ومقتل المجندة الإسرائيلية هدار كوهين.
في 16 حزيران 2017، استشهد 3 شبان فلسطينيين (وهم براء ابراهيم صالح، وأسامة عطا، وعادل حسن عنكوش وجميعهم في عمر 18 من رام الله) خلال تنفيذهم عملية فدائية مزدوجة ضد جنود الاحتلال في محيط باب العامود بالقدس المحتلة، مما أدى إلى مقتل المجندة هداس مالكا وإصابة آخرين، فيما أطلق جنود الاحتلال النار بكثافة وبشكل عشوائي على الشاب وعلى المارة مما أدى إلى استشهاد الشبان وإصابة عدد من المارة.
بدوره، اعتبر مدير قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية الأستاذ هشام يعقوب أن محاولات الاحتلال لتغيير هوية القدس لن يغير من حقيقة عروبة المدينة وهويتها، وستبقى هذه الأسماء العربية العريقة مصدرًا معتمدًا يدل على انتماء هذا الشعب لهذه الأرض المباركة.
وأكد يعقوب في تصريح لموقع مدينة القدس أن الاحتلال يحاول استهداف منطقة باب العامود أكثر فأكثر، لا سيما خلال لسنوات القليلة الماضية، حيث استحدث الاحتلال 4 نقاط تفتيش ومراقبة في منطقة باب العامود في القدس المحتلة للتضييق على المقدسيين واستفزازهم، ولا يمكن لأي مشاريع تهويدي أو إجراءات عنصرية أمنية من فرض الهوية العبرية على الأراضي العربية والإسلامية في القدس المحتلة.
وأكد يعقوب أن محاولة الاحتلال لإبراز أسماء قتلاه وترميزهم من باب المظلومية سيبوء بالفشل على المستوى المحلي والعالمي في ظل الفضائح التي تلاحق الاحتلال الإسرائيلي وقادته، وسيبقى الشباب الفلسطيني عنوانًا للباحثين عن العدل والمظلومية والانسانية.
وأضاف يعقوب:" سيكتب الاحتلال أسماء جنوده القتلى على مدرجات باب العامود التي لن تتسع لعدد قتلاه وسيكون رد الشباب الفلسطيني مزيدًا من العمليات الفدائية البطولية للرد على جرائمه المستمرة والمتواصلة بحق فلسطين وشعبها ومقدساتها".
وختم يعقوب:" هذا التاريخ وهذه الهوية مرتبطان ارتباطًا مباشرة مع الانسان الفلسطيني، فهذه الأرض كانت وستبقى أرضًا فلسطينية عربية إسلامية، وسيبقى الاحتلال فيها احتلالًا غير شرعيًا، وعلينا محاربة ومواجهة ودفعه للرحيل من أرضنا".
من الواضح أن الاحتلال يعيش في ورطة دبلوماسية إعلامية بسبب عنصريته المتلاصقة بسلوكه ونشاطه وبقاءه، وسيبقى العمل المقاوم جزء من حياة الفلسطينيين حتى تحرير أرضهم ومقدساتهم، وسيواصل الاحتلال كتابة أسماء جنوده ومستوطنيه على عتبات مدرجات باب العامود وفي كل مكان حتى يشهد التاريخ أن شعب فلسطيني المقاوم كتب نصره بالدم.