مؤسسة القدس الدولية (سورية) تنظم محاضرة "القضية الفلسطينية في شعر نزار قباني"
الجمعة 1 تشرين الثاني 2019 - 1:40 م 2502 0 أخبار المؤسسة، أبرز الأخبار |
نظّمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) في يوم القدس الثقافي لشهر تشرين الأول محاضرةً أدبية بعنوان: (القضية الفلسطينية في شعر نزار قباني)، قدَّمها الباحث غسان كلاس في قاعة مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وذلك صباح الأربعاء 30/10/2019م، بحضور الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام للمؤسسة، والدكتور محمد مصطفى ميرو؛ رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، والسادة ممثلي الفصائل الفلسطينية، وممثلي جيش التحرير الفلسطيني، ونخب علمية وفكرية وسياسية.
افتُتِحَتِ الفعالية بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثمّ تبعها النشيدان العربيان؛ السوري والفلسطيني.
الكلمة الافتتاحية كانت للدكتور خلف المفتاح؛ مرحّباً بالسادة الضيوف، مثنياً على الحضور الجماهيري، وهو ما يدلّ على حيز القضية الفلسطينية الكبير في قلوب الحاضرين، مؤكّداً أنَّ "النكبة لم تكن فلسطينية فقط، بل هي نكبة الأمة العربية جمعاء؛ إذ شاركت الجيوش العربية بمواجهة العدو المحتل؛ من أجل تحرير فلسطين من دنس الصهيوني على أرضها المباركة..". وأشار الدكتور المفتاح إلى أنَّ "احتلال أرض فلسطين منذ عام 1948م، شكّل مأساة تجاوزت الجانبين العسكري والشعبي، فوصلت إلى المستوى الأدبي والفكري؛ لاستنهاض همم العرب من خلال الأناشيد والقصائد والروايات الثقافية في إطار القضية الفلسطينية، والشاعر نزار قباني كان من أبرز المتأثّرين والمتفاعلين مع أهالي فلسطين بالانكسارات والانتصارات، ما جعل قلمه سلاحاً يحارب به الاحتلال؛ من خلال نظم قصائد وطنية لفلسطين نمتْ –ولا تزال- في قلوب الوطنيين العرب؛ لتزيد شعور الانتماء العربي..".
من جانبه، استعرض الأستاذ غسان كلاس شعر نزار قباني المنبثق من حالة وجدانية، تتصل بالتاريخ وتحاكيه، وتسلّط الضوء ساطعاً على مثالبه وسلبياته.. مستعرضاً عدداً من قصائده التي حفّزت الهمم، وقوّت العزائم.
وأوضح كلاس أنَّ فلسطين حظيت بقدر لا يستهان به من شعر نزار قباني؛ فقد كان من أوائل الشعراء، -إن لم يكن أولهم-، الذين تنبّهوا لخطورة الهجرة اليهودية إلى فلسطين؛ ففي العام 1955م كتب (قصة راشيل شوارزنبرغ)، مبيّناً استنكار نزار تجاهل الحكام العرب لآلام فلسطين، وعدم قيامهم بواجبهم نحوها، وتناسيهم وتجاهلهم مصيرها، كما جاء أيضاً في قصيدته (الحب والبترول) عام 1958م.
وبيّن الأستاذ غسان أنَّ نكسة العرب، في حزيران 1967م كانت الانطلاقة الواضحة لأدب نزار السياسي والشعري منه على وجه الخصوص، ولعلَّ قصيدة (خبز وحشيش وقمر)، كانت الإرهاصة التي أنبأت بنكسة حزيران؛ فالشاعر يكيل فيها النقد القاسي للوطن العربي الذي ضيّع فلسطين في وهمه وكسله وسُكره.
وعرّج كلاس على التفاؤل الذي دبَّ في شعر قباني بعد سنوات من الاحتراق البطيء، كما ابتهج العرب جميعاً بانتصارات تشرين، ثمَّ يعود للألم يتسربل حزناً عندما احتلَّ اليهود القدس، وانتهكوا حرماتها، فركع وصلى وبكى على أعتابها المقدسة، فكتب (يا قدس، يا مدينة الأحزان).
وأكَّد المُحاضر أن لا خلاص إلا بالمقاومة وكسر شوكة المعتدي، وهذا ما اتّسم به شعر نزار، ولم يتغيّر موقفه مع تغير الأحداث أو تغير الظروف أو تغيّر الرهانات، فرفض بقصائده أشكال الخذلان كلَّها، والخنوع والاستسلام. مشيداً بالشاعر الكبير الذي "اتجه إلى الجيل الجديد؛ جيل أطفال الحجارة فتباهى بهم، واعترف بالقصور أمام بطولاتهم؛ فقد جسّدوا له المثل الأعلى؛ فهم آباء للرجال يتعلّمون منهم القتال والنضال، فحقَّ لأطفال الحجارة أن يخصّهم الشاعر الكبير بديوانه (ثلاثية أطفال الحجارة)؛ الذين كتبوه هم بأصابعهم الصغيرة، النحيلة، الدامية".