حمود: الاحتلال سيتمادى بتهويد القدس بعد إعلان خطة ترمب والمستوى الشعبي رأس الحربة

تاريخ الإضافة الأحد 9 شباط 2020 - 10:03 م    عدد الزيارات 6717    التعليقات 0    القسم أخبار المؤسسة، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


حذر مدير عام مؤسسة القدس الدولية، ياسين حمود، من أن الاحتلال سيتمادى في ممارساته التهويدية في القدس مع الإعلان الأمريكي عن خطة ترمب للسلام، "والتي تشكل ذروة انزياح الإدارة الأمريكية إلى الاحتلال".

 

وأكد حمود، أن هذا التمادي سيكون في مواجهته المزيد من الثبات والصمود من قبل المقدسيين.

 

وأشار إلى أن الصفقة تعطي للاحتلال حرية التصرف في القدس على أساس أنها عاصمته الدائمة، "فكل بناء ومشروع ومحاولة تهويد كانت تلاقي رفضًا دوليًا، ستصبح حقًا من حقوق الاحتلال!".

 

وشدد على أن الرفض الفلسطيني لهذه الصفقة "شكل مدماكًا متينًا في صلابة الموقف الفلسطيني، وهو موقف يشكل بحد ذاته عرقلة للاحتلال والجانب الأمريكيّ في المضي بتطبيق هذه الخطة".

 

وقال إن هذا الرفض يجب أن يتزامن مع خطوات ورسائل عملية من الفصائل للاحتلال بأن كل خطوة سيقوم بها للمضي في هذه الصفقة ستكون كلفتها باهظة.

 

واستبعد أن تشهد المدن الفلسطينية انتفاضة شعبية شاملة نظرًا للقبضة الأمنية في المناطق المحتلة، واستمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.

 

ورجح استمرار المواجهات والعمليات في مختلف المناطق الفلسطينية. مؤكدًا أن الرهان الأول والأخير يبقى على المستوى الشعبي.

 

وأردف: "المستوى الشعبي يشكل اليوم رأس حربة الدفاع عن قضية فلسطين والقدس، وإحباط المخطط الأمريكي- الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية".

 

تصريحات ياسين حمود وردت في حوار خاص أجرته وكالة "قدس برس" إنترناشيونال للأنباء، وفيما يلي نص المقابلة.

 

من مصادرة المنازل والمحلات في البلدة القديمة إلى تفجير أبنية وادي الحمص إلى مواجهات الخان الأحمر وتجريف المنازل إلى اقتحامات المسجد الأقصى واعتقال الرجال وسحل النساء.. ماذا بعد؟، بمعنى إلى أي مدى يمكن للاحتلال أن يتمادى وبالمقابل إلى أي حد يمكن للمقدسيين أن يثبتوا؟

 

يصعد الاحتلال استهدافه مدينة القدس المحتلة، ويهدف إلى تهويد المدينة لتحويلها إلى مدينة يهوديّة المعالم والسكان، لذلك تنشط أذرعه التهويدية في مسارات عديدة متزامنة، فمن محاولات فرض السيطرة والتحكم بالمسجد الأقصى، ومحاولات تحقيق الوجود اليهوديّ الدائم في جنباته، وصولًا إلى محاولات العبث في ديموغرافيا المدينة المحتلة، عبر هدم منازل الفلسطينيين ليدفعهم للعيش خارج المدينة، ويحقق بذلك تفوقًا مباشرًا في أعداد المستوطنين مقابل الفلسطينيين في القدس، وتحويل المقدسيين إلى أقلية هامشية غير فعالة في مجريات الأحداث، وغير ذلك من خطط ومسارات تهويد تطال الحجر والبشر على حدٍ سواء.

 

ومع الإعلان الأمريكي عن ما يُسمى "صفقة القرن"، التي تشكل ذروة انزياح الإدارة الأمريكية إلى الاحتلال، سيتمادى الاحتلال في هذه الممارسات التهويديّة.

 

وما جرى في العام الماضي من عمليات هدمٍ كبيرة في وادي حمص، يمكن أن نراه مجددًا خلال العام الحالي، ولن يكون بالضرورة هدمًا لعشرات الأبنية والمنازل دفعةً واحدة، بل تصعيد مستمر في عمليات الهدم عامةً، وهو ما بدأنا بالفعل معاينته مع انقضاء الشهر الأول من عام 2020ـ وهي حالة ستتكرر في الأقصى من استهداف لإدارته المتمثلة بدائرة الأوقاف الإسلامية، وفرض المزيد من القيود على عناصره البشرية، خاصة أن الأسابيع الأخيرة شهدت عشرات قرارات الإبعاد، استهدفت ناشطين ومرابطين، في محاولة لضرب عصب الصمود في المسجد.

 

هذا التمادي من قبل الاحتلال سيكون في مواجهته المزيد من الثبات والصمود من قبل المقدسيين، ربما هي ليست معادلة رياضية واضحة، تحكم الفعل وردة الفعل، ولكن تجارب السنوات الماضية أثبتت أن المقدسيين قادرون على مواجهة الاحتلال والوقوف في وجه مشاريعه، وما جرى في هبة باب الأسباط (هبة البوابات الإلكترونية) ومن ثم هبة باب الرحمة ليس عنا ببعيد، بل فاجأ المقدسيون الاحتلال بمبادرات فاعلة وجديدة، على غرار مبادرة "الفجر العظيم"، التي عمرت الأقصى أسبوعيًا بآلاف المصلين، ويتخبط الاحتلال ليوقفها، ما يؤكد أن الثبات المقدسي قادرٌ على ابتكار أدوات وطرق فعالة لمواجهة الاحتلال، ولكن هذا الثبات يحتاج إلى ظهير قويّ، يقف مع المقدسيين ويبلسم جراحهم، خاصةً أن الاحتلال لا يترك أداة إلا يستخدمها ليضرب صمود المجتمع المقدسي.

 

باعتقادك ما أخطر ما جاء في بنود صفقة القرن على القدس والقضية الفلسطينية برمتها؟

 

مجمل بنود الصفقة تشكل تهديدًا خطيرًا للقضية الفلسطينية وفي القلب منها قضية القدس، خاصةً أنها جاءت لتعطي الاحتلال كل ما أراده خلال السنوات الماضية.

 

فقد صيغت "الصفقة" من خلال وجهة نظر الاحتلال، مبتعدة عن إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، ما يؤكد أن الحل الأمريكي ليس إلا محاولة في سياق إنهاء النضال الفلسطيني، وإن إعطاء الفلسطينيين دولة ممزقة الأركان، تعيش تحت سلطة الاحتلال، هو محاولة لإنهاء المقاومة الفلسطينية، وتحويل الفلسطينيين إلى قاطنين في سجنٍ كبير تديره سلطات الاحتلال.

 

أما في جانب القدس، فتعطي الصفقة للاحتلال حرية التصرف في المدينة على أساس أنها عاصمته الدائمة، فكل بناء ومشروع ومحاولة تهويد كانت تلاقي رفضًا دوليًا، ستصبح حقًا من حقوق الاحتلال، إذ سيتصرف الاحتلال على أساس أنها عاصمة دولته، إلى جانب تصعيده في أسرلة جميع جوانب الحياة في المدينة، وما يتصل بذلك من عزل آلاف المقدسيين خارج حدود بلدية الاحتلال في القدس، بناء على ما أظهرته الخرائط المرفقة بنص الوثيقة.

 

ما يعني أن الصفقة لا تعطي الاحتلال كامل المدينة فقط، بل تفتح له الباب لاتخاذ قرارات أحادية تستهدف الفلسطينيين في القدس، بما في ذلك إمكانية إخراجهم من مدينتهم. 

 

كيف تقيمون أداء الفصائل والحركات الفلسطينية إزاء ما يتهدد القضية الفلسطينية والقدس من مشاريع التصفية كصفقة القرن؟

 

شكل رفض جميع الفصائل الفلسطينية لهذه الصفقة مدماكًا متينًا في صلابة الموقف الفلسطيني، وهو موقف يشكل بحد ذاته عرقلة للاحتلال والجانب الأمريكيّ في المضي بتطبيق هذه الخطة، ولكن الرفض المجرد لن يكون كافيًا، إذ يجب على الفصائل الفلسطينية أن تجبر الاحتلال على التراجع، وأن ترسل له رسائل عملية بأن كل خطوة سيقوم بها للمضي في هذه الصفقة ستكون كلفتها باهظة، فالصفقة تتهدد كل جوانب القضية من القدس والأقصى، وصولًا إلى حق العودة واللاجئين.

 

لذا على الفصائل الفلسطينية أن تكون رأس حربة في التصدي لـ "صفقة القرن" وتفاصيلها، وأن ترفع من وتيرة العمل المشترك مع باقي المكونات الفلسطينية في المقام الأول، ومع المكونات والأحزاب والهيئات العربية والإسلامية ثانيًا، في سياق إحباط أهداف الصفقة، من خلال تأطير مختلف أطياف الأمة الدينية والقومية والوطنية، إضافة إلى التيارات السياسية والشعبية والمدنية، لتفعيل خطط المواجهة، وتوفير أدوات التنفيذ الواضحة والفعالة.

 

ولا ريب أن تعزيز جبهة المقاومة وتمتينها، ومنع الاحتلال وداعميه من شقّها واختراقها، وحماية نماذج على غرار غرفة العمليات المشتركة، واللجنة العليا لمسيرات العودة في غزة، وتطويرها، وتصديرها إلى كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني، جزءٌ من مهام الفصائل الفلسطينية، بالتزامن مع إعادة العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، التي تستطيع تكبيد الاحتلال خسائر فادحة، وإقلاق أمنه وإرباك أجهزته الأمنية.

 

بعد العمليات البطولية في القدس والخليل مؤخرا هل يمكن أن نشهد انتفاضة فلسطينية شعبية يلتئم فيها الفلسطينيون بكافة توجهاتهم في ظل تحجر المواقف السياسية لدى البعض واستمرار حالة الانقسام؟

 

يبدع الفلسطينيون في أساليب المواجهة والمقاومة، وأمام كل حدث أو اعتداء إسرائيلي، تهب الجموع الفلسطينية في انتفاضة شاملة، ولكن نظرًا للقبضة الأمنية في المناطق المحتلة، واستمرار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، قد لا تتفجر انتفاضة شاملة، مع ترجيح استمرار المواجهات والعمليات في مختلف المناطق الفلسطينية، وهو النسق الذي يتكرر خلال السنوات الماضية، بعيدًا عن حالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني، الذي يلقي بظلاله على عدم تفجر الانتفاضة، خاصة مع استمرار التنسيق الأمني الذي أدى إلى إحباط مئات العمليات.

 

وما جرى في الأيام الماضية من عمليات دهس وإطلاق نار، ينبئ أن العمليات الفردية ستعود بزخم وفاعلية أكبر، وأن فاعليتها لن تتوقف على الرغم من الإجراءات الإسرائيلية الكبيرة التي استهدفت عوائل منفذي العمليات، وفرض إجراءات عقابية بحقهم.

 

كيف يمكن مواجهة كل هذه التحديات والمشاريع؟ وما هو المطلوب بالتحديد فلسطينيا وعربيا وإسلاميا؟

 

أمام التراجع الكبير للمواقف الرسمية، بل مباركة بعض الأنظمة العربية لهذه الخطة، وترويجهم لها، وتقديمهم الدعم لتطبيقها، يظل الرهان الأول والأخير على المستوى الشعبي، الذي يشكل اليوم رأس حربة الدفاع عن قضية فلسطين والقدس، وإحباط المخطط الأمريكي- الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، ومما يدعم هذا التوجه الرفض الشعبي الصارم للتطبيع مع الاحتلال، ورفض الصلف الأمريكي وانحيازه إلى دولة العدو.

 

ومن الخطوات الفاعلة في هذا المجال: الضّغط على الحكومات لحملها على رفض الانخراط في "صفقة القرن"، والإعلان عن رفض مضامينها كاملة.

 

والضغط على الحكومات لإنهاء التطبيع، وتنظيم التظاهرات والفعاليات الرافضة للتطبيع بما يعكس هذه الرسالة لدى الاحتلال الذي ينتظر انتكاسة الموقف الشعبي.

 

رفد الموقف الشعبي في فلسطين المحتلة، بكل الفعاليات الشعبية التي توصل رسائل الدعم المعنوي والتضامن، عبر المظاهرات والاعتصامات والفعاليات الجماهيرية.

 

المشاركة في حملات الدعم المالي المخصصة لفلسطين والقدس، للمساهمة في تثبيت الفلسطينيين ودعم صمودهم، وتعزيز الرباط في الأقصى.

 

التركيز على الدور الأساسي للأحزاب والمؤسسات والعلماء والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين والسياسيين والشباب والنساء؛ فعليهم تُعقد راية الأمل في الأمة بعد تقاعس الأنظمة وهذا يتطلب تبني فعاليات مستمرة، والمبادرة الدائمة لتنفيذ مشاريع وبرامج تخدم الأقصى، وتنسيق الجهود.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »