الحكم على الشيخ رائد صلاح والحرب على الرباط في الأقصى

تاريخ الإضافة الثلاثاء 11 شباط 2020 - 9:17 م    عدد الزيارات 5754    التعليقات 0    القسم شؤون المقدسيين، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


 

كمال جهاد الجعبري – خاص موقع القدس

أسدل الستار اليوم عن فصول محاكمة الشيخ رائد صلاح، مؤسس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، فبعد أن قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال الشيخ، بتاريخ 15/8/2017، من منزله في أم الفحم، ومن ثم توجيه لائحة اتهام له، في 24/8/2017، حيث تضمنت اللائحة تهماً تراوحت بين "التحريض على العنف" استناداً لعدد من الخطب التي ألقاها في الأقصى، ومختلف مساجد الداخل المحتل، وتهمة "دعم جماعة محظورة"، والمقصود هنا الحركة الإسلامية في الداخل المحتل – الجناح الشمالي، والتي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح، حتى تاريخ صدور من المجلس الوزاري الصهيوني المصغر، بحظر كافة أنشطتها، في 17/11/2015، تم الحكم اليوم على الشيخ رائد صلاح، صباح يوم 10/2/2020 بالسجن الفعلي لمدة 28 شهراً، وفقاً للائحة اتهام وجهت للشيخ مكونة من 4 بنود، و12 تهمة.

 

تضمنت بنود لائحة الاتهام التي قدمها جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) عدداً كبيراً من التهم التي فسرها (الشاباك) بما يخدم أجندته وسياساته، القاضية بإدانة أي تواجد بشري منظم في المسجد الأقصى، وإدانة الداعمين له، والتي بدأت ترجمتها على الأرض، بقراري حظر الرباط في المسجد الأقصى، واعتباره (تنظيماً محظوراً)، في 9/9/2015 وقرار حظر كافة أنشطة الحركة الإسلامية في الداخل – الفرع الشمالي، في 17/11/2015، وما تلا ذلك من سياسات صهيونية ممنهجة لحظر أي شكل من أشكال العمل المنظم لخلق تواجد بشري في المسجد الأقصى، كإغلاق مصاطب العلم، وجمعيات الأقصى، ونساء من أجل الأقصى، وغيرها.

 

بحسب النص المترجم من لائحة الاتهام الإسرائيلية، بحق الشيخ رائد صلاح، فقد جاء في البند الأول من اللائحة، محتوياً على عدد من الوقائع المتعلقة بكلمات وتصريحات للشيخ، فيما يخص حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل – الفرع الشمالي، معتبرةً تلك التصريحات، في دعم سياق نشاط "منظمة محظورة".

 

أما البند الثاني من اللائحة، فقد استند إلى خطبة جمعة ألقاها الشيخ رائد صلاح، بتاريخ 21/7/2017، ضمن صلاة موحدة شارك فيها أهالي أم الفحم، ووادي عارة، وجاء فيها: " من هنا، من هذه الصلاة الحاشدة في مدينة أم الفحم، ألف تحية إلى كل المرابطين والمرابطات الآن عند باب المجلس وعند باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك وفي منطقة وادي الجوز المحاذية للمسجد الأقصى المبارك وفي كل بقعة يصلي أهلنا فيها كأقرب بقعة من المسجد الأقصى المبارك. تحية للجميع منهم، تحية للرجال والنساء، تحية لهم وهم القوم وهم الرجال وهم الأحرار وهم الحرائر الذين لا يزالون منذ ثمانية أيام يرابطون على هذه الثغرة، ثغرة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب العربي والفلسطيني. منذ ثمانية أيام لا يزالون يرابطون ويرددون بالروح بالدم نفديك يا أقصى. لا يزالون يرابطون منذ ثمانية أيام في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وجه بنادق الاحتلال الإسرائيلي، في وجه هراوات وعصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخافون أذى، لا يخافون جراحا، لا يخافون اعتقالا، لا يخافون إلا الله، لا يخافون إلا الله، الله العظيم مالك السماوات والأرض ونِعمَ المولى ونعم الوكيل".

 

اعتبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي النص أعلاه، "تحريضاً على الإرهاب"، وضمنته في بنود لائحة الاتهام.

 

جاء في البند الثالث، من لائحة الاتهام، تفاصيل متعلقة بالخطبة التي ألقاها الشيخ رائد صلاح، خلال تشييع جثامين الشهداء الثلاثة، من عائلة جبّارين في أم الفحم، والذين نفذوا عملية فدائية، في محيط المسجد الأقصى، في 27/7/2017، والتي تسببت باندلاع هبة باب الأسباط، حيث صنفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، هذه الخطبة، "دعماً للإرهاب، وتعاطفاً من الإرهابيين".

 

تمحور البند الرابع من اللائحة حول خطبة جمعة ألقاها الشيخ رائد صلاح، في ملعب أم الفحم البلدي، بتاريخ 28/7/2017، وجاء فيها: " "في هذا الخطاب الإسلامي، في هذا الخطاب الإسلامي العروبي الفلسطيني الذي لا يخاف إلا الله، لا يخاف بنادق الاحتلال الإسرائيلي، لا يخاف عصي الاحتلال الإسرائيلي، لا يخاف فرق خيالة الاحتلال الإسرائيلي بل لا يخاف فرق حمير الاحتلال الإسرائيلي لا يزالون مرابطين على أبواب المسجد الأقصى، ثم ماذا يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، لعدوهم قاهرين، الله.. الله.. الله يا رسول الله، صلى الله عليك يا رسول الله، كأنك تعيش بيننا في عام 2017، كأني بك تتجول ما بين باب الأسباط وباب حطة وباب المجلس، كأني بك تتجول ما بين القدس القديمة وسلوان ووادي الجوز الله يا رسول الله، لعدوهم قاهرين، من الذي قهر غرور الاحتلال الإسرائيلي بالبث المباشر؟ هم المرابطون والمرابطات"، واعتبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ماورد في هذه الخطبة "تحريضاً على الإرهاب".

 

من خلال تتبع بنود اللائحة التي جرمت محكمة الاحتلال الإسرائيلي من خلالها الشيخ رائد صلاح، بتاريخ 24/11/2019، فإن الملاحظ أن التهم والبنود تمحورت حول أحداث وقعت خلال الفترة بين شهري 7 و 8 من العام 2017، أعقاب النصر الجماهيري الذي حققه المقدسيون، والفلسطينيون، في هبة باب الأسباط، كما تضمن المحتوى السائد في محاضر تلك التهم مصطلحات مثل "الحركة الإسلامية في الداخل"، و"المرابطين"، وهما المضمونان المستعملان بكثافة، في تصريحات قادة أمن الاحتلال الإسرائيلي، عند الحديث عن المسجد الأقصى، وتهديد المصالح التهويدية في محيطه.

 

نستنج مما سبق أن الحكم الصادر بحق الشيخ رائد، يندرج في سياق حملة استهداف إسرائيلية ممنهجة، بدأت منذ العام 2015، لتجريم وملاحقة أي فعل تواجد بشري جماعي في المسجد الأقصى، واستهداف المؤسسات والرموز الداعمة لهذا التواجد.

 

الناشط والإعلامي عيسى نجيب (أبو عيسى) علق على الحكم واصفاً إيّاه أنّه في سياق حرب الاحتلال على الرموز الدينية والإسلامية، ورسالة لترهيب أي عمل لصالح الأقصى.

 

أما المرابطة والناشطة المقدسية مادلين عيسى فقد صرحت بالآتي: " يعتبر قرار سجن الشيخ رائد صلاح هو جزء من مسلسل استهداف قياداتنا العربية الفلسطينية في الداخل، وإن حكم السجن بحق الشيخ رائد لمدة 28 شهرًا هو الظلم بعينه، ومبني على سياسة التهويل والتحريض والعزل، وهي قرارات سياسية تعسفية وانتقامية بامتياز، وتعبر عن الأجواء العنصرية المتطرفة السائدة في إسرائيل التي تستهدفنا، إلى جانب حزمة من القوانين التي تُسَنّ ليل نهار ".

 

يبقى قرار الحكم على الشيخ رائد صلاح، جولةً من جولات المعارك المستمرة، بين الإسرائيلي احتلال الإ الساعي لفرض حقائق تهويدية، في المسجد الأقصى بتسارعٍ عالٍ، مدفوعاً بالدعم اللامتناهي من الإدارة الأمريكية الحالية، والحراك الشعبي الجماهيري، في القدس، والداخل المحتل، والممتد أثره لباقي مكونات الجغرافية الفلسطينية، والدول المجاورة، والذي بات اليوم قادراً على الحفاظ على حراك شعبي مستمر، منذ بدايات هذا العام، تحت مسمى الفجر العظيم، في سعيٍ منها لتثبيت الإنجاز الجماهيري الكبير، في العام الماضي، والمتمثل بنصر هبة باب الرحمة، ولا يزال هذا الحراك يبدع في اختراع الوسائل الشعبية الأمثل لتبديد مخططات التقسيم، والتهويد لمحيط المسجد الأقصى المبارك.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »