الهبة الشعبية في القدس تحدّد وتيرة اقتحامات الأقصى والاحتلال يستمر في تهويد محيطه ويزيد الحفريات
"القدس الدولية" تصدر تقريرها السنوي التاسع في الذكرى الـ 46 لإحراق الأقصى
الجمعة 21 آب 2015 - 4:19 م 6103 0 أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة |
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي التاسع "عين على الأقصى" بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين لإحراق المسجد الأقصى، وفيه رصد لتطورات فكرة وتحقيق الوجود اليهودي في الأقصى، والحفريات والبناء في المسجد ومحيطه بالإضافة إلى ردود الفعل على هذه التّطورات على المستوى العربي والإسلامي والدولي.
ووجد التقرير الذي يرصد المدة الواقعة ما بين 1/8/2014 و1/8/2015 ارتباطًا كبيرًا بين الحراك الشعبي في القدس وتصدير الاحتلال الموقف من وجود اليهود في الأقصى على المستوى السياسي والأمني والديني والقانوني. ووفق التقرير، فإنّ سلطات الاحتلال المتمسكة بفكرة "حق" اليهود في الأقصى حاولت الموازنة بين التعبير عن هذه الفكرة وتطبيقها من جهة وبين التطورات الأمنية التي فرضها الحراك الشعبي الذي شهدته القدس عقب إقدام مستوطنين على خطف الفتى المقدسي محمد أبو خضير وإحراقه حيًا في 2/7/2014.
ورصد التقرير عدد الذين اقتحموا الأقصى خلال مدة الرصد حيث بلغ 14,019 مقتحمًا كان من بينهم مسؤولون سياسيون وقادة شرطة وحاخامات ومسؤولو منظمات يهودية متطرفة.
وتوقّف التقرير عند تطور أعمال البناء والحفريات في الأقصى ومحيطه، فرصد نشاطًا في 10 مواقع حفريات، وارتفع عددها من 47 موقعًا في تقرير العام الماضي إلى 50 في هذا التقرير حيث تركزت الزيادة في الجهة الغربية من المسجد، أي منطقة البراق، علمًا أن نتنياهو أقرّ 25 مليون دولار لمخطّطات تهويديّة في هذه المنطقة. وفي البناء والمصادرة، وجد التقرير نشاطًا في الأبنية التهويدية المحيطة بالأقصى كـ "مبنى شتراوس" التهويدي، كما رصد تقديم مخطط لـ "مركز كيدم" الذي ينوي الاحتلال جعله أضخم مخطط تهويدي في محيط الأقصى، وكذلك رصد مخططات الاحتلال لتهويد أبواب البلدة القديمة، وتكثيف ما يسميه بــ "الحدائق التوراتية"، وهدم قبور المسلمين في مقبرة الشهداء عند باب الأسباط في سور الأقصى الشمالي. وكل ذلك من أجل إعطاء المكان طابعًا يهوديًّا، وكسر حصرية المشهد العربي والإسلاميّ لمنطقة الأقصى.
أمّا على مستوى التفاعل، فلاحظ التّقرير استمرار حالة العجز والتراخي على المستوى العربي والإسلامي، تجلى بشكل خاص في غياب الدعم للحراك الشعبي في القدس والذي كانت ممارسات الاحتلال في الأقصى أحد أهم أسباب اندلاعه. كما توقّف التقرير عند اتجاهات التفاعل الفلسطيني ما بين السلطة التي توسّلت التنسيق الأمني للانقضاض على الشعب الفلسطيني في رفضه للاحتلال، وفصائل المقاومة التي تحاول، ضمن ما يمكن، تقديم القليل لنصرة الأقصى ولكنها لا تزال عاجزة عن الفعل المؤثر والمتواصل لمواجهة اعتداءات الاحتلال على الأقصى.
وانطلق التقرير في توصياته من الهبّة الشعبية في القدس كمحطّة بارزة في الوقوف بوجه الاحتلال، وشدّد على ضرورة الوقوف وراء المقدسيّين ودعمهم، مع فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، لعمليّة التهويد في الأقصى. كما طالب الجهات العربية والإسلامية، وبشكل خاص الأردن، بوقفة حازمة في وجه الاعتداءات المتكررة، وبدعم المقدسيين والمرابطين بتوفير مقومات الصمود ضمن مسار التحرر والتحرير. كذلك توجّه التقرير إلى المقاومة الفلسطينية لتفعيل وجودها ودورها في القدس وإسناد شباب القدس الثائرين، وتبنّي هبّتهم الشعبية بالفعل والدعم. وإلى عدم السقوط في مستنقع التصريحات التي تتماهى مع تصريحات الأنظمة والحكومات الرسمية بما تمثّل من عجز وتهرّب من المسؤولية. وكانت توصيات للإعلام والعلماء والشباب والمؤسسات العاملة للقدس.
للإطلاع على التقرير انقر هنا