قرار "الخارجية الأمريكية" بحق المقدسيين لن يغير من هوية المدينة وأهلها
السبت 14 آذار 2020 - 9:28 ص 3769 0 مواقف وتصريحات وبيانات، شؤون المقدسيين، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
قرار "الخارجية الأمريكية" بحق المقدسيين لن يغير من هوية المدينة وأهلها
وسام محمد- بيروت
خاص موقع مدينة القدس
في إجراء جديد يصب في صالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، غيّر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في العالم، توصيفه المعتاد للفلسطينيين في شرقي مدينة القدس من "السكان الفلسطينيين" في المدينة، إلى "السكان العرب"، أو "المواطنين غير الإسرائيليين".
ويهدف الإجراء بحسب مراقبين إلى تطبيق "صفقة القرن"، التي تنص في أحد بنودها على ضم القدس إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الوجود الفلسطيني العربي المتجذر في المدينة.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى استغلال تواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في منصبه لإصدار القرارات المتتالية التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية لصالح مشروع الاحتلال الاستراتيجي في أرض فلسطين.
وأصدرت الإدارة الأمريكية منذ تسلم ترمب منصبه بداية عام 2017 نحو 12 قرارًا ضد القضية الفلسطينية لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدء من قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن في 21-11-2017 وإعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي في 6-12-2017، مرورًا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في 15-5-2019.
فايز أبو عيطة، أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، قال إن "إقدام أمريكا على وصف الفلسطينيين في القدس بـ "المواطنين غير الإسرائيليين" ما هو إلا إصرار وإمعان من إدارة ترمب على تزوير التاريخ والقرصنة على الجغرافيا"، مشيرًا إلى أن إصرار ترمب على اعتبار القدس خالية من الفلسطينيين، هو تطبيق لصفقة القرن، ومحاولة أمريكية إسرائيلية لإرساء المفاهيم التي تتناسب مع تلك الصفقة".
وتابع:" إن الشعب الفلسطيني باق على أرضه، ولن تفلح مثل هذه التحركات الأمريكية أو الإسرائيلية في محو ذاكرة الفلسطينيين، أو إنهاء وجودهم في القدس، والتي هي أقدس مقدسات العرب والمسلمين".
وقال:" نحن متمسكون بالقدس عاصمة لفلسطين، ولن يثنينا عن ذلك مثل هذه الممارسات الإجرامية التي تتنكر للتاريخ، وللحقوق الوطنية الفلسطينية ولقرارات الشرعية الدولية".
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "إنّ إطلاق الإدارة الأمريكية ذلك الوصف على سكان القدس الفلسطينيين، جريمة جديدة ترتكبها الإدارة الأمريكية بحق شعبنا الفلسطيني".
وأضاف إنّ "محاولات الاحتلال الإسرائيلي ومعه واشنطن، لن تفلح في تغيير هوية القدس وسكانها الأصليين من أبناء شعبنا، ولا تمسّكهم بمقدساتهم، ولن تستطيع قوة في الأرض تغيير حقائق التاريخ والواقع".
وأشارت صفقة القرن في أحد بنودها إلى 3 خيارات لمصير المقدسيين، إما الرحيل إلى دولة فلسطين إذا أرادوا حمل جنسيتها، أو قبول "الجنسية الإسرائيلية" وإعلان الولاء لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أو مغادرة القدس، وهذا ما يرفضه المقدسيون جملة وتفصيلًا ويؤكدون على تمسكهم بأرضهم ووطنهم وهويتهم.
من جهته قال الباحث والمتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى، د.عبد الله معروف أن الفلسطينيين لا ينتظرون أمريكيًّا بهويتهم الفلسطينية، مؤكدًا أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية باطل.
وقال معروف: "ليست وزارة الخارجية الأمريكية أو الإدارة الأمريكية هي صاحبة الحق في تسمية المقدسيين الفلسطينيين بالاسم الذي تريده"، مؤكدًا أن الفلسطينيين في القدس فلسطينيون منذ أن وجد اسم فلسطين قبل أربعة آلاف سنة على الأقل، والفلسطينيون لا ينتظرون من أحد أن يعترف باسمهم.
وأكد معروف أنه "لو سمّت الإدارة الأمريكية الفلسطينيين بالاسم الذي تريده فهذا لا يغير من الحقيقة شيئاً، وهي أن الفلسطيني سيبقى فلسطينياً رغم أنف الإدارة الأمريكية الحالية وأي إدارةٍ أو دولةٍ أخرى".
إجراءات وقرارات متتالية تتخذها الإدارة الأمريكية ضد القضية الفلسطينية والفلسطينيين، فيما يواصل الفلسطينيون صمودهم في أرضهم ووطنهم، ومن الطبيعي أن تؤدي هذه القرارات العنصرية الجائرة إلى اشعال ثورة شعبية فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي سيكون نهايتها تحرير فلسطين كما يريدونها الفلسطينيون.