مؤسسة القدس الدولية: الاحتلال يستغل أزمة "كورونا" لفرض وقائع جديدة في الأقصى وندعو للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى
الخميس 19 آذار 2020 - 9:47 م 7231 0 المسجد الأقصى، مواقف وتصريحات وبيانات، أخبار المؤسسة، أبرز الأخبار |
مؤسسة القدس الدولية: الاحتلال يستغل أزمة كورنا لفرض وقائع جديدة في الأقصى وندعو للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى
بيروت في 19 أذار 2020
ينشغل العالم بأسره بمواجهة تفشي فايروس كوفيد 19 (كورونا) وحماية الإنسانية من هذا الوباء العالمي. وقد سجلت الأراضي الفلسطينية المحتلة 44 إصابة بهذا الفايروس، نسأل الله لهم ولسائر المصابين في العالم السلامة والعافية وأن يبعد عنا الوباء والبلاء.
وفي هذه الظروف الصعبة، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى استغلال هذا الظرف الصحي الأليم لتحقيق مطامعه الاستيطانية التهويدية، متجاهلًا المخاطر والآلام التي تسيطر على العالم، وقد اتخذ الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الإجراءات الخطيرة في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك بهدف فرض واقع جديد يفرضه على الفلسطينيين وسط انشغال العالم بأسره بأزمة فيروس كورونا.
إننا وفي مؤسسة القدس الدولية بإدارتها وأمنائها وفروعها إذ نقف ونتعاطف مع شعوب العالم لمواجهة هذا الوباء العالمي، يهمنا في الوقت نفسه أن نؤكد الآتي:
أولًا: نحذر من استغلال الاحتلال الإسرائيلي هذا الظرف الاستثنائي المؤلم لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، ونؤكد أنه لا حق للاحتلال للتدخل في شؤون الأقصى المبارك، وأن قرار إغلاقه أو فتحه أو أي إجراء آخر هو بيد دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة حصرًا.
ثانيًا: إن إجراءات الاحتلال بغلق بعض أبواب المسجد الأقصى المبارك يوم الإثنين (16/3/2020) بزعم مواجهة تفشي فايروس كورونا هي إجراءات باطلة وعدوان على حرمة المسجد، ونحيّي حراس الأقصى الذين أعادوا فتح أبواب المسجد وإتاحة المجال للمصلين لدخول الأقصى وفقًا لإجراءات دائرة الأوقاف التي اتخذتها لحماية المصلين، ورغم إرادة الاحتلال.
ثالثًا: إن اقتحام عصابات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك هو الخطر الحقيقي على المسجد، ونحن نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي أذى يصيب حراس الأقصى أو المصلين جراء هذه الاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون والسياح الأجانب من المناطق المحتلة كافة وبعض الدول التي فيها إصابات مؤكدة.
رابعًا: إن المصلين في المسجد الأقصى المبارك هم في غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة الخالية من أي إصابة بهذا الفايروس - بفضل الله - وجميع المصلين ملتزمون بتوجيهات دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، وعلى الاحتلال وجنوده أن يتوقفوا عن إجراءاتهم الأمنية التهويدية في محيط المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس.
خامسًا: إن ازدواجية الاحتلال تظهر بوضوح في تضييقه على المصلين في المسجد الأقصى المبارك بحجة تفشي كورونا، فيما يسمح للمستوطنين اليهود باقتحام المسجد، ويسمح لهم باقتحام مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد، وهذا يحتم علينا العمل بقوة لوقف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وإجبار الاحتلال على إغلاق باب المغاربة الذي يستخدمه المستوطنون لاقتحام الأقصى، ومنع الاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون اليهود لمقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى المبارك.
سادسًا: نحذر الاحتلال من حملات الاعتقال الجماعية التي يقوم بها ضدّ المصلين والمرابطين ومن قرارات الاستدعاء والإبعاد التي تطال قسم كبير من المقدسيين، كما حصل مع الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف مدينة القدس المحتلة الذي تم استدعاؤه يوم الأحد (15/3/2020)، ونؤكد أن هذه القرارات لن ترهب المقدسيين وتمنعهم من حماية المسجد الأقصى المبارك والسماح للاحتلال بالتفرد فيه.
سابعًا: في الوقت الذي تتخذ فيه دول العالم قرارات بإطلاق سراح آلاف المعتقلين حفاظًا على أرواحهم من كورونا، نجد أن سلطات الاحتلال تواصل حملتها الأمنية المسعورة بحق الأسرى الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم نحو 5 آلاف أسير، بينهم 200 طفل و900 يعانون أمراضًا مختلفة، ويحاول الاحتلال في هذه الأيام الصعبة حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية التي انتزعوها بفضل أمعائهم الخاوية وإضراباتهم عن الطعام، إننا نطالب الجهات الدولية بالضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى، خاصة المرضى منهم والأطفال وتقديم الأدوية والإجراءات الوقائية التي يحتاجون إليها.
ختامًا، يظهر سلوك الاحتلال أنه أخطر على القدس وعلى البشرية من فايروس كورونا، وعلى العالم بأسره الاصطفاف في خندق إزالته حتى لا تنتقل عدوى الكراهية والعدوان والعنصرية إلى بقية شعوب العالم.