كورونا ذريعة الاحتلال لتشديد قبضته على المسجد الأقصى

تاريخ الإضافة الخميس 26 آذار 2020 - 10:30 م    عدد الزيارات 6628    التعليقات 0    القسم أخبار المؤسسة، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


تعمل سلطات الاحتلال على استثمار أي أحداث ومستجدات لفرض المزيد من السيطرة على المسجد الأقصى، والتدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية، فمنذ بداية انتشار فايروس "كوفيد 19 - كورونا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بدأت سلطات الاحتلال في محاولات فرض المزيد من التضييق على الأقصى ورواده، فمن محاولة تقليل أعداد المصلين، وإغلاق بعض أبواب المسجد، وصلت حدّ فرض غرامة مالية كبيرة على مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية، لعدم إيقاف صلاة الجمعة في الأقصى، ويقدم هذا التقرير صورة مصغرة عن الاستراتيجية التي يتبعها الاحتلال في القدس، مستفيدًا من أي تطورات مهما كان مصدرها.

 

فمع تصاعد انتشار فايروس "كورونا" بين المستوطنين، بدأت سلطات الاحتلال محاولاتها لإغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى، ففي 15/3/2020 قامت قوات الاحتلال بإغلاق عددٍ من أبواب المسجد، بذريعة "الوقاية من انتشار فايروس كورونا"، وأبقت قوات الاحتلال على ثلاثة أبواب مفتوحة فقط لدخول المصلين، وهي: حطة والمجلس والسلسلة، ولكنها في مقابل لم تغلق باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين، ولم يدم هذا الإغلاق طويلًا، إذ رفض حراس الأقصى قرار الاحتلال الجائر، واعتصموا أمام الأبواب المغلقة، ومع خشية الاحتلال من تطور هذا الاعتصام إلى حراك شعبي على غرار ما جرى في هبة باب الرحمة، أعادت شرطة الاحتلال فتح جميع أبواب المسجد الأقصى.

 

ولم تكن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بعيدةً عن إجراءات السلامة، وفي سياق قطع الباب أمام الاحتلال، أعلن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في 15/3/2020 "أن دائرة الأوقاف الإسلامية قررت إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى المبارك"، في سياق الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فايروس "كورونا"، على أن تقام جميع الصلوات في باحات المسجد الأقصى المبارك الخارجية، مع الإبقاء على فتح جميع أبواب الأقصى أمام المصلين.

 

وصعد الاحتلال من استهداف القدس والأقصى، بذريعة الحدّ من انتشار "كورونا"، ففي 20/3/2020 أغلقت قوات الاحتلال البلدة القديمة في القدس المحتلة، ونصبت في أزقتها وأمام أبوابها متاريس حديدية، ودققت ببطاقات الفلسطينيين، ومنعت من يسكن خارج البلدة من الدخول إليها، والصلاة في الأقصى، وأعادت قوات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد الأقصى باستثناء أبواب حطة، والمجلس، والسلسلة. واستمرت إجراءات الاحتلال حتى يوم الجمعة في 20/3/2020 حيث أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة في رحاب الأقصى.

 

وفي سياق الضغط على دائرة الأوقاف الإسلامية، غرّمت سلطات الاحتلال في 21/3/2020 مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عبد العظيم سلهب مبلغ 5 آلاف شيكل (نحو 1380 دولار أمريكي)، لعدم إصداره قرارًا بمنع إقامة صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى، وأداء مئات المصلين الصلاة في رحابه، بحجج الوقاية الصحية، والحدّ ن انتشار الوباء. وسبق تغريم الشيخ سلهب اعتقال نائبه الشيخ ناجح بكيرات، ونقله إلى مركز "المسكوبية" للتحقيق معه، في سياق الضغط على دائرة الأوقاف.

 

وعلى الرغم من فرض سلطات الاحتلال إجراءات قاسية على الأقصى وإغلاق عددٍ من أبوابه والتشدد في البلدة القديمة بذريعة "كورونا"، سمحت سلطات الاحتلال في 21/3/2020 لمئات المتدينين من "الحريديم" بالتوجه إلى حائط البراق، لأداء صلوات وطقوسٍ تلمودية، ما أكد سياسة الاحتلال الاستنسابية.

 

ومع تصاعد انتشار الوباء، ومنعًا لانتشاره في صفوف المقدسيين، أعلنت الأوقاف الإسلامية في 22/3/2020 تعليقًا مؤقتًا الصلاة في المسجد الأقصى، وإغلاق أبوابه أمام المصلين، ابتداءً من فجر الاثنين في 23/3/2020، على أن يؤدي الصلاة فيه حراسه وموظفي الأوقاف، إضافةً إلى استمرار رفع الأذان، ودعت الدائرة المقدسيين إلى الصلاة في منازلهم، استجابة لتوصيات مرجعيات طبية ودينية ودرءً لانتشار الفيروس.

 

وفي مقابل هذا القرار، حاولت "منظمات المعبد" الاستفادة من إغلاق المسجد، فقد دعت المنظمات أنصارها وجمهور المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى، بحجة عدم وجود المصلين داخله، وفي أحد منشورات هذه المنظمة على وسائل التواصل الاجتماعي أن الدخول إلى "المعبد" في هذه الأيام زادت أهميته ضعفين "إذ لا وجود للعرب، والمسجد الأقصى مغلق".

 

وعلى الرغم من إغلاق المسجد، أدى عددٌ من المصلين الصلاة أمام أبوابه، ففي 24/3/2020 غرّمت قوات الاحتلال أربعة مصلين بمبلغ 5 آلاف شيكل (نحو 1380 دولار أمريكي) لكل واحدٍ منهم، بذريعة "مخالفة قرارات وزارة الصحة –في حكومة الاحتلال-" للوقاية من "كورونا"، مع تأكيد الشبان مراعاتهم المسافة الآمنة في ما بينهم. ومن شواهد الاستفادة من أزمة "كورونا" للضغط على المجتمع المقدسي، نظم شبان مقدسيون حملة في 16/3/2020 لتعقيم شوارع وأزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، للوقاية من انتشار الفايروس، ولكن سلطات الاحتلال أبعدت أربعة مقدسيين عن البلدة القديمة لمدة أسبوعين، بحجة "خرق السيادة الإسرائيلية في القدس لتوزيعهم نشرات توعوية عن فيروس كورونا".

 

ومع استمرار هذه الأزمة، وإمكانية بقائها أشهرًا طويلة، من الضروري التنبه لما تقوم به سلطات الاحتلال، ليس في الأقصى فقط، بل في استهداف مختلف قطاعات المجتمع المقدسي، خاصة القطاع الصحي، الذي يعدّ رأس الحربة في مواجهة هذه الجائحة العالمية، وضرورة تقديم الدعم العاجل لمشافي القدس لتلافي استفادة الاحتلال من أي تطورات قادمة.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »