شرقي القدس.. تضييقات متواصلة وضابط عسكري لإدارة أزمة كورونا

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 نيسان 2020 - 3:17 ص    عدد الزيارات 1463    التعليقات 0    القسم شؤون المقدسيين، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


 

 

لم تتوقف ملاحقات قوات الاحتلال للمقدسيين خلال أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتصاعدت بحق كل من يكتب عن المسجد الأقصى ويدعو لإعادة فتحه بوجه المصلين -عقب إغلاقه الشهر الماضي منعا لتفشي الفيروس- إذا أقدمت سلطات الاحتلال على فتحه أمام المتطرفين اليهود.

 

آخر الملاحقات سجلت أمس بحق رئيس الهيئة الإسلامية العليا الدكتور عكرمة صبري الذي اقتحمت منزله شرطة الاحتلال الإسرائيلي بعد ساعات من تصريحه بأن مجلس الأوقاف سيفتح كل أبواب الأقصى للمصلين، في حال فتحت الشرطة باب المغاربة لاقتحامات المتطرفين.

 

وقالت الشرطة إن تصريحاته تخل بالأمن وإن المسجد سيبقى مغلقا وسيراه من خلال الصور فقط. وعقب عكرمة على ذلك بقوله، "هذا التهديد مرفوض، مجلس الأوقاف اتخذ قرار الإغلاق بشرط أن يبقى باب المغاربة مغلقا، هناك ضغوطات تمارسها جماعات يهودية متطرفة لاقتحام الأقصى من باب المغاربة ومجلس الأوقاف قرر فتح بقية الأبواب إذا تم ذلك".

 

قبل يومين أيضا، اقتحمت الشرطة منزل المعلمة في المسجد الأقصى هنادي الحلواني وحذرتها من نشر أي مواد تنادي بفتح المسجد الأقصى على المنصات الاجتماعية وهددتها بتجريمها في حال أقدمت على ذلك.

 

وفي ردها على ذلك، قالت هنادي الحلواني إن الأوقاف قررت إغلاق المسجد حفاظا على صحة المصلين، لكنها ترى أن الاحتلال يتمسك بذلك حفاظا على أهدافه التي يريد تنفيذها بالأقصى في ظل انشغال العالم أجمع بالجائحة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من نشر صحيفة هآرتس الإسرائيلية خبرا عن تعيين رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الضابط رافي ميلو -وهو من ضباط الخدمة العسكرية الدائمة- ليكون مسؤولا عن إدارة انتشار فيروس كورونا شرق مدينة القدس.

 

ومن المفترض أن يكون الضابط ميلو مستشارا لرئيس بلدية الاحتلال موشيه ليؤون في كل ما يتعلق بإدارة المرض وسياسة مواجهته في أحياء القدس الفلسطينية.

 

ومن المتوقع أن يكون المرجع الأساسي في مسألة إغلاق الأحياء ونشر الجنود فيها في حال تفشي الفيروس بشكل أكبر في صفوف الفلسطينيين.

 

ويعتبر اتخاذ قرار بتعيين ضابط عسكري رفيع المستوى لإدارة أزمة صحية بين سكان مدنيين هو الأول من نوعه، إذ تم فرضه على القدس وفق قانون نظام الطوارئ لإدارة الحروب والأوبئة والكوارث، بينما اختير للبلديات الأخرى في دولة الاحتلال الإسرائيلي ضباط لديهم "إلمام بالقضايا المدنية" وبالتنسيق مع قيادة الجبهة الداخلية.

 

ميلو في سطور

انضم الضابط رافي ميلو إلى الخدمة العسكرية عام 1990 وقاد عدة وحدات عسكرية حساسة ومعقدة كوحدة "البحرية 13" ووحدة النخبة القتالية "عتسيوني"، وتولى منصب ضابط في لواء "غولاني" والقيادة العسكرية لمنطقة الجليل، بالإضافة لمشاركته أخيرا في حملة عسكرية لتدمير أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية مع لبنان.

 

وفي تعليقه على تعيين الضابط رافي ميلو، وصف محافظ القدس عدنان غيث هذه الخطوة بالإجرامية، متسائلا عن جدوى تعيين ضابط له ماض طويل في التنكيل بالفلسطينيين في إدارة أزمة صحية بحتة خاصة بهم.

 

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز لجهاز الأمن العام (شاباك) بالتدخل للتعامل مع تفشي الفيروس لرصد المصابين والمخالطين لهم، لكن الشاباك لم يقم بهذا التحقيق الوبائي مع المصابين المقدسيين، مما زاد الأمور تعقيدا وأقلق المقدسيين بشدة، وتأتي الأوامر الآن بعد اتساع رقعة التفشي في القدس بتعيين ضابط عسكري للتعامل مع الأحياء الفلسطينية.

 

وقال إن "الطريقة التي يتعاطى بها الاحتلال مع الجائحة في القدس لا تمتّ للمنظومة الصحية بصلة، لَم نعول على الاحتلال الإسرائيلي في السابق ولا نعول عليه الآن، لذلك وجهنا رسالة لمنظمة الصحة العالمية وللمؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف أمام مسؤولياتها تجاه شعبنا بالقدس الشرقية في ظل أزمة كورونا".

 

كورونا يفنّد الادعاءات

من جهته، قال الناشط والكاتب المقدسي راسم عبيدات إن الاحتلال يعمل في القدس خلال الأزمات بأنظمة عسكرية.

 

وأضاف أن "سلطات الاحتلال تدرك تماما أن هذه المدينة هي جزء من الأراضي المحتلة عام 1967 وتتعامل معها بقوة الاحتلال وتطبق على السكان المقدسيين الأوامر العسكرية وتخضعهم لها لإيمانها بأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب المحتل".

 

وتطرق عبيدات إلى المخاوف التي تنتاب المقدسيين في ظل أزمة تفشي الفيروس، إذ سبق تعيينَ هذا الضابط العسكري لإدارة الأزمة في أحيائهم، صدورُ تصريحات إسرائيلية بضرورة منع المقدسيين من التحرك من شرق المدينة إلى غربها، ومنع المقدسيين من سكان الأحياء الواقعة خلف الجدار العازل من اجتيازه ودخول المدينة.

 

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الاحتلال يستغل أزمة كورونا في القدس، إذ أعطته فرصة ذهبية للمضي في تنفيذ مشروعه السياسي في إطار صفقة القرن بتحويل الواقع الديمغرافي في المدينة لصالح اليهود واتباع سياسة التطهير العرقي للمقدسيين ليكونوا مستقبلا مجرد تجمعات متناثرة في المحيط الإسرائيلي بالقدس.

 

من جانبه، عقب المستشار الإعلامي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصالحة على تعيين الضابط رافي ميلو لإدارة أزمة كورونا بالقدس بقوله إن هذا التعيين المستهجن يدل على استمرار عقلية الفصل العنصري والتقصير الطبي بعدم تقديم الخدمات الطبية الأساسية للفلسطينيين في القدس على أنها حق مدني وتقديمها فقط عبر المؤسسة العسكرية.

 

وتابع أن هذه الخطوة تدل على نوايا مبيتة لتغيير قوات الجبهة الداخلية -من جنود احتياط يوزعون المساعدات للناس- بجنود مدربين ثابتين في الخدمة من أجل تنفيذ أوامر الإغلاق بالقوة العسكرية إذا تطلب الأمر بعد تفشي الوباء، وهي فرصة -حسب عقلية بعض غلاة اليمين في الجيش- لتنفيذ تدريب جديد لمحاكاة إعادة احتلال القدس مرة أخرى.

 

المصدر : الجزيرة نت

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »