الاحتلال يسعى لاستكمال تقويض مؤسسات السلطة والهيئات الفلسطينية في القدس

تاريخ الإضافة الجمعة 8 أيار 2020 - 4:23 ص    عدد الزيارات 1654    التعليقات 0    القسم شؤون مدينة القدس، شؤون الأسرى المقدسيين، شؤون المقدسيين، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار

        


 

خاص موقع مدينة القدس

باعتقال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، وما سبقه من اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، ووزير القدس فادي الهدمي، يكون كيان الاحتلال قد قفز خطوة متقدمة إلى الأمام في مخططه المُعلن لتقويض مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في القدس.

 

ولم يقف الحال على اعتقال الشخصيات المذكورة وحسب، بل تعداه إلى استهداف الشخصيات المقدسية، سواء كانت رسمية أم دينية أم من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، إما بالاستدعاء أو الإبعاد أو الاعتقال، في خطوة عدّها مراقبون محاولة منه لاستكمال تقويض مؤسسات السلطة والهيئات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة التي يحاول الاحتلال تجسيدها عاصمةً موحدةً له تنفيذاً لإعلان ترمب المشؤوم، ولبنود صفقة القرن.

 

ما ترشح من محامي اللواء النتشة، والشخصيات التي تم اعتقالها، ومن بينها رئيس لجنة رعاية المقابر الاسلامية في القدس المهندس مصطفى أبو زهرة، والشاعرة رانية حاتم، بأن التحقيقات تدور حول ممارسة نشاطات في القدس ممولة من السلطة الفلسطينية والذي يتعارض مع ما يسمى "السيادة الاسرائيلية," على المدينة.

 

رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، قال بهذا الخصوص: "لا يكاد يمر أسبوع دون أن تعتقل سلطات الاحتلال شخصيات مقدسية مسؤولة، في عملية منظمة وليست عشوائية". وأضاف: "أصبح الاحتلال يضع في كل مرة شروطا والتزامات جديدة على المعتقل التوقيع عليها قبل إطلاق سراحه، وهذه الشروط تهدف إلى التضييق المستمر على هؤلاء المسؤولين ومنعهم من القيام بدورهم في مدينة القدس".

 

ولفت إلى أنه رغم أن القدس تعد مدينة محتلة وفق جميع القرارات الدولية، ورغم احتجاج العديد من الدول على هذه السياسات الاحتلالية فإن ذلك لم يوقف هذه العمليات، بل على العكس هناك تزايد وتسارع في استهداف كل من يحمل لقب مسؤول فلسطيني في المدينة المقدسة.

 

وبيّن خاطر أن استهداف المسؤولين والمؤسسات في القدس يؤدي بشكل مباشر إلى تأثير سلبي على الخدمات، وعلى دور هذه المؤسسات عموما، وسياسة الاحتلال تهدف أساساً إلى ضرب كل المؤسسات الفلسطينية في القدس. ورأى أن الهدف من وراء هذه الاعتقالات للمسؤولين والإغلاقات للمؤسسات الفلسطينية، هو محاربة كل معاني وأشكال السيادة الفلسطينية في القدس، حيث يعمل لتحويل القدس إلى عاصمة موحدة لكيانه، مضيفاً: "بالتالي يشن الاحتلال حربا مسعورة على كل ما من شأنه ان يمس بهذا الهدف، فيعتقل ويغلق ويصادر ويحارب الوجود الفلسطيني بكل تفاصيله".

 

وكان الاحتلال قد اعتقل محافظ القدس أكثر من عشرين مرة منذ تعيينه في هذا المنصب، وفرض عليه الكثير من الشروط المُقيدة لحركته وعمله واتصالاته، وهو الأمر الذي ينسحب على وزير القدس الذي اعتقله الاحتلال مرات متكررة لنفس الهدف.

 

كما لاحق الاحتلال الرموز الدينية في المدينة وفي مقدمتها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بالاعتقال والابعاد والتحقيق.

 

من جانبه، رأى السكرتير العام للهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي، أن الاحتلال باستهدافه الشخصيات الفلسطينية يريد أن يوصل رسالة للجانب الفلسطيني الشعبي والرسمي أن السيادة له وحده في القدس، وأنه لن يسمح لأي جهة كانت بأن تكون لها سيادة في المدينة .

 

وأوضح الهدمي أن الاحتلال يريد تقويض وجود أي قيادة فلسطينية يمكن أن تؤثر في الشارع المقدسي وتدخل في صراع معه في مرحلة من المراحل.

 

بدوره، أكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان/القدس فخري أبو دياب، أن سياسة الاحتلال في قمع المقدسيين والرموز الدينية والسياسية تعتبر سياسة قديمة جديدة؛ لإرهاب المقدسيين ومنعهم من اتخاذ مواقف مناهضة لكيان الاحتلال وسياساته. وأوضح أن الاحتلال يحارب أي عمل أو نشاط سياسي أو اجتماعي أو ثقافي يقوم به المقدسيون، وذلك في محاولة منه لإحكام السيطرة على كل ما هو فلسطيني في المدينة المقدسة.

 

وبين أبو دياب، أن الاحتلال كثف من استهدافاته للشخصيات المقدسية، مستغلا انشغال العالم والفلسطينيين بجائحة كورونا، معتبراً أن ذلك هو ديدن الاحتلال في كل الأزمات.

 

ورأى مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، زياد الحموري أن الاحتلال باستهدافه للشخصيات الفلسطينية وإبعادها عن القدس يريد أن يوصل رسالة للفلسطينيين وللرأي الشعبي والرسمي أنه لا يوجد سيادة في القدس إلا للـ"إسرائيليين"، وأنه لن يسمح لأي جهة كانت أو مؤسسة بأن تشارك في السيادة على القدس والتي يعتبرها الاحتلال عاصمة أبدية له.

 

رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب عقّب على اعتقال اللواء النتشة والشخصيات المقدسية قائلاً: إن تكثيف سلطات الاحتلال استهدافها للشخصيات والنشطاء المقدسيين، وتصاعد حملات الاعتقال بالقدس المحتلة، يهدف لمحاربة ومنع أي نشاط فلسطيني بالمدينة لفرض سيادتها الكاملة عليها.

 

وأوضح أبو عصب، أن سلطات الاحتلال تشن هجمة شرسة وواسعة على المدينة المقدسة، حيث صعّدت في الآونة الأخيرة من عمليات الاعتقال بحق المقدسيين مستهدفة شخصيات اعتبارية وأسرى محررين.

 

وأضاف أن قوات الاحتلال لم تأخذ بعين الاعتبار انتشار فيروس "كورونا" بالقدس، ولم تراعي حياة المواطنين ومدى خطورة الاعتقالات على صحتهم وسلامتهم.

 

ووصف أبو عصب حملة الاعتقالات بالممنهجة، وأنها تأتي في وقت حساس وظروف صعبة وتحت حجج واهية، وهي "القيام بأعمال تمس "السيادة الإسرائيلية".

 

ولفت أبو عصب إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف وتلاحق كل فلسطيني يقوم بأي نشاط أو فعالية بالمدينة سواء كان توزيع مساعدات إنسانية وطرود غذائية على الأسر المحتاجة أو تقديم مواد تعقيم، وذلك بحجة "خرق السيادة "الإسرائيلية" على القدس".

 

وأكد أن الاحتلال يريد أن يعطي انطباعًا للعالم أجمع أنه هو "صاحب السيادة على القدس فقط، باعتبارها عاصمة موحدة له، ولا يحق لأي جهة فلسطينية ممارسة أي أنشطة فيها".

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »