الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب: الاحتلال يُخطط لتهويد الجزء الشمالي للقدس القديمة
الخميس 14 أيار 2020 - 1:38 م 1874 0 شؤون مدينة القدس، مشاريع تهويدية، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
أكد المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي تخطط لتنفيذ مشروع تهويدي واسع في المنطقة الشمالية للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وإحداث تغييرات ضخمة عبر إقامة بنية تحتية متكاملة.
وأوضح أبو دياب أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال صادقت على إيداع مخطط هيكلي في منطقتي حي المصرارة وباب الساهرة، بهدف توسيع نفق باب العامود على حساب محطة الحافلات وموقف السيارات الوحيد لحي المصرارة.
وقال إن بلدية الاحتلال انتقلت من خلال هذا المشروع التهويدي، إلى تهويد الجزء الشمالي للبلدة القديمة من منطقة باب العامود وشارع نابلس حتى شارع النفق وشارعي صلاح الدين والسلطان سلمان وحي المصرارة وباب الساهرة، وصولًا إلى منطقتي وادي الجوز ومشارف الشيخ جراح.
وبحسب بلدية الاحتلال، فإن المخطط الذي تم اعتماده بعد سنوات من عدم دفعه قدمًا، حيث كان مجمدًا من الناحية الفعلية، يتضمن عددًا من التغييرات على خط التماس الذي بينه وبين مخطط الخارطة الهيكلية لمنطقة وادي الجوز، بهدف الدفع السريع لإقامة مناطق جديدة للعمل والتجارة والفنادق الجديدة شرقي القدس.
ويتضمن أيضًا عددًا من المشاريع التي يتم الترويج لها حاليًا ودفعها قدمًا في القدس، مثل الخطة الرئيسة لمنطقة رأس العامود، التي تمت المصادقة عليها وتنفيذها مؤخرًا، وخطة المخطط التفصيلي لمنطقة وادي الجوز، التي من المتوقع أن توافق عليها "لجنة التخطيط والبناء" في الأشهر المقبلة.
وبحسب مزاعم بلدية الاحتلال، فإن الهدف من توسيع النفق الذي سيمتد أسفل ساحة الباصات وموقف السيارات، تخفيف أزمة السير عند مفترق الطريق نهاية شارعي المصرارة والأنبياء باتجاه الشارع رقم "1".
وحي المصرارة يقع على بعد عشرات الأمتار من باب العامود- المدخل الرئيس للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، والمنطقة تدلل بشكل واضح على هويتها العربية المقدسية، وبيئتها العمرانية الشاهدة على تنوعها المعماري المختلف.
ومنذ سنوات، تستهدف سلطات الاحتلال الحي، وخاصة الحركة التجارية من خلال التغيير في وضع مواقف السيارات ومنع تحميل وتنزيل البضائع، ما انعكس سلبًا على وضع التجار.
تغيير جوهري
وحول المخطط التهويدي، قال أبو دياب إن هذا المخطط سيعمل على تغيير الإرث والوجه الحضاري والتجاري للمنطقة، وكذلك المسميات العربية عبر إنشاء بنية تحتية متكاملة بغية ربط غربي القدس مع شرقها وإقامة الفنادق والمراكز التجارية ومواقف السيارات.
وأوضح أن الاحتلال يجري حفريات تصل لعشرات الأمتار تحت الأرض، ما عمل على طمس هائل للآثار العربية الإسلامية بالمنطقة.
وسيعمل الاحتلال من خلال هذا المخطط، على إحداث تغييرات كبيرة بالعديد من الشوارع والأحياء الفلسطينية بالقدس، ومصادرة مساحة واسعة من الأراضي على طول الشارع رقم "1" الذي يفصل شرقي المدينة عن غربها.
وأشار أبو دياب إلى أن الاحتلال خصص ميزانيات ضخمة لتنفيذ هذا المشروع، والذي يعتبر من المشاريع الضخمة، والتي ستضفي صبغة تهويدية على القدس القديمة، حيث بدأ التحضير الهندسي له.
ورغم تقديم العديد من الاحتجاجات والاعتراضات من قبل أصحاب الأراضي ودائرة الأوقاف الإسلامية وتجار الحي، وعقد عدة جلسات بالمحاكم الإسرائيلية لرفض المخطط التهويدي، إلا أن بلدية الاحتلال أصرت على إقراره.
وبين أبو دياب أن الاحتلال يقدم إغراءات مالية للسكان لمنعهم من مواجهة مشاريعه التهويدية والاستيطانية بالقدس، مؤكدًا أنه (الاحتلال) من خلال مشاريعه يريد إبعاد الناس عن المنطقة وتقليل عدد المقدسيين بالمدينة.
وشدد على أن الظروف الإقليمية والدولية مواتية لتنفيذ المخطط التهويدي بالقدس، بسبب الانشغال العالمي بمواجهة أزمة "كورونا"، حيث تعطي الاحتلال دافعًا قويًا للتسريع بالتنفيذ، وصولًا لفرض وقائع جديدة بالمدينة.
ولهذا المخطط، خطر كبير على المنطقة برمتها لما ستشهده من تغير جوهري في ملامحها وبنيتها التحتية ومعالمها التاريخية والتجارية، باعتبارها منطقة تجارية وسياحية يعمل بها آلاف المقدسيين الذين من الممكن أن يفقدوا أعمالهم. وفق أبو دياب
وزعمت بلدية الاحتلال أن" الترويج للمخطط الهيكلي الرئيس لمركز القدس سيؤدي إلى توفير نحو 10,000 وظيفة وأماكن عمل عالية الجودة في شرقي المدينة، الأمر الذي سيجلب إلى الخزينة العامة عشرات الملايين من الشواكل من ضرائب التحسينات وضرائب الأملاك (الأرنونا) وغيرها".
فيما قال رئيس البلدية موشيه ليؤون: "بعد سنوات طويلة من الإهمال، اتخذنا خطوةً أُخرى اليوم، في الطريق لتعزيز الاقتصاد في القدس بشكل عام، وفي القدس الشرقية بشكل خاص".
وأضاف أن "المخطط المصادق عليه والمعتمد للإيداع في لجان التخطيط والبناء سيجلب بشائر سارة كبيرة إلى القدس الشرقية، ويزيد من فرص العمل فيها ويحقق نموًا كبيرًا في التجارة وقطاع السياحة والفنادق". وفق زعمه
المصدر: وكالة صفا