تسريبات إسرائيلية حول أدوار سعودية وتركية في القدس لدفع الأردن نحو مزيد من التنسيق
الإثنين 1 حزيران 2020 - 2:57 م 3787 0 صورة وتصميم، المسجد الأقصى، شؤون المقدسات، شؤون الاحتلال، فيديو، تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار |
في ظل الوضع الحالي في القدس، والمسجد الأقصى تحديداً، بعد عودة الحياة للمدينة بعد جائحة كورونا، وإعادة فتح المسجد الأقصى بترتيب أردني – إسرائيلي، بعد 70 يوماً من الإغلاق، وفي ظل عاصفة من التصريحات والتقارير، حول السعي الإسرائيلي لخلق واقع جديد في المدينة، صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، المُقربة من رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تنشر تقريراً صحفياً حول محادثات أمريكية – إسرائيلية – سعودية، سرية، ومقترحات إسرائيلية تتعلق بمنح السعودية أدواراً في إدارة المسجد الأقصى المبارك، في محاولةٍ لدفع الدولة الأردنية لمزيدٍ من التنازلات في ملف إدارة المسجد الأقصى.
التقرير الذي أعده الصحافي الإسرائيلي دانيال سيريوتي، يتحدث عن أنّ التوجه الإسرائيلي لإدخال السعودية في خط إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، قد بدأ في شهر آذار من العام 2019، حينما تم توسيع مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، وانضم للمجلس عددٌ من الشخصيات الفلسطينية، التي يقول الاحتلال أنها مرتبطة بمؤسساتٍ خيريةٍ إسلامية تتلقى تمويلاً تركياً، بتوجيهٍ مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أوردغان، ما أسس لموطئ قدمٍ تركيٍ في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس.
بحسب التقرير الإسرائيلي فإنّ الدولة الأردنية، متمثلةً في مؤسسة العرش، وبعد أحداث هبة باب الرحمة، بعثت برسائلٍ إلى الإدارة الأمريكية، تشير لاستعداد الأردن الرسمي لتليين موقفه من دخول أفراد مقُربين من الدولة السعودية إلى مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، ولكن بشرط عدم الإخلال بالوضعي القائم في المسجد الأقصى، من حصريةٍ وخصوصيةٍ للبيت الملكي الأردني في الأقصى، وبشرطٍ آخر يتضمن تمويل مؤسساتٍ خيرية إسلامية في القدس، وفلسطين، وممارسة ضغوطٍ دبلوماسية تدفع نحو تقويض عمل المنظمات الخيرية التركية التي تعمل تحت رعاية السلطة الفلسطينية.
يرى مراقبون بأنّ الاحتلال يبني مقترحاته على تجربة تاريخية، وقعت خلال توقيع اتفاقية وادي عربة، عام 1994، حيث كان تخوف الأردن من تجاوز دوره في القدس خلال المفاوضات الثنائية بين الكيان الصهيوني منظمة التحرير الفلسطينية أحد الدوافع لتسريع توقيع تلك الاتفاقية، وقد جاء نص مادتها التاسعة المتعلقة بالمقدسات والأماكن التاريخية ليعكس الاستثمار الإسرائيلي في هذا التخوف: "إسرائيل تحترم الدور الخاص الحالي للمملكة الأردنية الهاشمية في المقدسات الإسلامية في القدس، وعندما تحصل مفاوضات الحل النهائي فإن إسرائيل ستعطي أولوية عالية للدور التاريخي الأردني في تلك المقدسات" وهو نص تعرض لكثير من الانتقاد في حينه باعتباره حول الاحتلال الإسرائيلي إلى ضامن للدور الأردني في مواجهة منظمة التحرير.
فهل يدفع التخوف الأردني من تجاوز دوره في المسجد الأقصى للانخراط في ترتيبات صفقة القرن، وهل ينجح الرهان الإسرائيلي من جديد في تصوير نفسه ك "منقذ" للأردن ودوره في الأقصى من محاولات التدخل الإقليمي؟ ولماذا جاء نشر هذا التقرير في اليوم التالي لفتح الأقصى بموجب الاتفاقية الأخيرة؟ وهل هناك تعويل صهيوني على اتفاقات جديدة مطروحة على الطاولة في الخفاء؟