الخليل ومعركة الإنسان المستمرة

تاريخ الإضافة الجمعة 7 آب 2020 - 1:53 م    عدد الزيارات 1462    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين، أخبار فلسطينية، تقرير وتحقيق

        


إعداد كمال الجعبري

خاص موقع مدينة القدس

عمان في 7 آب 2020

 

الخليل المحافظة الأكبر في الضفة الغربية، والمدينة الأكثر ارتباطاً بالقدس، وشقيقتها، لهذه المدينة حكاية مميزة ومؤلمة مع الاحتلال، ومحطاتٌ مستمرة من الصمود والمقاومة، وكل ما توارت الخليل خلف غيرها من الأحداث، عادت الخليل لتتصدر مسرح الأحداث من جديد.

 

 

منعٌ للآذان وسعيٌ محموم لتهويد المسجد الإبراهيمي

في تصريحٍ صحفيٍ لها، أفادت مديرية أوقاف الخليل أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت رفع الآذان في المسجد الإبراهيمي، في خليل الرحمن، خلال شهر تموز الماضي، 49 مرة.

 

وقد ذكرت مديرية أوقاف الخليل أنّ سلطات الاحتلال قد تذرعت بذريعة إزعاج المستوطنين الموجودين في مستوطنات كريت أربع، والدبويا، والبلدة القديمة في مركز المدينة.

 

ويعاني المسجد الإبراهيمي في الخليل من التقسيم الزماني والمكاني، وذلك منذ حدوث مجزرة الحرم الإبراهيمي، على يد الإرهابي باروخ غولدشتاين، حيث يسيطر الاحتلال على 60% من مساحة المسجد، ولا يسمح للفلسطينيين بدخوله، إلا بعد إجراءات أمنية مشددة على مداخله التي تنتشر عليها نقاط تفتيش، وأجهزة للكشف عن المعادن.

 

 

وتفرض قوات الاحتلال الإغلاق الشامل على المسجد الإبراهيمي ومحيطه في الأعياد اليهودية، وتسمح للمستوطنين بإقامة صلواتهم واحتفالاتهم دون أي عوائق.

 

مشاريع تهويدية مسعورة

وتمضي سلطات الاحتلال قدما في سلسلة إجراءات تهويدية للمسجد الإبراهيمي آخر حلقاتها التصديق النهائي على مشروع يسهل اقتحام المستوطنين للمسجد، تقدم بهذا المشروع وزير الحرب الاحتلال، اليميني المتطرف، نفتالي بينت، حيث يتضمن المشروع مصادرة أراضٍ في محيط المسجد الإبراهيمي لصالح طريق استيطاني يسهل على مستوطنتي كريات أربع اقتحام المسجد الإبراهيمي.

 

ذات السياق، وبحسب التقرير الاستراتيجي الفلسطينية 2018 - 2019، الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، فقد بلغ عدد الوحدات الاستيطانية المصادق على بناءها في الخليل، خلال عامي 2018 و2019، حوالي 1675 وحدة استيطانية، توزعت بين مستوطنات: كريات أربع، والبلدة القديمة، وكرمل، وكرمي تسور، والنبي دانيال، ومتسادا، وأدورا، وماعون، وبني حافر، وتينيه، وحاجاي، وسوسيا.

 

الاحتلال يمزق أوصال الخليل

وتنقسم مدينة الخليل المحتلة وضواحيها بين منطقتين إحداهما تخضع بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي، وتشمل البلدة القديمة للخليل، ومنطقة شارعي الشهداء والشلالة، وتقع ضمنها المستوطنات الإسرائيلية الرئيسية، في قلب مدينة الخليل، وهي مختلفة في التصنيف عن مناطق c في الضفة الغربية، وبين عدد من الضواحي تتركز بشكل رئيسي شمال المدينة، وهي خاضعة للسلطة الفلسطينية ضمن تصنيفي A و B.

 

الفجر العظيم وانطلاق الشرارة من الخليل

قد شهدت نهايات العام 2019، انطلاق حراك شعبي جماهيري في الخليل، تحت عنوان (الفجر العظيم)، حيث كان الهدف من هذا الحراك تعزيز التواجد الفلسطيني في المسجد الإبراهيمي، وتحديداً خلال صلاة الفجر من يوم الجمعة، حيث نجحت تلك الحملة بزيادة عدد المصلين في المسجد الإبراهيمي ليصل عددهم إلى 10.000 مصلٍ خلال صلاة الفجر من يوم الجمعة، وفي ذات الوقت تواصل الحراكات الشعبية في الخليل تنظيم مسيرات جماعية كل يوم جمعة للمشاركة في صلاة الجمعة في المسجد الإبراهيمي، كل أسبوع.

 

 

شارع الشهداء وملامح الحراك القادم

يعتبر شارع الشهداء في الخليل، شريان مركز المدينة النابض، إذا يمتد الشارع بشكلٍ عرضيٍ، ليصل المسجد الإبراهيمي بسوق الخضار ومحطة الحافلات المركزية، ومختلف مرافق مركز المدينة، والتي غدت جميعها تحت مطرقة التهويد الإسرائيلي للخليل.

 

يحتوي شارع الشهداء أكثر من 400 محل تجاري، متنوعة منها حوالي 80 محل مغلق، ويسكن الشارع المئات من العائلات الفلسطينية، التي تُعاني من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الاستعمارية.

 

بدأت حكاية تهويد شارع الشهداء، والاستهداف الإسرائيلي له بتاريخ 2/5/1980، حينما نفذت مجموعةٌ فدائية عمليةً بطوليةً في عمارة الدبويا، في قلب الخليل، والتي استهدفت عدداً من جنود الاحتلال ومستوطنيه، بعد توجههم لأداء صلاة السبت في محيط المسجد الإبراهيمي.

 

أعقب تلك العملية تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في شارع الشهداء، وذلك على شكل الحواجز الطيّارة، التي كانت تضايق أهل الخليل، وتعيق حياتهم اليومية، وتصاعد ذلك التواجد العسكري، خلال الانتفاضة الفلسطينية.

 

ولكن الإغلاق الفعلي لشارع الشهداء، كان في 25/2/1994، حينما ارتكب المجرم باروخ غولدشتاين مجزرة المسجد الإبراهيمي، حيث تذرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمواجهات التي استمرت في المدينة، وبشكلٍ يوميٍ، لتغلق شارع الشهداء، وتنصب الحواجز العسكرية الثابتة على مداخله، ولم يتوقف الإغلاق عند شارع الشهداء، ومحيط منطقة تل ارميدة، ومحيط المسجد الإبراهيمي ليتحول قلب الخليل إلى منطقة عسكرية مغلقة يُعاني أهلها من الاحتكاك اليومي بقوات الاحتلال ومستوطنيه.

 

أما الإغلاق الكامل للشارع والبلدة القديمة، وفرض البوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية على مداخل المنطقة، في صورتها الحالية، فقد جاءت على خلفية انتفاضة الأقصى، في العام 2000، والتي شهدت البلدة القديمة في الخليل خلالها، ومحيط المسجد الإبراهيمي، خلالها، عدة عمليات فدائية نفذتها مختلف من فصائل المقاومة الفلسطينية، من أبرزها عملية زقاق الموت التي استهدفت مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال توجههم لتدنيس المسجد الإبراهيمي، وقتل خلال العملية قائد بارز في قيادة المنطقة الجنوبية، في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

كعادة أهل الخليل في ثورتهم على الظلم، ومع طول معاناتهم من اعتداءات الاحتلال على شارع الشهداء، فقد شهدت الخليل، ومنذ العام 2010 ولادة حراك شعبي تحت عنوان (افتحوا شارع الشهداء)، ولا يزال هذا الحراك قائماً لغاية اليوم يتطلع لانتصارات الفجر العظيم، ونصر باب الأسباط في القدس، بانتظار أنّ تصبح الخليل ساحة الردع الجماهيري الثانية، بعد أختها القدس.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »