بماذا يتوعد المقدسيون المطبعين في حال دخولهم المسجد الأقصى المبارك؟
الثلاثاء 15 أيلول 2020 - 11:19 م 3476 0 أبرز الأخبار، مواقف وتصريحات وبيانات، أخبار فلسطينية، التطبيع خيانة، أخبار المؤسسة، فيديو، تقرير وتحقيق |
إعداد وسام محمد
خاص موقع مدينة القدس
بيروت في 15 أيلول 2020
في عام 28 أيلول/سبتمبر 2000 اقتحم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي حينها المجرم آرئيل شارون المسجد الأقصى المبارك برفقة مئات الجنود المدججين بالسلاح، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية سميت بانتفاضة الأقصى والتي استمرت لنحو خمس سنوات.
وقبل نحو سنة، طرد المقدسيون المدون السعودي المطبع محمد سعود بعد دخوله المسجد الأقصى المبارك خلال جولة تطبيعية قام بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التقى خلالها عدد من المسؤولين الإسرائيليين.
واليوم، اقترحت صحيفة "جيروزاليم بوست" (Jerusalem Post) الإسرائيلية أن يقيم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صلاة مشتركة في المسجد الأقصى مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أو مع رئيس الوفد الإماراتي الذي من المقرر أن يصل دولة الاحتلال الإسرائيلي في 22 من الشهر الجاري.
موقع الإمارات 71 الرافض لسياسة أبو ظبي، اعتبر أن هذه الفكرة قد تشعل الحرب في المنطقة، وقال:" إن الفلسطينيين والعرب لن يقبلوا أن يمس المسجد الأقصى بهذه الصورة المهينة والخيانية، وكما فجّر اقتحام شارون للمسجد الأقصى عام 2000 انتفاضة الأقصى، فإن هذا الاقتحام المشؤوم سوف يفجر انتفاضة جديدة تصل حد الحرب، في حال أصرت أبوظبي وتل أبيب على استفزاز الفلسطينيين والمسلمين".
وتابع الموقع:" المسجد الأقصى ليس ملكًا لجهة سياسية تستطيع التجرؤ عليه، بل للمسجد شعوبًا تحميه وأولهم الشعب الفلسطيني، وفق ما يقوله المقدسيون الذين توعدوا أي شخصية إسرائيلية أو عربية تدخل المسجد الأقصى تحت الحماية الصهيونية".
من جهته، حذّر أمين المنبر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من مغبة التفكير بقيام أي وفد عربي بالقدوم للمسجد الأقصى لأداء صلوات مشتركة مع نتنياهو.
وقال الشيخ صبري:" إن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم ولا يخضع لأي تجاذبات أو مناكفات سياسية، وهو أسمى من أن يكون ورقة رابحة لأي شخص ولأي دولة".
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا أن المقترحات بإقامة صلوات مشتركة بين نتنياهو وولي العهد أبو ظبي مرفوضة، "ولن نسمح بها بأي حال من الأحوال مهما كلف الأمر".
وأضاف الشيخ صبري:" المقدسيون يستطيعون أن يعطوا الجواب الحاسم في هذا المجال.. وكل من يأتي للأقصى عليه أن يفكر جيداً إلى أين سيأتي وإلى نتائج زيارته، لن نسمح لأي مس بحرمة الأقصى ولن نسمح بأي مفاوضات حول الأقصى، وسيبقى للمسلمين إلى يوم الدين".
وشدد على ضرورة تحييد الأقصى عن التيارات السياسية المشبوهة والمتآمرة على قضايانا المصيرية.
بدوره، اعتبر رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية الأستاذ هشام يعقوب أن اقتراح وسائل الإعلام الإسرائيلية أداء صلاة مشتركة لمحمد بن زايد ونتنياهو في المسجد الأقصى يصبّ في خانة ترويض العقول على مثل هكذا أنباء قد تتحقق فعليًّا في المستقبل.
وقال يعقوب:" لا أعتقد أنّ هذه المقترحات تأتي من عبث، بل هي للتمهيد والترويض، وإنّ من شأن هذه المسرحية المشبوهة التي قد تحصل في أرجاء المسجد الأقصى أنْ تخدم مخططات الاحتلال الرامية إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد، وهي تدعم ادعاءات الاحتلال ومطالبه بضرورة حصول اليهود على "حقّهم" المساوي لحق المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى". مؤكدًا أنّ مثل هكذا اقتحام مشترك سيؤدي إلى ردة فعل مقدسية وفلسطينية غاضبة.
من جهته، قال الأب مانويل مسلم:" نحذر المطبعين بعدم الاقتراب من الأقصى كي لا تخرج منه نار تأكلكم وتأكل خيانتكم، فأسوار الأقصى تلفظ المطبعين ولسان حالها، إن مررتم بس سأنهار عليكم".
وتوجه مسلم بحديثه للعائدين من واشنطن، وطالبهم بعدم المرور في أجواء القدس لأن "سماء القدس حارقة".
وأردف مسلم: "عودوا إلى بلادكم سالمين، أما نحن فسنشكو أمرنا إلى الله وإلى شعوبكم".
وفي تصريح شديد اللهجة، شدد الدبلوماسي الفلسطيني نبيل شعث، مستشار رئيس السلطة للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، على أنه ليس من حق الإمارات أن تتحدث في ما يخص شؤون المسجد الأقصى المبارك.
وقال شعث:" إن الإمارات سعت إلى رضا الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن للأسف ليس مقابل أرض احتلت مثل سيناء أو الجولان".
ونبّه شعث، إلى أنه "ليس من حق الإمارات كدولة مستقلة أن تخالف مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، أو قرارات قمة بيروت، ولا حتى من حقها أن تخالف القانون الدولي، وليس من حقها كذلك كدولة مستقلة أن تعبث بالقانون الدولي وبالاتفاقات، وبحق الشعب الفلسطيني وأرضه المقدسة، فلسطين".