مؤسسة القدس الدولية (سورية) تنظم محاضرة علمية في يوم القدس الثقافي بعنوان "المجتمع الإسرائيلي" بين التعددية والتناقض

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 تشرين الأول 2020 - 9:19 ص    عدد الزيارات 1483    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة

        


 

نظّمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) في يوم القدس الثقافي لشهر أيلول محاضرة علمية؛ ألقاها الأستاذ علي بدوان؛ -كاتب فلسطيني وعضو اتحاد الكتّاب العرب-، تحت عنوان: ("المجتمع الإسرائيلي" بين التعددية والتناقض)؛ وذلك صباح اليوم الأربعاء 30/9/2020م في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة؛ بحضور الدكتور خلف المفتاح؛ -المدير العام للمؤسسة-، والدكتور محمد مصطفى ميرو؛ -رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني-، والسيدة رباب الأحمد؛ -مديرة المركز الثقافي-، والسادة ممثلي الفصائل الفلسطينية، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية.

 

افتتحت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت؛ إكراماً لأرواح شهداء الأمة، ثم تبعها النشيدان العربيان؛ السوري والفلسطيني.

 

أدار المحاضرة الدكتور يوسف الأسعد؛ -عضو مجلس إدارة المؤسسة- مبتدئاً بالترحيب بالحضور الكريم؛ ومؤكداً على أنّ "مخطط الاعتراف باليهود؛ -بوصفهم قومية جديدة متميزة لغوياً وثقافياً عن بقية السكان- فشل؛ فهو أكذوبة كبرى كما أنّه أمر مناف للمنطق والعقل؛ فاليهودية في نهاية المطاف دين، وليست قومية فالمنتج الطبيعي لمنظومة مجتمعية لـ"إسرائيل" الصهيونية ما هو إلا كيان يعاني من أزمة هوية شاملة تتصل بطبيعة تكوينه؛ خليط عرقي إثني متعدد سيصل بها إلى الهاوية هذا ما سيبينه الكاتب الفلسطيني علي بدوان في محاضرة اليوم".

 

بدوره لفت د.بدوان إلى أن "ما يجري داخل الخارطة السياسية لكيان الاحتلال يدل على أن هناك إعادة تشكيل بطيئة؛ لكنّها واضحة داخل الكيان العبري الصهيوني بين المجموعات اليهودية تبعاً لمواطنها الأصلية، واصطفافاتها الحزبية، وهذه الحالة من الفعل لا تعني بأنَّ المجتمع الاستيطاني اليهودي سائر نحو أي من التفكك أو التماسك بشكلٍ فوري، إلا أنَّ الأمور تجري متدرجة ومتدحرجة بوتيرة ما؛ ففي هذه العملية نلمس الحجم الكبير من التناقضات والتداخلات". مبيناً أن هناك "طيف واسع من التشكيلة الاجتماعية الصهيونية متجهة نحو تأكيد التشكيلات الإثنية والقومية الخاصة والاستيطانية، وجزء كبير من سكان كيان الاحتلال يقع على التعارض من عملية الأسرلة اليهودية الصهيونية، وبالمقابل هناك اصطفافات كبيرة تجنح داخل الكيان العبري نحو اليمين واليمين التوسعي التوراتي؛ فالتركيبة الإثنية والقومية ليهود الكيان الصهيوني متجهة نحو الانفكاك".

 

وأوضح الباحث بدوان أنه عقب قيام الكيان الصهيوني، بدت النظرة الأولى إلى الخريطة الحزبية، وخاصة أحزاب المتدينين في كيان الاحتلال تُظهر جمهوراً واحداً لا تمايز بين عناصره؛ لكنّ نظرةً أعمق تُبيّن وجود انقسامات قد يتعذّر حصرها، تصل إلى حدّ التكفير الديني. وقد تركّزت الكتل الحزبية من العام 1948م في مسارات وانشقاقات من دورة انتخابية لدورة تالية، وقسم المحاضر الخريطة الحزبية في واقعها الراهن وفق الآتي: قوى ليبرالية، قوى اليمين الفاشي المتطرف، الأحزاب المختلطة -عرب ويهود-، الأحزاب العربية الخالصة.

 

وأشار الأستاذ بدوان إلى أنّ مفهوم "ما بعد الصهيونية" ظهر بين أفراد الطبقات المتوسطة الصهيونية وفي الوسط الأكاديمي على وجه الخصوص؛ إذ يقترح تجنب رواية الميثولوجيا الصهيونية، ونبذ الأساطير التاريخية، وأبدى التزاماً بالحقوق المدنية أكثر من الالتزام العرقي أو الاثني. موضحاً أنّ التيار إياه يمثل انقطاع عن الصهيونية وليس شكلاً معادياً تماماً لها، وهو يبحث عن مجتمع أكثر مساواة في "إسرائيل". ويعتقد أصحابه أن على كيان الاحتلال أن يطور نوعاً من الهوية المدنية، ويتجه نحو القيم الكونية للديمقراطية الليبرالية، ولا ينبغي أن تتميز فيها أية عرقية وجودياً أو سلوكياً، وهذا الادعاء يرفضه الصهاينة الذين يدعون إلى دولة يهودية عرقية، بينما الدولة متعددة الأعراق هي القاعدة وليست الاستثناء.

 

ولتأكيد ما سبق استعرض أ.بدوان عديداً من الأبحاث الصهيونية الأخيرة، التي تواتر صدورها عن مراكز البحث المختلفة، والتي أشارت إلى أنّ أعداد اليهود في العالم ستنخفض إلى النصف؛ استناداً في ذلك إلى المعطيات المتتالية التي يبثها ويقدمها مركز الكونغرس اليهودي العالمي، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة الزواج المختلط، والذوبان في المجتمعات الأصلية المحلية، ونسبة التراجع المتواصل بالشعور باليهودية أولاً، وبالانتماء إلى كيان الاحتلال ثانياً لدى الأجيال الناشئة يوماً بعد يوم. موضحاً ذلك من خلال ملاحظة عينات من بحث في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد بيّن تراجع الشعور بالانتماء والأهمية بالنسبة لـ"إسرائيل" بعامل السنّ، فلم ير 52% من العينة محل البحث أهمية لإمكانية إبادة "إسرائيل"، فيما عدَّ 48% من العينة تلك الإبادة بمثابة كارثة شخصية بالنسبة له.. وكل ذلك يعد مؤشراً على تزايد الاختلاط وتفكك الغيتو اليهودي.

 

وفي ختام المحاضرة أكد د.خلف المفتاح أن "إسرائيل" ذات التكوين القائم على صهر اليهود في منطقة واحدة تحت ما يسمى "القومية اليهودية" قد فشلت تماماً، وأن الاعتراف باليهود -بوصفهم قومية جديدة متميزة- فشلت أيضاً، وهذا التعدد الحزبي لا يعكس تعدداً سياسياً، وإنما تعدداً عرقياً وإثنيّاً وثقافياً. وشدد د.المفتاح على الموقف الثابت في رفض ما يسمى "التطبيع"، وكل ما يمس بالقضية الفلسطينية ويسهم في ضياعها، مبيناً أنّ المؤسسة مستمرة في عملها بما يخدم القدس والمقدسيين الرازحين تحت الاحتلال المتفنن بألوان الاغتصاب، مؤكداً على أهمية تفعيل الحضور والمشاركات بنشاطات المؤسسة وفعالياتها.



منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »