مؤسسة القدس الدوليّة: استقبالُ تركيا ورئيسِها لأمينِ المنبر الشيخ عكرمة صبري يحمل رسائل مهمة، ونأمل أنْ تعقبَه جهودٌ لتشكيل جبهةٍ عريضةٍ لمواجهةِ الاحتلال والتطبيع
السبت 5 كانون الأول 2020 - 11:06 ص 1957 0 أبرز الأخبار، التفاعل مع القدس، أخبار المؤسسة |
تتابعُ مؤسسةُ القدس الدوليّة زيارةَ أمين المنبر، فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلاميّة العليا في القدس، إلى جمهورية تركيا الشقيقة، ولا سيّما لقاؤه مع الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، وتعقيبًا على هذه الزيارة المهمة، يهمّنا في مؤسسة القدس الدوليّة أنْ نؤكدَ الأمورَ الآتية:
ننظرُ بعينِ الأهميةِ البالغةِ إلى الرسائل التي يجبُ أنْ تُلحظَ في هذه الزيارة؛ فتخصيصُ أمينِ المنبر، وخطيبِ المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، بهذه الزيارة، وهذا الاستقبالُ الرسميّ من الرئيس أردوغان نفسه، وهذا الاحتضانُ الشعبيّ اللافتُ للشيخ عكرمة، هي رسائل دعمٍ وتضامنٍ مع الشيخ الذي يتعرَّض لمضايقات شديدة من الاحتلال الإسرائيليّ، وهي إعلانٌ تركيّ رسميّ بأنّ تركيا تحتضنُ النهجَ الذي يمثّلُه الشيخ عكرمة، وهو نهجُ المتمسكين بالقدسِ، المرابطين فيها رغم الآلام، الواقفين بعزيمةٍ وثبات في وجهِ سياسات الاحتلالِ الإسرائيليّ الغاشم.
إنّ تقديم الشيخ عكرمة صبري ليكون إمامًا في صلاة الجمعة، وخلفه الرئيس التركي أردوغان، لهو تقديرٌ عالٍ للمقدسيّين المرابطين الذين يمثلهم الشيخ عكرمة، ففيه رسالةُ إقرارٍ بكونِهم رأسُ حربةِ الأمةِ في مواجهة الطغيان الإسرائيليّ، وفيه رسالة دعمٍ مفادها أنّ تركيا قيادةً وشعبًا تقفُ خلفَ المقدسيين، والفلسطينيّين عمومًا، في معركتهم ضدّ الاحتلال الغاصب.
إنّ توقيت هذه الزيارة في غايةِ الأهميّة؛ فهي تأتي في سياقِ صفقات لتصفية القضية الفلسطينيّة، وفي سياقِ هرولةٍ مخزيةٍ غير مسبوقةٍ نحو مستنقعِ التطبيعِ مع العدوِّ الإسرائيليّ. وفي الوقت الذي يريد الاحتلالُ فيه أنْ يُحبِط الفلسطينيين، ويقنعهم بأنّ حاضنتهم العربيّة والإسلاميّة تخلّت عنهم، وأنّ عليهم رفع الرايةَ البيضاء، جاءت هذه الزيارةَ بما تضمنته من اهتمامٍ كبير بالضيفِ المقدسيّ، لتعطيَ الشعبَ الفلسطينيّ جرعةَ ثقةٍ وأملٍ كبيرة بهذه الأمة التي تسعى بعض الأنظمة جاهدةً إلى تغيير هويتها، ولسانها، وثوابتها، وقيمها، من أجلِ نيلِ الاحتلالِ الإسرائيليّ، وراعيه الأمريكيّ.
إننا نأمل بأنْ تثمر هذه الزيارةُ مزيدًا من الدعمِ الرسميّ والشعبيّ التركيّ للقدسِ وأهلها، وأنْ تكونَ مدماكًا في جبهةٍ متينةٍ عريضةٍ من شرفاء الأمة، لصدِّ هجمةِ الاحتلالِ على القدس، وحملةِ التطبيعِ المسعورةِ التي تستهدفُ الأمةَ كلّها بالخطر، ولا تقتصرُ على استهداف القضية الفلسطينية فقط.
إننا نحيي مواقف الرئيس التركي أردوغان، التي أطلقَها مؤخرًا، مؤكدًا أنّ القدس في صميم الاهتمامِ التركيّ، وأنّ تركيا لن تتخلى عن دعمها للقدس، كما نحيي المواقف القوليّة والفعليّة لأمين المنبر، وخطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، التي تزعج الاحتلال، وتسهم في عرقلةِ مخططاته، وتشدّ عزيمة المقدسيين، وتحرِّم أرضَ القدس على المطبِّعين من العرب والمسلمين، ونثمّن مواقفه الأخيرةَ الجريئة التي جاءت بعد اتفاق "أبراهام" المشؤوم، وأكّد فيها أنّ المطبِّعين من العرب الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى هم بحُكم المقتحمين من المستوطنين.
مؤسسة القدس الدولية
بيروت، 12/5/2020