خيبة أمل صهيونية من فشل واشنطن تسلّم أحلام التميمي

تاريخ الإضافة الأحد 6 كانون الأول 2020 - 10:17 م    عدد الزيارات 1368    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، أخبار فلسطينية، انتفاضة ومقاومة، شؤون الاحتلال، تقرير وتحقيق

        


كمال الجعبري – موقع مدينة القدس

في سياق ردود الفعل الصهيونية، وتفاعل الجمهور الصهيوني مع فشل إدارة الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) بترتيب صفقة تسليم الأسيرة الأردنية المحررة أحلا التميمي، نشرت صحيفة (إسرائيل هاليوم) المقربة من رئيس الوزراء الصهيوني (بنيامين نتنياهو) تقريراً تحت عنوان (عشرون عاماً ولم تتحقق العدالة)، والذي يعبر عن مدى خيبة الأمل الصهيونية، بعد أن قدم ترامب للجمهور الصهيوني بترتيب صفقةٍ لتسليهما للسلطات الأردنية.

 

 

ضغوطٌ أمريكية وردة فعل أردنية

التقرير الذي كتبه الصحفي الصهيوني كبير المحررين السياسيين لدى صحيفة (إسرائيل هاليوم)، (أرائيل كاهانا) أشار إلى الضغوط الأمريكية الكبيرة التي مورست على الدولة الأردنية، لدفع الأردن الرسمي إلى تسليم أحلام التميمي إلى السلطات الأمريكية، مما قدّ يفسر سلوك السلطات الأردنية تجاه نزار التميمي، زوج أحلام التميمي، الذي أبعدته السلطات الأردنية إلى قطر، في 10 تشرين أول 2020، كاستجابةٍ جزئيةٍ للضغوط الأمريكية، أو محاولةٍ من السلطات الأردنية لمسك العصا من النصف.

 

 

عملية مطعم (سبارو) البطولية

يتناول التقرير تفاصيل عملية مطعم (سبارو) في 1 أغسطس 2001، حينما نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عمليةً استشهادية في المطعم الواقع غرب مدينة القدس المحتلة، ونفذ العملية الشهيد عز الدين المصري، الطالب في جامعة بير زيت، حيث أسفرت العملية عن مقتل 15 صهيونياً، من ضمنهم صهيونيين مزدوجي الجنسية، يحملان الجنسية الأمريكية، مما شكل ذريعةً لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI) لإدراج أحلام التميمي ضمن قائمة المطلوبين على لوائح الإرهاب لدى السلطات الأمريكية لاحقاً، فيما اتهمت سلطات الاحتلال الصهيوني أحلام التميمي بنقل الشهيد المصري إلى مكان تنفيذ العملية.

 

 

يتحدث التقرير عن ردة الفعل الصهيوني، آنذاك، على العملية البطولية، بشكل متطرف كما يشير (أرائيل)، الذي يصفها بالمتطرفة، إذ أغلقت سلطات الاحتلال الصهيوني مؤسسة بيت الشرق الفلسطينية المقدسية، الذي كان يديره فيصل الحسيني، ابن الشهيد عبد القادر الحسيني، وكافة مؤسسات السلطة الفلسطينية، في القدس، جاءت تلك القرارات بأمرٍ مباشرٍ من رئيس الوزراء الصهيوني، آنذاك، أرائيل شارون.

 

 

اعتقال أحلام التميمي وخروجها في صفقة وفاء الأحرار

بعد أسابيع قليلة من عملية مطعم (سبارو) الفدائية، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني أحلام التميمي، عندما داهمت وحداتٌ من جيش الاحتلال الصهيوني منزل ذويها في قرية النبي صالح، بالقرب من رام الله، وتمّ الحكم عليها بالسجن المؤبد 16 مرة، ومن المواقف التي ذكرتها الأسيرة أحلام التميمي، ولم يذكرها التقرير، أنّ المؤبد ال 16 كان بسبب تسببها بمقتل الشهيد عز الدين المصري، عندما أوصلته لوجهته، في موقفٍ يعكس الكوميديا السوداء، في ثنايا العلاقة بين الفلسطيني والمحتل الصهيوني.

 

 

يتناول التقرير أيضاً قصة زواج أحلام التميمي بقريبها نزار التميمي، الذي اعتقل بعد انضمامه لخليةٍ فدائيةٍ تابعةٍ لحركة فتح، وتنفيذ عملية فدائية في محيط مستوطنة (بيت إيل) بالقرب من رام الله، في كانون أول من العام 1993، والتي قتل خلالها المستوطن الصهيوني (حاييم مزراحي) وبعد 10 سنوات من اعتقال أحلام، و17 سنة من اعتقال نزار، تم الإفراج عنهما في صفقة وفاء الأحرار، التي أبرمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الصهيوني، واختار الاثنان وبشكلٍ طوعيٍ الإقامة في الأردن.

 

 

حظيت الأسيرة المحررة أحلام التميمي باستقبالٍ شعبي واسع في الأردن، وأضحت رمزاً لمقاومة الاحتلال الصهيوني في الأردن، ومن عمّان قدمت أحلام التميمي برنامج (نسيم الأحرار) التلفزيوني، على شاشة قناة القدس الفضائية.

 

 

جهودٌ صهيونية خفية لخطف الحرية من أحلام

بحسب (أرائيل كاهانا) فقدّ بدأت أوساطٌ صهيونية رسمية، وبالتعاون مع جماعات الضغط الصهيوني في الولايات المتحدة، بالضغط على الإدارة الأمريكية لطلب تسليم أحلام التميمي من السلطات الأردنية، وهذا ما حدث فعلاً في العام 2013 حينما حرّك الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، دعوى قضائية تتضمن مطالبة الأردن تسليم أحلام التميمي، في العام 2013، ومن ثم جمدتها، بالترافق مع رفض أردني رسمي لتسليمها.

 

 

ويوضح (كاهانا) أنّ الأردن سبق وأن سلّم السلطات الأمريكية 3 أردنيين مدرجين على لوائح الإرهاب الأمريكية، ولكنه أبدى موقفاً صلباً فيما يخص قضية أحلام التميمي، مما أدى إلى: " التأثير بشدة على العلاقات بين عمّان وواشنطن "، كما يصف التقرير.

 

 

ومع استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايّات المتحدة، في العام 2016، تم إعادة توجيه الطلب بتسليم أحلام التميمي، وذلك في العام 2017 حينما وضعت أحلام على قائمة المطلوبين، عبر عرض وكالة المخابرات المركزية لمكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يساعد بتسليمها، وفيما رفضت الخارجية الأمريكية حكم المحكمة الأردنية العليا باعتبار اتفاقية التسليم غير صالحة، فقد وافق الكونغرس على اشتراط تقديم مساعدة اقتصادية سنوية للأردن بمليار دولار سنويا لتنفيذ تسليم أحلام.

 

 

وكشف التقرير النقاب على أنّه وعندما اتصل الملك الأردني عبد الله قبل أشهرٍ بالسيناتور (تيد كروز)، وطلب منه وقف الضم الصهيوني

للضفة الغربية، أجابه (كروز): " وماذا عن تسليم أحلام؟ وكان هذا رد أعضاء الكونغرس وآخرين ".

 

 

خيبة الأمل الصهيونية

أشار التقرير إلى أن أعضاء الكونغرس أرسلوا رسائل تحذير متكررة للسفيرة الأردنية لدى الولايات المتحدة دينا قعوار، للمطالبة بتسليم التميمي للسلطات الأمريكية، وتمكنوا من حشد دعم مؤتمر (الإيباك)، والاتحادات اليهودية، وصولاً إلى الإدارة الأمريكية نفسها، وحظيّت تلك الحملات بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وعلى الرغم من ذلك يصف التقرير كل ما سبق: " بأنّه لم يحقق أيّ تقدمٌ ".

وأكد التقرير أنّ مذكرة توقيف أحلام التميمي لا تزال معلقة، ولم تتحقق التهديدات بوقف المساعدات الأمريكية عن الأردن، ولا يبدو أنها قد تحققت، ما يعني أن الولايات المتحدة تسير خطوة إلى الأمام، وخطوتين إلى الوراء، على حدّ وصف التقرير.

 

 

خاتمة

منذ أن تحققت الحرية لأحلام التميمي في تشرين ثانٍ 2011، والاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية في جهودٍ مشتركة لمحاولة إعادة اعتقالها أمريكياً على غرار ما جرى مع الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس منتصف التسعينيات، ومنذ تاريخ الإفراج عنها، ولغاية اليوم شكلت الحاضنة الشعبية وحالة الالتفاف الشعبي الأردني حول قضيتها حاجز الصدّ الأول في وجه محاولات تسليمها للولايّات المتحدة، وهذا يزيد ويضاعف من حالة الفشل والإحباط التي تعاني منها الأوساط الصهيونية، وخصوصاً اليمينية منها.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »