عائلة مقدسية تعيش بالبرد القارس في خيمة صغيرة على أنقاض منزلها المهدم
الإثنين 7 كانون الأول 2020 - 8:09 ص 577 0 أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين |
تسكن عائلة المواطن المقدسي فواز عبده وأطفاله الصغار في خيمة أقامها والدهم على أنقاض منزله الذي أجبره الاحتلال على هدمه في حي جبل المكبر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.
ففي ليلة باردة من ليالي تشرين الثاني، وأمام ناظريه، كانت أسنان الجرافة الإسرائيلية تهوي على سقف منزله، تهدم شيئا فشيئا جدرانه، وخلال دقائق تحول حلم العمر إلى ركام، ليُشرّد الاحتلال عائلة عبده.
ورغم البرد القارس ودخول الشتاء ومنخفضاته القوية، إلا أن عبده متمسك ببيته وأرضه وحياته التي يفنيها من أجل سعادة أطفاله.
خيمة صغيرة بحجم غرفة أقامها فواز على ركام المنزل المهدّم، ومدخل وضع عليه من عشب صناعي، ودراجة صغيرة لأطفاله المسروقة طفولتهم بقرارات من احتلال غاشم، وبضع قطع من الأثاث الذي نجا من الهدم واستطاع وضعه في الخيمة، كل ذلك ما تبقى لعائلة عبده.
وقال عبده معقبا على هدم بيته: "مش رح أطلع من القدس، هاي بلدنا ورح نضل فيها، لو بظل ساكن في خيمة طول العمر، وسياسات الاحتلال ما رح تجبرنا نترك المدينة".
مأوى للعائلة
يلبس أطفال عبده معاطفهم وينفخون بأيديهم، يحاولون طرد البرد الذي غزا خيمتهم وحياتهم، وجعلهم بلا مأوى.
ورغم ذلك الفقد الذي فقدته العائلة، إلا أن "كلبا" أوى إلى باب خيمتهم هاربا من المطر والبرد، فابتسم الأطفال رغم قساوة المشهد، وآووا الكلب مرحبين به.
ورغم كل القساوة والمعاناة التي تتكبدها العائلة، إلا أنها تصر على الثبات قولا وفعلا في صمودها على أرضها وفي منزلها حتى لو كان ركاما.
وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد أجبرت المواطن فواز عبده، بهدم منزله مساء الاثنين الماضي 30/11، في حي المدارس من جبل المكبر.
وجاء هدم منزل عائلة عبده رغم أنه قد بناه قبل أكثر من 5 سنوات، ويعيش هو وأسرته المكونة من 6 أفراد في المنزل البالغة مساحته 100 متر مربع.
ولطالما اضطر المقدسي فواز عبده من جبل المكبر إلى النوم أمام منزله المهدد بالهدم من قبل قوات الاحتلال تحسبًا لأي عملية هدم قد تنفذها جرافاته.
وفي الثلاثين من تشرين الثاني، اقتحم الاحتلال منزل عبده وهدده بأنه في حال لم يتم هدم المنزل خلال 24 ساعة، ستقوم بلدية الاحتلال بهدمه فوق رؤوسهم وعلى أثاث المنزل، دون اكتراث لهم، وسيتم مخالفته بـ100 ألف شيقل في حال عدم التنفيذ.