الاعتداء على كنيسة الجثمانية.. نهج ثابت للاحتلال بحقّ المقدّسات المسيحيّة في القدس

تاريخ الإضافة الإثنين 7 كانون الأول 2020 - 3:56 م    عدد الزيارات 1339    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق

        


براءة درزي - موقع مدينة القدس l  شهد يوم الجمعة 2020/12/4 محاولة مستوطن متطرف إضرام النار في كنيسة الجثمانية بعدما تسلل إليها وسكب مادة مشتعلة على المقاعد وأشعلها. أحبطت يقظة حارس الكنيسة وعدد من المقدسيين كانوا في المكان اكتمال الجريمة وأخمدوا النار قبل أن تلتهم المقاعد وتتوسّع دائرتها، فيما تمكّن الحارس من الإمساك بالمستوطن وسلّمه لشرطة الاحتلال التي استدعيت إلى المكان.

 

ووفق تقرير لقناة "كان" العبرية، فإنّ المستوطن قال في اثناء استجوابه إنّه أراد إحراق الكنيسة "لأنّ المسيحيين قتلوا اليهود في المحرقة والشتات".

 

جريمة قديمة متجدّدة

 

تأتي هذه الجريمة مع اقتراب الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة لتستحضر معها سلسلة من جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحقّ المقدسات المسيحية عبر السنوات الماضية، وهي جرائم تبدأ بخطّ العبارات المسيئة إلى الدين المسيحي على جدارن المقدسات مرورًا بالاعتداء على المقابر وليس انتهاء بمحاولات إحراق الكنائس والأديرة. ففي عام 2018، على سبيل المثال، عمد مستوطنون إلى تكسير صلبان وشواهد العديد من القبور في مقبرة مسيحيّة في بيت جمال غرب القدس المحتلة، وهي مقبرة تابعة لدير الرهبان السالزيان. وفي كانون ثانٍ/يناير 2016، خطّ مستوطنون شعارات معادية للمسيح والمسيحية على جدران وأبواب كنيسة "رقاد السيدة العذراء" شرق القدس المحتلة، وكان مخرّبون أضرموا النار بقرب الكنيسة عام 2015، كما كتب متطرفون شعارات معادية للمسيحية على جدارن الكنيسة عامي 2012 و2013. وفي شباط/فبراير 2015، أضرم مستوطنون النار في الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بالقدس، والقائمة تطول.

 

وكان الحاخام بنتسي غوبشتاين، الذي يرأس منظمة "لاهافا" المتطرّفة، أعلن عن تأييده لحرق الكنائس، وأشار إلى أنّ المسيحيّة نوع من أنواع الوثنية، ويجب محاربتها ومنع انتشارها.

 

اعتداءات برعاية رسميّة

 

اعتداءات المستوطنين بحقّ المقدّسات المسيحية لا تتمّ من دون رعاية حكومية إذ إنّ أجهزة الشرطة والقضاء تتساهل مع المتورّطين في هذه الجرائم، وتتغاضى عنهم، أو تحاكمهم صوريًا ولا تلبث أن تفرج عنهم. وفي جريمة الاعتداء على كنيسة الجثمانية، قالت شرطة الاحتلال إنّ التحقيقات الأولية بيّنت أنّ "خلفية العمل جنائيّة، ولا علاقة لها بمعتقدات قوميّة أو إيديولوجية"، وقالت الشرطة إن المستوطن له سوابق جنائة ومشاكل نفسية، وهذا ما يعكس محاولة الاحتلال توفير غطاء لإطلاق سراحه بذريعة أنه معتوه.

 

وتعدّ جرائم المستوطنين امتدادًا لجرائم دولتهم التي قامت على القتل والنهب والتنكيل، ثمّ سرقت أراضي الأوقاف المسيحية لتقيم عليها مؤسساتها الرسمية مثل "الكنيست" والمحكمة العليا ولا تزال جرائمها مستمرّة إلى اليوم، وهو ما نشهده خصوصًا في الأعياد المسيحية، لا سيّما الفصح، إذ تحول سلطات الاحتلال القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية مع نشر قوّات وحواجز عسكرية في أزقّتها وتطويق كل مداخلها والتضييق على الوافدين إلى كنيسة القيامة. ولا تزال الأزمة التي تسبب بها الاحتلال عام 2018 على خلفية فرض ضرائب على كنيسة القيامة، وإغلاق الطوائف المسيحية الكنيسة حينذاك رفضًا للقرار حاضرة كشاهد بارز على استهداف الاحتلال المقدسات المسيحية وأهلها.

 

مواقف مندّدة ومطالبة

 

دان الأردن محاولة مستوطن حرق كنيسة الجثمانية في شرق القدس المحتلة مطالبًا باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، إنّ "المملكة وانطلاقًا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ستواصل دورها في حماية ورعاية المقدسات". وشدد على رفض بلاده "استهداف المقدسات والاعتداء على الكنائس في القدس، أو سلطاتها، أو ممتلكاتها، أو عقاراتها، أو حقها في إدارة شؤونها وفقا للقانون الدولي والوضع القائم".

 

واستنكر وزير شؤون القدس فادي الهدمي الجريمة داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعًا لتوفير الحماية الدولية لشعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

 

وأكد بيان صادر عن الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس أن هذا العمل الجبان يعبر عن تجرّؤ عناصر متطرفة من سوائب المستوطنين الحاقدين تغذيها سياسات احتلالية متطرفة تهدف إلى حرق المنطقة بأسرها عبر الاعتداء على المقدسات وأماكن العبادة، وقال البيان إنّ المسؤول عن الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية هو الاحتلال الذي أعطى ضوءًا أخضر لهذه القطعان بالاستمرار بجرائمها، وخير دليل على ذلك هو الإجراءات الرسمية الهزيلة التي تنتهج بحق هؤلاء المجرمين.

 

أمّا المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذوكس في مدينة القدس المحتلة فقال: "إن سلطات الاحتلال تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة كونها موجودة في منطقة حساسة ومقابلة للمسجد الأقصى وفيها دائمًا قوات كبيرة من الشرطة، وهي من تتحمل المسؤولية عن الاعتداء والجرائم سواء على المساجد والكنائس".

 

وقال بيان صادر عن مؤسسة القدس الدولية إنّ هذه الجريمة شجّعت عليها حكومات اليمين الإسرائيليّة، والصمت الدوليّ، والتطبيع، وأكّد البيان أنّ الذي يحمي القدس، وأهلها المقدسيين، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من هجمات المستوطنين المتطرفين، وسياسات الاحتلال الإسرائيليّ الجائرة، هو وقوف المقدسيين خصوصًا، والفلسطينيين عمومًا، بكلِّ صلابةٍ وعزيمة في وجه الاحتلال ومستوطنيه، وابتكار أساليب خلّاقة للتصدي لقطعان المستوطنين، بما في ذلك تشكيل لجان شعبيّة لحمايةِ المقدسات، والممتلكات الفلسطينية، وتوفير الدعم الكامل للمقدسيين، وملاحقة الاحتلال الإسرائيليّ في كلِّ المحافل الدولية المتاحة، سواء على المستوى الدبلوماسيّ، أو القانونيّ، أو غير ذلك من أشكال الضغط، والمحاسبة، والمواجهة.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »