فلسطينيو أوروبا والقدس.. لم يزدهم البعد عنها إلا شوقاً إليها

تاريخ الإضافة السبت 12 أيلول 2015 - 5:28 م    عدد الزيارات 3982    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، التفاعل مع القدس

        


 علاء عبد الرؤوف
هي القدس التي لم يزدهم البعد عنها إلا شوقاً إليها، هذا هو حال الآلاف من الفلسطينيين الذي وصلوا إلى أوروبا طواعية أو كراهية، فرفاهية أوروبا وحضارتها المدنية لم تؤثر في تلك الأشواق، بل زادتها قوة، وزادتهم تمسكاً بعاصمة وطنهم، وبقبلة إسلامهم الأولى.


ترى صورة المسجد الأقصى تتصدر زينة منازلهم، تماماً كما تزين أحاديثهم وأفكارهم، التي لطالما اجتمعت لوصف تلك اللحظة التي يتوق إليها معظم اللاجئين في أوروبا، أي لحظة الحصول على جواز السفر الأوروبي، فتراهم بعدها يقارنون بين أسعار بطاقات الطائرات وأموراً أخرى متعلقة بالسفر إلى القدس.
فعلى العكس من جميع الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا، التي تختلف أولوياتها حول وجهة السفر بعد الحصول على الجواز الأوروبي -ذي الصلاحيات الواسعة بدخول معظم بلدان العالم- فإنك ترى معظم فلسطينيي أوروبا تتوجه رغبتهم بالسفر بعد حصولهم عليه، إلى القدس والمسجد الأقصى.


فلسطينيو أوروبا عندما يبددون آمال الاحتلال..
يرى فريق كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى أوروبا أن الاحتلال الصهيوني أسهم بشدة بإجبارهم على الرحيل إلى أوروبا.. بعد تهجير أهليهم من موطنهم إلى دول الشتات، في محاولة منه للتخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين وإبعادهم قدر الإمكان عن وطنهم فلسطين، ظناً منه أن إغراءات أوروبا ستكون كافية لشطب فلسطين وعاصمتها من عقول آلآف الفلسطينيين وقلوبهم.

الأمر الذي استطاع الفلسطينيون تحويله إلى صالحهم، ليس ذلك وحسب، إنما تحول فلسطينيو أوروبا أيضاً إلى سفراء لشعبهم وقضاياه، فأخذوا بفضح الاحتلال في المحافل الأوروبية، الرسمية منها والشعبية.
بل وسخروا أيضاً جميع الامتيازات التي حصلوا عليها من دول اللجوء الأوروبي لخدمة قضيتهم، فترى من منعته سلطات الاحتلال من زيارة فلسطين، تراه يدخل إلى القدس منتصراً على سياسة الاحتلال بالإبعاد والإلهاء عن القدس وفلسطين.

 

الجدل حول زيارة القدس المحتلة..
كثيراً ما وقع جدل ونقاشات حادة حول حرمة زيارة القدس تحت حكم الاحتلال، فاعتبر كثير من العلماء أن زيارة العرب والفلسطينيين اللاجئين في الدول العربية للقدس تشكل تطبيعاً مع الاحتلال، الأمر الذي تؤيده شريحة واسعة من الفلسطينيين والعرب، لكن يرى فلسطينيو أوروبا أنفسهم مستثنون من تلك الفتوى، كونهم لا يحتاجون إلى الذهاب إلى سفارات الاحتلال، بالإضافة إلى أن زيارتهم أو عدمها لم تؤثر على علاقة البلدان الأوربية مع الاحتلال.


محاذير وشروط وأعراف الزيارة..
هي ليست شروط قانوينة أو ملزمة لكنها أصبحت كعرف اتُفق عليه بين من يزور فلسطين بشكل عام ومن يزور القدس بشكل خاص، حيث من المحرَّم على الفلسطيني شراء منتجات الاحتلال أو التعامل مع شركاته السياحية، أو السماح للمستوطنيين بالاستفادة المادية من زيارة الفلسطينيين إلى القدس، ويقابل ذلك ضرورة الشراء وبأكبر قدر ممكن من المحلات الفلسطينية، خاصة الأسواق الشعبية في القدس، يضاف إلى ذلك زيارة أعلام القدس وخاصة المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى لتقديم الدعم المعنوي لهم، وتشجيعهم على دورهم الرائد في الأقصى.


سفيراً للأقصى بعد عودتك..
يحرص معظم فلسطينيي أوروبا خصوصاً من يتقنون اللغات الأوروبية، على نشر صورهم في الأوساط المحيطة بهم، وذلك للتأكيد على زيف الرواية الصهيونية التي تتركز على أن فلسطين أرضاً بلا شعب، لشعب بلا أرض.

فكم من صورة أحرجت اللوبي الصهيوني في هذا البلد أو ذاك، خصوصاً تلك الصور التي يصورها الفلسطينيون أمام منازلهم الحقيقة قبل عام 1948، والتي تؤكد حقهم في أرضهم، وأن الاحتلال ليس له أية جذور في فلسطين، وأن لفلسطين أهل لها أجبرهم الاحتلال على تركها تحت تهديد المجازر الجماعية والاغتصاب والقتل.
فترى الفلسطيني عندما يعود من فلسطين أو زيارته إلى الأقصى يتحول إلى سفير للأقصى فيتحدث لأبناء الغرب عن المعلومات التاريخية للقدس، وعن حق أهلها فيها، وعن المعاناة الإنسانية التي يعاني منها أهالي القدس، من تضييق عليهم في المساكن، ومصادرة أجزاء منها، وحرمان أطفالهم من حقوقهم في التعليم واللعب والحياة الكريمة البعيدة عن الرصاص والاعتقال.

 

المزيد من الجهود ورص الصفوف لمواجهة اللوبي الصهيوني في أوروبا..
هكذا هم أصحاب الحق، أبناء فلسطين، مهما تغيرت ظروفهم وتبدلت أحوالهم، تراهم يُسخِّرون الظروف والإمكانات التي حولهم للتعريف بقضيتهم، ونصرة مقدساتهم وأهلهم الذين يعيشون تحت الاحتلال، فبهم وبصدقهم تتحول أبعد البلدان عن فلسطين والأقصى إلى ساحة لمعركة تاريخية ثقافية، تدور بينهم وبين اللوبي الصهيوني في البلدان التي يعيشون فيها، فتراهم يحاربون لوبي من أقوى اللوبيات في أوروبا من حيث الدعم المادي والإعلامي، بكلمة حق وصورة صادقة تصل إلى قلوب العشرات من الأوروبين الذين باتوا يدركون يوماً بعد يوم حجم التضليل والخداع الذيَن تعرضوا لهما من قِبل الماكينة السياسية والإعلامية للاحتلال.
لكن وبالرغم من ذلك، فإن العمل الفلسطيني في أوروبا لا يزال بحاجة إلى المزيد من رص الصفوف ودعم الأدوات وتطوير الخبرات، حتى يتمكن الفلسطينيون في أوروبا من فضح الاحتلال، خصوصاً فيما يتعلق بالقدس والأقصى، فالتركيز على البعدين التاريخي والإنساني لقضية القدس يعد من أولى أولويات الخطاب الفلسطيني الموجه للشعب الأوروبي، الذي لا تؤثر فيه السياسة بمقدار تأثير القصص الإنسانية، والروايات التاريخية الموثقة بالمراجع العالمية. وعلى الفلسطينيين بكافة أطيافهم ومؤسساتهم في أوروبا عدم اغفال المسؤولية الملقاة على كاهلهم في تحريك الشارع الأوروبي للضغط على السياسيين الأوربيين الداعمين للاحتلال.

 

 

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »