مؤسسة القدس الدولية تصدر كتاب "أورشليم في العهد القديم والقرآن الكريم دراسة مقارنة"
الجمعة 19 شباط 2021 - 8:35 ص 2271 0 أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة |
أصدرت مؤسسة القدس الدولية كتاب "أورشليم في العهد القديم والقرآن الكريم دراسة مقارنة" من تأليف د.عمر جعارة، يتناول فيه مكانة أورشليم في العهدي المذكورين، وحاول الإجابة عن تاريخ مدينة القدس ومتى بدأ الاهتمام فيها، وهل مدينة داود العهد القديم، هي مدينة الإسراء والمعراج؟.
وقسم د. جعارة كتابه إلى مبحثين، المبحث الأول: أورشليم في العهد القديم، تتبع فيه الكاتب الأصاحيح كافة التي ذكرت أورشليم في العهد القديم، والمبحث الثاني: أورشليم في القرآن الكريم، تتبع فيه الكاتب الآيات كافة التي ذكرت المدينة في السور القرآنية.
وأكد الباحث أن تأخر ذكر أورشليم في العهد القديم حتى السفر السادس، هو سفر يشوع بن نون، وبهذا خلت الأسفار الخمسة من ذكر أورشليم، وهذه الأسفار تعرف بأسفار موسى الخمسة؛ وهذا يعني عدم وجود صلة ما بين شخصيات الأسفار الخمسة وأورشليم، هذه الشخصيات في الأسفار الخمسة الأولى هم الآباء الأوائل للكتاب المقدس، والمتكون من العهد القديم والعهد الجديد، وبهذا لا توجد صلة بين نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وأورشليم، ما عدا حادثة قيام إبراهيم العهد القديم بجمع الحطب من أجل حرق إسحاق بعد ذبحه على جبل المريا، وجبل المريا، والتي يكتب خطأ جبل الموريا ليس بأورشليم، وليس من جبال أورشليم، وإنما هو حسب اعتقاد السمرة وهيمانوت في نابلس وليس في أورشليم، ولم ترقد أجسامهم أورشليم لا أحياء ولا أموات، لأن أورشليم بعيدة عن نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وهارون، كما بعدت أورشليم من أصاحيح الأسفار الخمسة الأولى.
وأوضح الباحث أن القدس مفردة من مفردات هيكل سليمان العهد القديم، وعندما نقول القدس في العهد القديم نعني الجزء المقدس في هيكل سليمان، تمامًا مثلما نقول المنبر في مساجد المسلمين، وبهذا تكون القدس ليست من دلائل أورشليم المدينة، حيث أورشليم المدينة الأمورية الحثية اليبوسية مدينة الملك أدوني صادق أسبق بزمن طويل من زمن بناء سليمان لهيكله، فأورشليم مدينة الأسوار والأبواب مدينة تاريخية، والقدس في الهيكل حادث طارئ لا وزن له عند نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون ويشوع وشاول؛ لأن القدس جزء من الهيكل وليست جزءًا من أورشليم، والقدس دالة على مكان عبادة سليمان، وليست دالة على أورشليم المدينة. فالقدس، والمقدس، وقدس الأقداس مفردات عبادية في الهيكل وليست مفردات المدينة الأمورية الحثية اليبوسية.
واعتبر الباحث أن القدس تعني المكان المقدس في الخيمة، والمكان المقدس الذي وضع سليمان فيه تابوت عهد الرب، وتابوت العهد أقدس مقدسات العهد القديم، لأنه يحتوي أحجار التوراة، فأقدس المقدسات الاعتقادية للعهد القديم لا يوضع إلا في مكان القدس المقدس، ومنذ سليمان صبغت أورشليم بصبغة القدس؛ إذ أصبحت القدس تعني أورشليم وأورشليم تعني القدس، والحقيقة أنه في أسفار العهد القديم لا توجد صلة ما بين أورشليم والقدس؛ لأن هارون أمر ألّا يدخل كل وقت إلى القدس، وموسى وهارون لم يدخلا فلسطين كنعان أصلًا. ولم يذكر قدس هيكل سليمان إلا في وقت متأخر جدًّا عن الآباء الأوائل الكبار، وذلك لأن الفرق واسع وشاسع ما بين المدينة أورشليم وجزء معين في هيكل سليمان، فعندما نقول القدس نعني الجزء المقدس في الهيكل أو في الخيمة، وعندما نقول أورشليم نعني مدينة الأسوار والأبواب، ولا مقارنة ما بين المدينة والقدس الجزء المقدس في هيكل سليمان أو الخيمة، ويكفي إدراكًا لقارئ العهد القديم أن الآباء الأوائل من نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون ويشوع وشاول لا صلة لهم بأورشليم ولا صلة لهم بالقدس، لأنهم لا يعرفون أورشليم ولا يعرفون هيكل سليمان.
وفي المبحث الثاني، أكد الباحث أن أُورشليم والقدس غابتا من القرآن الكريم، وأُورشليم والقدس ليستا أسماء دالة على مدينة الأقصى، فغابت أورشليم والقدس من القرآن الكريم، وحضرت مدينة المسجد، مدينة الأقصى، كأسماء دالة على مدينة الأسوار والأبواب.
وجاء في الكتاب:" أورشليم التي وردت في المبحث الأول بصفاتها وأحوالها، والتي وردت في العهد القديم لا وجود لها في القرآن الكريم، وكذلك القدس لا تمت بصلة بالقدوس ولا بالروح القدس، لأن القدوس اسم من أسماء الله الحسنى، واسم الجلالة لا يعني مدينة بأي حال من الأحوال، وكذلك الروح القدس، والذي هو اسم لملك من ملائكة الله القدوس لا صلة له بالمدن والقرى، وإنما صلته ثبتت بسيدنا عيسى بن مريم، وبقلب رسول الإسلام الأخير، وهو جبريل الأمين، وبهذا تكون مدينة الأقصى ليست مدينة الله القدوس، ولا مدينة الروح القدس".
وأشار الباحث إلى أن القرآن الكريم بارك وقدس ثلاثة أماكن في الأرض العربية لا رابعة لهم، المسجد الحرام بمكة في الجزيرة العربية، والمسجد الأقصى الشريف في فلسطين المباركة، والواد المقدس طوى في شبه جزيرة سيناء.
وأضاف:" بوركت مكة في قلب الجزيرة العربية، بسبب وجود مسجد البيت العتيق، وبوركت مدينة الأسوار والأبواب، بسبب وجود المسجد الأقصى، وبوركت سيناء وطورها، بسبب الواد طوى، لهذا تباركت وقدست أم القرى مكة، ومدينة الأقصى، بسبب وجود المسجدين، وربط الله المسجدين والمدينتين، فأول مسجد وضع للناس والبشرية المسجد الحرام، وثاني مسجد وضع للعالمين الذي بمدينة الأقصى، وبارك الله حولهما تمامًا بمساحة حرم البيت العتيق نفسها من حيث الطول والعرض، ومساحة تبريك ما حول المسجدين لا يشمل دمشق ولا يشمل الطائف".
وختم الباحث في كتابه أن أورشليم والقدس مفردات عهد قديم، لا تصلح لإطلاقها على مدينة الأقصى، مدينة الإسراء، مدينة الأسوار والأبواب، مدينة طالوت مدينة إيلياء زمن الفاروق الخطاب، وأن المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع للناس بعد المسجد الأول في مكة حسب ما هو ظاهر في القرآن الكريم، وبخاصة سورة الإسراء، وأن مدينة الأقصى، مدينة الإسراء، مدينة الأسوار والأبواب مدينة مباركة للأبد، لا تلعن ولا تدمر بأيدي المسلمين، كما لعنت ودمرت بأيد معتنقي العهد القديم.