فعاليات اليوم الأول من مؤتمر (متحدون ضد التطبيع)
الإثنين 22 شباط 2021 - 10:14 ص 1342 0 أبرز الأخبار، مواقف وتصريحات وبيانات، التفاعل مع القدس، التطبيع خيانة، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق |
كمال الجعبري – خاص موقع مدينة القدس
انقضت مساء أول أمس السبت، 21 شباط 2021، أعمال اليوم الأول من المؤتمر العربي العام (متحدون ضدّ التطبيع)، الذي عُقد عبر منصة zoom، بمشاركةٍ من العديد من الشخصيات الوطنية والمؤسسات والهيئات العربية المهتمة بالقضية الفلسطينية وقضايا الأمة.
افتُتِح المؤتمر بكلمةٍ من المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، الحقوقي المغربي، خالد السفياني، الذي أكدّ بأنّ مؤتمر (متحدون ضدّ التطبيع) ليس مؤتمراً خطابياً، بل إنّه يأتي في سياق توحيد جهود الأمة من أجل مجابهة التطبيع، والبحث في سبل دعم القضية الفلسطينية، ومقاومتها.
في بداية المؤتمر تحدث ممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ بدأ الحديث، إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي أشار إلى أنّ ضرب الوعي لدى بعض الشعوب العربية، قدّ أسس لموجات التطبيع الحالية، وقال هنية: " جاءت موجات التطبيع العربية الحالية كاشفةً عن مدى الاختراق الإسرائيلي لعددٍ من النخب في الدول العربية، بما فيها النخب الحاكمة "، وفي الحديث عن سبل مواجهة التطبيع، قال إسماعيل هنية، أنّ هناك 4 سبل رئيسية لمواجهة التطبيع، وهي: المقاومة بكل أشكالها، وتأسيس مشروع وطني فلسطيني، خارج إطار أوسلو، وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الشراكة بين مكونات الأمة.
ومن بعد مداخلة إسماعيل هنية، تحدث الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الذي قال: " فلسطين حيةٌ بأبنائها ومجاهديها، حيةٌ بتضحياتهم، التي أبقت شعلة الحق الفلسطينيّ المشروع، مضيئةً ومستمرة ".
وأضاف قاسم: " أراد الغرب وأمريكا تثبيت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ليزرع غدةً سرطانيةً تسيطر على المنطقة، وتكون أداةً للمشروع الاستعماري السياسي والثقافي والتربوي والاقتصادي في منطقتنا ".
وتحدث الشيخ نعيم قاسم عن عدة نقاطٍ أساسية في مواجهة التطبيع، وهي: يجب على الشعوب العربية، تأسياً بالشعب الفلسطيني الذي أسقط صفقة القرن بموقفه الموحد، أن تسقط أثار التطبيع في بلدانها، من خلال رفض التطبيع بكل الوسائل المتاحة، ومن أجل مجابهة التطبيع لا بد بأنّ تتوحد الأمة بكل مكوناتها في محورٍ مجابه للمحور الأمريكي – الإسرائيلي.
عقب ذلك قدّم القيادي في حركة فتح، وعضو المجلس الثوري في حركة فتح، عزام الأحمد، كلمته التي تحدث خلالها عن موجات التطبيع الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في إطار رؤيته لصفقة القرن، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وتابع الأحمد: " استغل ترامب بناء بعد الأنظمة العربية لعلاقاتٍ مع الاحتلال، على كافة الصعد، منذ 15 عاماً، من أجل فرض رؤية تصفية القضية الفلسطينية، على الشعب الفلسطيني ".
وأضاف عزام الأحمد: " يجب علينا أن ننزل على الأرض من المحيط للخليج لكي نقنع كل الأمة بكل مكوناتها بمخاطر التطبيع على الشعوب والبلدان العربية، وأنّ تلك الموجات من التطبيع تخدم المشروع الاستعماري الأمريكي – الإسرائيلي، الذي يريد نهب الأمة ومقدراتها ".
واصل الحديث، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، الذي دعا جميع الفلسطينيين إلى الوقوف سدا منيعا أمام المؤامرات والمخاطر التي تحيط بهم وتتوالى عليهم يوما بعد يوم، خاصة فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال النخالة: " ينعقد مؤتمرنا هذا في ظروف عربية ودولية أكثر تعقيدًا، وأكثر تهديدًا، من أي وقت مضى على العالمين العربي والإسلامي، حيث نشهد حالة من الانكسار أمام المشروع الصهيوني لم يسبق لها مثيل، وانحيازًا لا يخفى على أحد، بلغ حد التحالف بين المشروع الصهيوني ومجموعة من الأنظمة العربية التي انحازت للعدو، واعتبرته حليفًا وحاميًا لها من أوهام افتعلتها، متجاوزة احتلال فلسطين ومقدساتها ".
وأضاف النخالة: " برغم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وفي ظل أقسى الظروف، استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تحدث هذا الاختراق الكبير في الصف العربي، وقد تمثل ذلك في حملة التطبيع التي شاركت فيها بعض الدول العربية، إضافة للدول التي عقدت اتفاقيات مع العدو سابقًا، في محاولة لمحاصرة المقاومة في المنطقة، ولتصبح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني مطلقتي اليد في تغيير الجغرافيا، وكتابة ملامح التاريخ القادم لمنطقتنا ".
وأعرب زياد النخالة عن ثقته بأن الشعوب العربية والإسلامية التي قدمت التضحيات من أجل فلسطين، ومن أجل القدس، على مدار أكثر من قرن، تدرك أن ما يجري اليوم هو مؤامرة على أرضها ودينها وتاريخها وتضحياتها.
وخلال كلمات ممثلي المقاومة الفلسطينية، تحدث أبو أحمد فؤاد، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث أشار فؤاد إلى أنّ موجة التطبيع العربية – الإسرائيلية الأخيرة وخطورتها، وأنها ليست كسابقتها من الموجات التطبيعية التي دخلت فيها أنظمةٌ عربيةٌ باتفاقياتٍ مع الاحتلال الإسرائيلي، فهي اتفاقياتٍ ذات طابع أمني وعسكري واقتصادي، وسياسي، وهي اتفاقياتٌ عدوانية تستهدف الشعب الفلسطيني.
وأكدّ أبو أحمد فؤاد على أنّ الشعب الفلسطيني، وكما أفشل كل المؤامرات السابقة لتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية، فسيفشل هذه المؤامرة، ودعا فؤاد لتكاتف الجهود من أجل إفشال هذه المؤامرة الجديدة، التي تشترك فيها أنظمة: الإمارات، والبحرين، والسودان والمغرب.
أما طلال ناجي، الأمين العام المساعد، للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، فقد تحدث عن أنّ عمليات التطبيع العربي – الإسرائيلية الأخيرة قدّ تمت بتوجيهٍ مباشرٍ من الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب)، من أجل التفريط بكافة حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، في فلسطين، والقدس، والجولان.
وأكدّ ناجي على وجود إجماع فلسطيني شامل بين كافة الفصائل الفلسطينية، داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وخارجها، برفض التطبيع العربي – الإسرائيلي، وموجاته الأخيرة.
وختم طلال ناجي مداخلته مخاطباً الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال: " أمامكم فرصة لترك تلك الاتفاقيات التطبيعية، فالعدو الصهيوني يسعى لتوريطكم بحروبٍ لستم بحاجةٍ لها، وستدفعون ثمنها أنتم لا هو، ويسعى لاستنزاف ثرواتكم ".
وبعد حديث ممثلي الفصائل الفلسطينية، وحركات المقاومة، تحدث ثلةٌ من الناطقين باسم المؤسسات والأحزاب والائتلافات العربية، وبدأ التحدث منهم، الشيخ حميد الأحمر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، ورئيس رابطة برلمانيون من أجل القدس، الذي أكدّ على أنّ الشعوب العربية، ومن يمثلها، ترفض التطبيع وتحالف الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الأحمر: " إنَّ رفضَ التطبيعِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ ليس موقفًا سياسيًّا فقط، بل هو في الوقتِ نفسِه موقفٌ أخلاقيٌّ، ودينيٌّ، وثقافيٌّ، واجتماعيٌّ، لأنَّ التطبيعَ لا يقتصرُ خطرُه على الجانبِ السياسيِّ فقط، بل يتعدّى ذلك إلى اختراقِ ثقافةِ أمتنِا، وضربِ نسيجِها الاجتماعيِّ، وتلطيخِ قيمِها وتقاليدِها الطيبةِ بعارِ الخيانةِ والتحالفِ مع العدوِّ القاتلِ الظالمِ ضدّ الأخِ المظلومِ ".
وختم الشيخ عبد الله الأحمر مداخلته بالحديث عن موقف مؤسسة القدس الدولية من موجات التطبيع الأخيرة، وقال: " لن نقفَ متفرِّجين على محاولاتِ إلحاقِ العارِ بشرفِ أمتِنا، ولن نسمحَ بنجاحِ هذا الانقلابِ على قيمِ أمتِنا، وثوابتِها، وحقوقِها، وثقافتِها، وهو انقلابٌ يأتي بثوبِ التطبيعِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ، ولن نتوانى عن بذلِ كلِّ الجهودِ لعزلِ مسارِ التطبيعِ، وإسقاطِه، ونبذِ عرّابيه، وتجريمِه، وتقديمِ منْ ينادي به إلى العدالةِ الشعبيةِ التي لا بدَّ أنْ تأخذَ مجراها، وسنبقى على عهدِ القدسِ، وعهدِ فلسطين، وعهدِ وَحدةِ الأمةِ وكرامتِها نعمل ونقول: "متّحدون ضدّ التطبيع ".
شاركت ثلةٌ من علماء الأمة بكلماتٍ ضمن اليوم الأول من مؤتمر (متحدون ضدّ التطبيع) إذ تحدث الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، وأمين المنبر في كلمته عن أهمية فضح وكشف مخططات التطبيع العربية – الإسرائيلية.
وقال الشيخ صبري: " إنّ ما يجري اليوم من اتفاقياتٍ للتطبيع، إنما هو تحالفٌ صهيونيٌ – أمريكي بأدواتٍ عربية، لضرب نهضة هذه الأمة، ومن أجل إيصال الاحتلال إلى الأقصى المبارك، وهذا هو الهدف الذي يطرح من أجله ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، الذي ما هو إلا افتعالٍ وهمي لفرض سيطرة الاحتلال على الأقصى ".
وأضاف الشيخ عكرمة: " نؤكد أن من يؤمن ويقتنع بهذه الاتفاقيات، يتنكر للرواية الإسلامية، والتاريخ الإسلامي، تاريخ عمر بن الخطاب، وأبي عبيدة رضي الله عنها، ومن هنا نعلن أنّ لا يجوز لأيّ مسلم أو عربي أن ينحرف ببوصلته عن القدس ".
وختم الشيخ عكرمة صبري مداخلته، بالحديث النبوي الشريف، الذي رواه الصحابي ذو الأصابع التميمي، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يقول: " يا رسول الله، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟ قال: "عليك بالبيت المقدس، فلعله ينشأ لك بها ذرية، يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون".
عقب مداخلة الشيخ عكرمة صبري، تحدث الشيخ علي قراداغي، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، الذي قال بأنّ دعم الشعب الفلسطيني وصموده، هو واجبٌ شرعي، وتحرير الأرض المحتلة مهمةٌ مقدسة يجب أن تشارك فيها كل مكونات الأمة، ولا تتم هذه المهمة إلّا بتوحد جهود الأمة الإسلامية برفض التطبيع.
وقال الشيخ قراداغي: " إنّ التطبيع مع الاحتلال الصهيوني خيانةٌ لله ولرسوله، وخيانةٌ في حق من جاهد واستشهد في سبيل تحرير القدس والدفاع عنها ".
ودعا الشيخ علي قراداغي في نهاية مداخلته الأمة العربية والإسلامية لبذل الغالي والنفيس من أجل العمل على مشروع تحرير فلسطين المحتلة، وتقديم كافة أشكال الدعم لكل من يقاومون الاحتلال في فلسطين ".
وتتواصل فعاليات المؤتمر، اليوم الأحد، بمشاركة 500 شخصية من كافة الأقطار العربية، عبر تطبيق "زووم" ويمثلون معظم مكوّنات الأمة وتياراتها الفكرية والسياسية الملتزمة بقضية فلسطين ونهج المقاومة والمناهضة للتطبيع.