عامان على هبّة باب الرحمة.. ثبات يحصّن الإنجاز

تاريخ الإضافة الإثنين 22 شباط 2021 - 1:10 م    عدد الزيارات 1592    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين، المسجد الأقصى، التفاعل مع القدس، تقرير وتحقيق

        


براءة درزي - موقع مدينة القدس l  في مثل هذا اليوم قبل عامين دخلت جماهير القدس إلى مصلّى باب الرّحمة وأدّت صلاة الجمعة فيه لأول مرة بعد 16 عامًا من الإغلاق الذي فرضته سلطات الاحتلال وكاد يتحوّل إلى أمر واقع لولا أن تحرّكت الجماهير باتّجاه المبنى لتكسر القفل المثبت على بوابته، وتكسر معه قرار الاحتلال بإغلاقه.

 

وكان الإنجاز الذي حقّقته الإرادة الشعبية في هبة باب الرحمة صفعة للاحتلال الذي حاول بداية السيطرة على الوضع وتطويقه عبر التواصل مع الأردن والضغط باتّجاه إغلاق المصلى أوّ ادّعاء ترميمه ومن ثمّ تغيير وجهة استعماله. ولم يلبث الاحتلال أن صعّد من استهداف المصلّى، وذلك في إطار سياسته القائمة على تغيير الوضع القائم في الأقصى، ومن ضمنها تحديد وجهة استعمال المباني فيه.

 

"قبضة" الاحتلال تحاول كسر "قبضات" الجماهير

 

على مدى العامين اللذين تليا هبة باب الرحمة والإنجاز الذي تحقّق فيها، استمرّت محاولات الاحتلال "استرجاع" باب الرحمة، ولعلّ تلك المحاولات مرتبطة في جزء منها بسعي الاحتلال إلى التغطية على الخلل الذي ضرب حساباته في تهويد المنطقة الشرقية من الأقصى، بعدما كان ركن على مدى أعوام إلى أنّه وضع جزءًا من المسجد خارج قدرة الجماهير على الوصول إليه، وهو جزء مهمّ في مسار الاقتحامات، وتنظر إليه "جماعات المعبد" على أنّه نقطة انطلاق لفرض مخطط التقسيم المكاني للمسجد.

 

المشهد اليوم في باب الرحمة خصوصًا وفي الأقصى عمومًا تطغى عليه اعتداءات محمومة من الاحتلال للسيطرة على المكان بمكونّاته كافّة، من الاقتحامات وتصعيدها، وأداء المستوطنين صلوات تلمودية في المسجد لا سيما في المنطقة الشرقية، واستغلال جائحة كورونا لترسيخ واقع جديد، ومنع طواقم الإعمار من صيانة مرافق المسجد ومصلياته وإصلاحها، والتضييق على المصلين وتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم عند أبواب الأقصى، إلى الاعتداء على موظّفي الأوقاف، وعلى مقبرة باب الرحمة وتدنيسها بالاقتحامات، وغيرها الكثير من الاعتداءات التي تتمادى بما يشير إلى أنّ الاحتلال يعمل على أن تعلو قبضته على قبضة جماهير القدس ليحدّد من يدخل إلى المسجد ومن يصلي فيه، ومن يمنع من دخوله، وليتحكّم بالأبنية ووجهة استعمالها ويجرّد الأوقاف من دورها ويقوّض الوصاية الأردنية على الأقصى.

 

وقد رفد الاحتلال مساعيه إلى إغلاق باب الرحمة بمحاولة إجبار الأوقاف على إغلاق المصلى عبر قرارات قضائة، فسلمت شرطة الاحتلال أوقاف القدس قرارًا صادرًا عن محكمة الاحتلال بإغلاق المصلى، وكشفت الهيئات الدينية في القدس عن هذا التطور في بيان صادر في 2020/7/13، أكدت فيه رفض قرار المحكمة، وأنّ باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وهو للمسلمين وحدهم، ولا تنازل عن ذرة تراب منه علاوة على تأكيد رفض اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية لأنها ليست ذات صلاحية أو اختصاص.

 

وقد حذر خطيب المسجد الاقصى ورئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، عشية الذكرى الثانية لهبة باب الرحمة، من نيات مبيّتة لسلطات الاحتلال للانقضاض على مصلى باب الرحمة وإغلاقه بالقوة، وقال صبري إن الاحتلال يُواصل التضييق على المصلين لإبعادهم عن المصلى ليتمكن من الانقضاض عليه مرة أخرى"، مشددّا على أنّ المصلين مصرّون على إعمار المصلى والمسجد الأقصى رغم تضييقات الاحتلال. وتساءل عن هدف الاحتلال من الادعاء بأن مصلى باب الرحمة ليس مصلى مؤكّدّا أنّه حتى لو افترضنا أنّه ليس كذلك فهو جزء من الأقصى ولا يحقّ للاحتلال مدّ يده عليه، مؤكّدًا: "لن نُفرط بشبر وذرة تراب من الأقصى".

 

وقد أكد الخبير بشؤون القدس المحامي مدحت ديبة أنّ الاحتلال يعلم جيدًا أن المسجد الأقصى بُركان وفوّهته إغلاق مصلى باب الرحمة" مشيرًا إلى أنّ الاحتلال لا سلطان له على الأقصى، وأن دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن هي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية، مبينًا أنّه وفق القانون الدولي "لا سلطة للاحتلال على المسجد الأقصى بكلّ مكوناته، وما يتم فرضه وقاحة وصلف، ولا مكان له في القانون الدولي".

 

باب الرحمة في قلب الفجر العظيم

 

كانت هبة باب الرحمة حاضرة في الفجر العظيم بعدما انطلقت الحملة في القدس في كانون ثانٍ/يناير 2020، فكانت جماهير القدس حريصة على أن يكون باب الرحمة محطة بل ونقطة انطلاق في الفجر العظيم لتؤكّد مركزية المصلّى بالنسبة إلى الحملة بما تعنيه من مقاومة شعبية ضدّ محاولات التهويد التي يخوضها الاحتلال ليحكم سيطرته على المصلى والمسجد الأقصى عمومًا، وضدّ المحاولات التي تقودها "جماعات المعبد" للسيطرة على باب الرحمة ولإقامة كنيس في المكان.

 

وكانت هذه المزاوجة بين باب الرحمة والفجر العظيم مصدر قلق للاحتلال الذي عمل على إحباط الحملة، وملاحقة المقدسيين المشاركين فيها بحملات الاعتقال والملاحقة والإبعاد.

 

معركة مستمرّة

 

بعد عامين على هبة باب الرحمة، لا تزال المواجهة مستمرّة والمعركة لم تنتهِ، ومن الواضح أنّ الاحتلال سيتحيّن الفرص كي يعيد السيطرة على المبنى ويغلقه، أو أقله ليمنع تكريسه مصلى؛ وهذه المعركة هي نموذج مصغّر لحرب الاحتلال على الأقصى وعلى القدس عمومًا، وهو سيعمل جاهدًا ليمنع تكريس الإنجاز في هبة باب الرحمة لما يعنيه ذلك من تآكل في "قوة الردع" التي كان يظنّ أنّه امتلكها في مواجهة الإرادة الشعبية.

 

لقد كانت هبة باب الرحمة نموذجًا للإرادة الشعبية مثلما كانت هبة باب الأسباط قبلها بعامين، وكلاهما تأكيد لدور إرادة الجماهير في مواجهة مخططات الاحتلال وعرقلتها، ويبقى من المهمّ رفد هذه الإرادة ودعمها إذ لا يمكن ترك جماهير القدس ليخوضوا هذه المواجهة منفردين ويستفرد بهم الاحتلال ويستنزف صمودهم من دون أن تتكاتف معهم أطياف الأمة والأحرار حول العالم الداعمين للقضية الفلسطينية

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »