أطلقت الفعاليات الشعبية في الخليل والضفة الغربية دعواتٍ للتواجد البشري المكثف، للتصدي لاقتحام رئيس حكومة الاحتلال (بنيامين نتنياهو) لخربة سوسيا في مسافر يطا جنوب الخليل المحتلة.

وكان (نتنياهو) قد أعلن عن نيته اقتحام مسافر يطا، اليوم الأحد، 15 آذار 2021، للمشاركة في افتتاح موقع أثرى يتبع لإحدى المستوطنات القائمة فوق الأراضي الفلسطينية في المنطقة، وينوي (نتنياهو) تنفيذ هذا الاقتحام تحت اشراف وزارة السياحة والآثار في حكومة الاحتلال.

ودعا تجمع (شباب ضد الاستيطان) المواطنين والجهات المسؤولة للتواجد في سوسيا والوقوف إلى جانب أهلها للتصدي لهجمات المستوطنين واحتجاجًا على محاولات تهويد المنطقة.

وفي تصريحٍ خاص لموقع مدينة القدس، قال عيسى العمور، مؤسس تجمع (شباب ضد الاستيطان): " الاحتلال الاسرائيلي يستخدم املاك المواطنين الفلسطينيين كدعاية انتخابية، من خلال تقديم المسؤولين والمرشحين هدايا استيطانية لجلب الناخب اليميني لمعسكر نتانياهو ".

وأضاف العمور: " اقتحام (نتانياهو) لقرية سوسيا التاريخية اعتداءٌ على تاريخها وعلى هويتها الفلسطينية ويشجع المستوطنين المتطرفين على الاعتداء على أهلها في تلك المناطق "

وطالب عيسى العمور القيادة الفلسطينية بالتحرك فوراً بتقديم ملف تهويد قرية سوسيا التاريخية إلى محكمة الجنايات الدولية.

وتتعرض قرية سوسيا لحملة تهجير منذ سنوات طويلة، زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، إذ شملت هدم منازل ومنشآت واعتقالات وحملات إرهاب بحق المزارعين من أهلها.

وسوسيا، قرية فلسطينية تقع شرق بلدة يطا جنوب محافظة الخليل، ويعيش فيها قرابة 400 نسمة، يعتمدون على رعيّ المواشي واستصلاح عدة كروم من شجر الزيتون.

وتصنف أراضي قرية سوسيا ضمن المناطق (ج) حسب إتفاق أوسلو، وتقع ضمن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي المدنية والأمنية.

وأنشأ الاحتلال مستوطنة بذات اسم القرية، مغتصباً جزءً من أراضيها عام 1983 ويبلغ عدد سكان المستوطنة بحسب بيانات الموقع الإلكتروني لحركة (السلام الآن) الإسرائيلية، 1170 مستوطناً.

وفي عام 1986 طرد الاحتلال السّكان الفلسطينيين من بيوتهم القريبة من محيط المستوطنة، بعد أن أعلنت ما يسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال عن القرية الأصلية عن أنّ أراضي القرية حديقةٌ وطنيةٌ يقع في مركزها موقع أثري.

وارتفعت وتيرة التهجير والهدم وأعمال التجريف في الآونة الأخيرة، بعد الإعلان عن خطة الضم الإسرائيلية، والتي من المتوقع أن تستهدف كافة مناطق الضفة الغربية المصنفة ضمن مناطق (ج) بدرجة أولى.

ويحاول الاحتلال ومستوطنوه بشكل متكرر تهجير 16 خربة في مسافر يطا، تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب، ويقطنها نحو "2200" فلسطيني يصرون على الصمود والبقاء على أراضي جدودهم.