آذار/مارس 2021..
الفصح العبري موسم لتكثيف العدوان على الأقصى.. ومبادرة "الفجر العظيم" تستعيد زخمها
الخميس 1 نيسان 2021 - 11:56 ص 1337 0 أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق | تقرير الأقصى الشهري |
براءة درزي - موقع مدينة القدس l بدأ مساء 2021/3/27 عيد الفصح العبري الذي يستمر حتّى 2021/4/3، وعشية المناسبة دعت جماعات المعبد إلى اقتحامات حاشدة للأقصى فيما كانت وجّهت رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال قبل انتخابات "الكنيست" في 2021/3/23 تطالبه فيها بالسماح لها بتقديم قرابين الفصح في المسجد مقابل تأكيدها دعمها له في المحاكمة التي يخضع لها؛ ومطلب إدخال القرابين إلى الأقصى تسعى جماعات المعبد إلى تحقيقه منذ أعوام لارتباطه بمزاعمهم التلموديّة.
وفي سياق آخر، كانت مناسبة الإسراء والمعراج، في 2021/3/11، محطة أكّدت فيها جماهير القدس ارتباطها بالأقصى، فكان الحضور الحاشد في المسجد سدًّا في وجه الاقتحامات إذ اضطرت قوات الاحتلال لمنعها بسبب الوجود الإسلامي الكثيف في الأقصى. وعاد الزخم إلى حملة الفجر العظيم في ظلّ مشاركة أسبوعية واسعة على مدى شهر آذار/مارس المنصرم من أهالي القدس وضواحيها والداخل الفلسطيني المحتل رغم قيود الاحتلال وتضييقاته.
الفصح العبري.. موسم لتكثيف الاقتحامات وتصعيد العدوان على الأقصى
قبيل بدء الفصح العبري، نشر عدد من نشطاء المعبد صورًا لهم يحملون حيوانات بهدف إدخالها إلى الأقصى، إذ إنّ إدخال القرابين الحيوانية إلى المسجد من أهمّ ما تسعى إليه جماعات المعبد كخطوة على طريق بناء المعبد المزعوم. وقد ألقت شرطة الاحتلال القبض على ثلاثة مستوطنين في 2021/3/25 على خلفيّة هذا الأمر ثم أفرجت عنهم كون وقت الذبح المقرر في الشريعة اليهودية هو مساء السبت 2021/3/27، والأقصى يكون فيه مغلقًا أمام اقتحامات المستوطنين.
وكان عدد من أقطاب جماعات المعبد سلّموا عضو "الكنيست" عميت هاليفي، عشية انتخابات "الكنيست"، رسالة موجهة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يؤكدون دعمه في المحاكمة مقابل السماح لهم بتقديم قربان الفصح العبري في الأقصى.
وقد شهدت الأيام الأولى من الفصح العبري جملة من الاعتداءات، من بينها تقديم شروحات تلمودية بثّت عبر مكبر صوت في باحات الأقصى قبالة البائكة الشمالية، والتقاط الصور التذكارية أمام قبة الصخرة المشرّفة، واقتحام منطقة القصور الأموية، جنوب المسجد، والرقص فيها والغناء بأصوات عالية جدًا، وأداء صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى وعند أبواب المسجد.
وعلى مستوى الاقتحامات، شارك أكثر من 1500 مستوطن في اقتحام الأقصى من 3/28 حتى 3/31، وفق توثيق شبكة القسطل الفلسطينية، وكان من بين المشاركين في الاقتحامات عدد من الحاخامات وعضو "الكنيست" السابق أرييه إلداد، عراب مشروع التقسيم الزماني للمسجد، والقيادي في جماعات المعبد أرنون سيغال الذي أطلق كتابه الأول، واسمه "البيت"، من ساحات الأقصى، في 2021/3/30؛ ويورد سيغال في الكتاب خلاصة أفكاره التي كان يطرحها في مقالات له نشرها موقع "ميكور ريشون" العبري المقرب من المستوطنين. ويتضمّن الكتاب عددًا من المقترحات لزيادة أعداد المقتحمين، ويفترض ضرورة الوصول إلى ثلاثة ملايين مقتحم في المستقبل.
وحاولت جماعات المعبد تسجيل مكاسب جديدة مع انتخابات "الكنيست" التي جرت يوم الثلاثاء 2021/3/23، فدعا نشطاؤها إلى اقتحامات واسعة للأقصى يوم الانتخابات، بما يمكن استخدامه كاستفتاء لجعل المسجد عنوانًا لبرامج عمل المرشّحين ولدعمهم على هذا الأساس. ولم تحقّق الدعوات استجابة واسعة إذ اقتحم المسجد 281 مستوطنًا، من بينهم زوجة المستوطن المؤيد لجماعات تدفيع الثمن الإرهابية، إيتمار بن غبير، التي اقتحمت الأقصى من أجل الصلاة بعد نجاح زوجها في الانتخابات. ووفرت شرطة الاحتلال الحماية للمقتحمين وعمدت إلى تهديد المصلين ومنعهم من المكوث في محيط مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية من الأقصى.
إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في الأقصى... مشاركة إسلامية حاشدة تعطّل الاقتحامات
إيمانًا بأهمية المناسبة ومركزيّتها، واستجابة للدعوات إلى إعمار الأقصى، شارك قرابة 50 ألفًا في الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى المبارك، في 2021/3/11، جاؤوا من القدس والضفة ومن الداخل المحتل عام 1948. وتدفّقت وفود المشاركين إلى المسجد منذ الصباح وعلى مدار اليوم، وأقيمت فعاليات للمناسبة في ساحات المسجد ومصلّياته، أكّدت أهمية المناسبة التي عزّزت الارتباط الإسلامي بالأقصى، وأظهرت أهمية إعمار المسجد كعامل أساسي في كبح الاقتحامات.
وأمام الأعداد الكبيرة للوافدين إلى الأقصى يوم الخميس، اضطر الاحتلال إلى إغلاق باب المغاربة ومنع الاقتحامات، وهذا الأمر يؤكّد أنّ الوجود الإسلامي الكثيف في المسجد يجبر الاحتلال على الحذر والتراجع.
وقال نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات إنّ الأعداد الضخمة التي أمّت الأقصى بذكرى الإسراء والمعراج أرسلت رسالة للاحتلال مفادها أنّ "الجمر تحت الرماد يتحرك في كل وقت"؛ ودعا إلى شد الرحال للأقصى بشكل دائم. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن المصلين توافدوا منذ صباح الخميس 2021/3/11، إلى الأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج، وهذا دليل على تعطشهم للوجود في المسجد، وإعلان للقاصي والداني أنّ الأقصى هو حقّ للمسلمين وحدهم، وأنّ أهل فلسطين وبيت المقدس هم من يشدّون الرحال، يحمون عروبة وإسلامية الأقصى.
حملة الفجر العظيم تستعيد زخمها
مع استمرار الاعتداءات على الأقصى والتهديدات بمزيد من التصعيد، لبّى الآلاف من القدس وضواحيها والأراضي الفلسطينية المحتلةعام 1948 نداء الفجر العظيم في أيّام الجمعة من شهر آذار/مارس الماضي، وتشير المعطيات إلى أنّ الحملة استعادت زخمها بعدما فرض تفشي فيروس كورونا تراجعها في الأشهر التي سبقت.
وتعدّ حملة الفجر العظيم من أبرز محطات المقاومة الشعبية والدفاع عن الأقصى، ورفد المسجد بالمصلّين والمرابطين، وقد انطلقت من المسجد الإبراهيمي في الخليل لينضم إليها المسجد الأقصى ومساجد كثيرة في الضفة وغزة وعدة دول في العالم العربي والإسلامي.
وتقترن هذه الحملة بنشاط تحت عنوان "صلِّ الفجر بالأقصى، وفطورك علينا"، ينفّذه المقدسيون وأهالي الداخل المحتل، للتشجيع على الصلاة في المسجد.
استهداف الشيخ صبري.. وعرقلة أعمال الإعمار في المسجد
اعتقلت عناصر من مخابرات الاحتلال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري في 2021/3/10، وأوضح المحامي حمزة قطينة أنّ الاعتقال جاء على خلفية أنّه ينوي حضور مجلس شرعي لسماع كتاب قصة المعراج، بمناسبة الإسراء والمعراج، وذلك في مُصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، وأنّ ذلك مخالفة لأمر قانوني وفقًا لزعمهم. وأفرجت سلطات الاحتلال عن الشيخ عكرمة بعد ساعات من احتجازه والتحقيق معه.
ويمكن وضع الاعتقال في سياق استهداف الشيخ صبري ودوره في كشف مخططات الاحتلال والدفاع عن الأقصى، إضافة إلى مساعي الاحتلال المستمرّة لاستهداف مصلى باب الرحمة.
وفي 2021/3/25، سلمت مخابرات الاحتلال الشيخ صبري أمر منع من السفر مدة شهرين مع إمكانية التجديد.
وفي إطار الاعتداء على موظفي الأوقاف، اعتقلت شرطة الاحتلال، في 2021/3/3، أحد موظفي الإعمار بالمسجد الأقصى ومنعت الأعمال داخل قبة الصخرة؛ وفي 2021/3/16، اقتحمت طواقم آثار تابعة للاحتلال مسجد قبة الصخرة في المسجد الأقصى ودخلت موقع الإعمار داخل المسجد. كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، في 2021/3/31، موظف لجنة الإعمار عمران الأشهب من مكان عمله في الأقصى.