الاحتلال يصعّد اعتداءاته على الأقصى مع بداية رمضان.. وتحضيرات لاقتحام المسجد في الثامن والعشرين منه

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 نيسان 2021 - 5:27 م    عدد الزيارات 1669    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، شؤون المقدسات، تقرير وتحقيق

        


براءة درزي - موقع مدينة القدس l  لا يحتاج الاحتلال إلى مناسبات أو ذرائع لتصعيد اعتداءاته على الأقصى، لكنّه لا يتأخر في الاستفادة من التطورات ليفرض المزيد من القيود على الصلاة في المسجد، وهذا ما شهدته بداية شهر رمضان لهذا العام، إذ قرّر الاحتلال أن يقتصر عدد الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالقدوم من الضفّة الغربية لأداء الجمعة الأولى من رمضان على 10 آلاف، بذريعة الحد من تفشي جائحة كورونا. وعملت قوات الاحتلال الليلة الثانية من شهر رمضان على قطع أسلاك الكهرباء في مآذن الأقصى لمنع بثّ الأذان والصلاة.

 

وفي إطار غير بعيد، تتحضّر جماعات المعبد لتنظيم اقتحام حاشد للأقصى في يوم 28 رمضان، بذريعة "يوم القدس العبري" أو ذكرى استكمال احتلال القدس.

 

قيود على صلاة الجمعة في الأقصى بذريعة كورونا

 

منذ تفشّي جائحة كورونا، كرّر الاحتلال فرض القيود على الأقصى والوصول إليه بذريعة الحدّ من تفشّي الجائحة. وفي 2021/4/13، قررت قيادة جيش الاحتلال، عدم السماح لأكثر من 10 آلاف فلسطيني من محافظات الضفة الغربية، ممن تلقّوا لقاح كورونا، بالمشاركة في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان، يوم 2021/4/16.

 

وقال بيان صادر عن "وحدة تنسيق المناطق" بحكومة الاحتلال، إنّ المستوى السياسي اتّخذ القرار بعد مشاورات أمنيّة.

 

وفي تعليق على قرار الاحتلال، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إنّ الاحتلال قد يطبّق المنع على الحواجز بين الضفة والقدس، لكن "نحن في الأقصى نستقبل كافة المصلين الذين يصلون أبوابه، سواء تم تطعيمهم أم لا، ومع مراعاة السلامة العامة والتباعد وأخذ الاحتياطات الخاصة من سجادة خاصة وكمامات وقفازات وغيرها، ونحن جاهزون لاستقبال الجميع من دون استثناء".

 

شرطة الاحتلال تعتدي على مآذن الأقصى.. ومواقف تندّد بالاعتداء

 

عمدت شرطة الاحتلال، مساء 2021/4/13، في الليلة الثانية من شهر رمضان، إلى اقتحام مئذنتي باب المغاربة والأسباط، وقطع أسلاك الكهرباء الواصلة للجهة الغربية من الأقصى بما فيها المتحف الإسلامي، وحاولت قطع تمديدات السماعات لتمنع وصول صوت الأذان والأدعية لمنطقة حائط البراق، وذلك حتى لا تؤثر قراءة الإمام في مراسم ذكرى "قتلى معارك إسرائيل" التي أقيمت في ساحة حائط البـراق، وفق القناة 12 العبرية.

 

وبيّن الشيخ عمر الكسواني أن قوات الاحتلال اقتحمت مآذن الأقصى بعد قصّ أقفال الأبواب بمعدّات خاصة، ثم قطعت أسلاك المآذن الرئيسة في المسجد، وبعد ركعة التراويح العاشرة تمكنت طواقم الصيانة في الأقصى من تصليحها.

 

وقد دانت لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الأردني، في 2021/4/14، قيام سلطات الاحتلال بتعطيل مكبرات الصوت في المسجد الأقصى ما حال دون رفع أذان صلاة العشاء وصلاة التراويح، في أول أيام شهر رمضان. وحذّرت اللجنة في بيان من أن تلك السياسات العدوانية الإسرائيلية من شأنها الإسهام بتأجيج مشاعر المسلمين في مختلف بقاع العالم، واستنكرت جرائم الاحتلال في التعدي على حرمة المسجد الأقصى، محذرة من عواقب تلك السياسة العدوانية.

 

كذلك، دانت الخارجية الأردنية، "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى، وآخرها قيام الشرطة الإسرائيلية بتخريب أقفال باب السلسلة والباب المؤدي لسطح المتحف الإسلامي وقطع أسلاك السماعات الخارجية للمسجد في الجهة الغربية". وأكّد الناطق باسم الوزارة ضيف الله الفايز أنّ تصرفات الشرطة مرفوضة ومدانة ومستهجنة، وتمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين وانتهاكًا لحرمة المسجد وللوضع القائم القانوني والتاريخي. وشدّد الفايز على أنّ الأقصى بكامل مساحته مكان عبادة خالص للمسلمين تشرف على شؤونه كافة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية بموجب القانون الدولي والوضع القائم القانوني والتاريخي. وطالب السلطات الإسرائيلية بالتقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال في شرق القدس، والكفّ عن هذه التصرفات والاستفزازت واحترام حرمة المسجد والوضع القائم، وسلطة أوقاف القدس وشؤون الأقصى الأردنية.

 

واستنكر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في 2021/4/13، "الجريمة العنصرية التي ارتكبتها شرطة الاحتلال"، محذرًا من "عواقب هذه السياسة العدوانية التي تنذر بتحويل الصراع الى حرب دينية مفتوحة تقوّض أركان السلم والأمن الدوليين، وهو ما تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال بشكل كامل".

 

وقال أبو ردينة في بيان إنّ "هذه الممارسات عدوان عنصري على حرمة المقدسات وعلى حرية العبادة، وانتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان العالمية"، ودعا "المجتمع الدولي للتحرك الجدي من أجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة".

 

وعدّ الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم "قيام شرطة الاحتلال بقطع أسلاك مكبرات الصوت في المسجد الأقصى ومنع رفع أذان العشاء في أول أيام شهر رمضان، عدوان عنصري على المقدّسات، وانتهاك لحرية العبادة". وقال قاسم إنّ "هذه التصرفات تكشف حجم الاستهتار الصهيوني بمشاعر المسلمين في كل مكان، وضربها بعرض الحائط لكل القوانين والأعراف الانسانية".

 

ووصف الشيخ عمر الكسواني الأمر بأنّه اعتداء صارخ يبين مدى العنصرية والعربدة، مضيفًا أنّ هذه "عنصرية يجب أن يكون لها محاسبة على المستوى العالمي، وهذا الاعتداء تم أثناء الصلاة، ومن يقوم بهذه الأعمال لا يبحث عن الأمن والسلامة بل يريد تطبيق العربدة بقوة السلاح".

 

استعدادات لاقتحام حاشد للأقصى في 28 رمضان

 

يصادف احتفال الإسرائيليين بـ "يوم القدس"، أو ذكرى استكمال احتلال القدس، في 28 رمضان، وتتحضر جماعات المعبد لعدوان على المسجد لهذه المناسبة تشمل اقتحامًا حاشدًا واستعراض الطقوس التلمودية فيه.

 

وكانت هذه الجماعات دعت المنظمات الشبابية والمدارس الدينية إلى مؤتمر تحضيري، في 2021/4/4، لتدارس كيفية تنظيم اقتحام آلاف اليهود المسجد في هذه المناسبة، وكان من بين المدعوّين الحاخام يسرائيل أريئيل مؤسس ورئيس "معهد المعبد"، والحاخام مناحيم ماكوفر المدير السابق لــ "معهد المعبد" وأحد أكثر الحاخامات اشتغالاً بالتأليف عن "المعبد"، والوزير السابق أوري أريئيل، عراب التقسيم الزماني والاقتحامات على المستوى الحكومي. وأكدت جماعات المعبد في الدعوة أنّ المؤتمر سيكون "خطوة مهمة على طريق استعادة مقدسنا"، و"على طريق عودة شعب إسرائيل إلى جبل المعبد".

 

يشار إلى أنّ سلطات الاحتلال سمحت للمستوطنين باقتحام الأقصى في 28 رمضان في عام 2019 بالتزامن مع "يوم القدس"، وفيما تزامن "يوم القدس" مع أواخر شهر رمضان في عام 2020، لم يقتحم المستوطنون المسجد للمناسبة نظرًا إلى إغلاق المسجد طيلة شهر رمضان بذريعة كورونا.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »