نيسان/أبريل 2021

اعتداءات خطيرة على الأقصى.. فهل تعيد هبّة باب العامود رسم المشهد في المسجد؟

تاريخ الإضافة السبت 1 أيار 2021 - 2:12 م    عدد الزيارات 1545    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيقالكلمات المتعلقة تقرير الأقصى الشهري

        


موقع مدينة القدس l  كانت هبة باب العامود التطور الأبرز الذي شهدته القدس في نيسان/أبريل 2021، وعلى الرّغم من أنّها مرتبطة بباب العامود مباشرة إلا ّأنّ ذلك لا يفصلها عن المشهد في الأقصى الذي تتنازعه محاولات الاحتلال المستمرّة لفرض وضع قائم جديد من جهة وتصدّي جماهير القدس لهذه المحاولات من جهة أخرى.

 

اعتداءات المستوطنين في "الفصح العبري" واحتفاؤهم بـ "إنجازاتهم" في المناسبة رفدتها سلطات الاحتلال باعتداءاتها على الأقصى منذ بداية شهر رمضان، يضاف إلى ذلك التحضير والدعوات لاقتحام حاشد للمسجد في 28 رمضان بذريعة "يوم توحيد القدس".

 

وفيما أجبرت هبة باب العامود الاحتلال على إعادة النظر في حساباته وإزالة الحواجز التي وضعها في المنطقة ليفرض واقعًا جديدًا، فمن المهمّ ليكتمل النصر فيها إجبار الاحتلال على منع تنفيذ اقتحام الأقصى في 28 رمضان، لمنعه من تكريس هذه السياسة التي بدأها قبل بضع سنوات ليفرض واقعًا جديدًا مفاده سموّ المناسبات العبرية وتقديمهاعلى تلك الإسلامية، ومن هنا أهمّية ضبط المشهد على حضور كثيف لجماهير القدس في الأقصى، ووعي بالهدف، وإصرار على تحقيقه.

 

الأقصى في "الفصح العبري": اقتحامات وصلوات تلموديّة.. واحتفاء بالإنجازات

 

صعّد المستوطنون من اعتداءاتهم على الأقصى في نيسان/أبريل بالتزامن مع "الفصح العبري"، وكان من بين الاعتداءات أداء طقوس توراتية علنية في المسجد، و"السجود الملحمي" وترداد صلوات "الشماع" التوراتية في المنطقة الشرقية من الأقصى.

 

واحتفى المستوطنون باعتداءاتهم في "الفصح" كإنجازات جديدة، ونشرت صفحة "هار هبايت حداشوت" التابعة لـ "جماعات المعبد" انطباعات المستوطنين حول اقتحاماتهم الواسعة للمسجد الاقصى خلال أيام "الفصح" العبري. وبثّت الصفحة مقطع فيديو يروّج لاقتحامات المستوطنين، ويؤكد وجود تغيير لم يسبقه مثيل، وعرض الفيديو عدة مقاطع لحاخامات ومستوطنين ينادون بالاقتحام، ويشيرون إلى أنّ الاعتقالات كانت تطال من يحاول الصلاة في الأقصى أما الآن فتؤدّى الصلاة بشكل عادي وبصوت عالٍ. وبيّن أحد المستوطنين أنّه كان يقتحم الأقصى للمرة الأولى ويعلم أنّه لا توجد صلاة، لكن "كلّ ما قيل لي لم يحدث؛ صليت ثلاث مرات".

 

كذلك، نشر "اتحاد منظمات المعبد" فيلمًا قصيرًا استعرض على لسان حاخاماته المتطرفين مدى فرحتهم بما حققوه من "إنجازات وتقدّم" في الأقصى بأدائهم الصلوات العلنية الجماعية فيه في "الفصح العبري".

 

الأقصى في رمضان: هبّة شعبيّة تسقط مخطّط الاحتلال في باب العامود

 

يحرص الاحتلال على أن تكون اعتداءاته على الأقصى مستمرّة على مدى العام فلا تتوقف في المناسبات الإسلامية، بل تتصاعد في محاولة من الاحتلال تثبيت فكرة سيادته على المسجد وأنّه يفرض القواعد فيه ويتحكّم بإدارته. وبالفعل، فإنّ اعتداءات الاحتلال لم تتوقف مع بداية شهر رمضان، فقد عملت قوات الاحتلال، بالتزامن مع ليلة التراويح الثانية، على تعطيل مكبرات الصوت في الأقصى وقطع أسلاك الكهرباء عنها واقتحام المآذن، في أثناء صلاتي العشاء والتراويح، لمنع وصول صوت الأذان وصلاة التراويح إلى حائط البراق حيث كان المستوطنون يحتفلون بـ "ذكرى قتلى الجيش".

 

ومع أول يوم من شهر رمضان، وضعت قوات الاحتلال حواجز حديدية في منطقة باب العامود لمنع المقدسيين من الجلوس والتجمع في المكان بذريعة جائحة كورونا، وكان ذلك السبب المباشر في اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان المقدسيين الذين رفضوا مسعى الاحتلال إلى مصادرة المكان وفرض شروطه عليه. استمرّت المواجهات ليليًا حتّى اضطرت شرطة الاحتلال أن تعلن، مساء 4/25، عن إزالة الحواجز التي وضعتها. وأعاد الإنجاز الذي تحقّق في باب العامود إلى المشهد هبّة باب الأسباط عام 2017 عندما أجبرت جماهير القدس الاحتلال على إزالة بوابات التفتيش الإلكترونية التي وضعها عند أبواب الأقصى بذريعة منع إدخال سلاح إلى المسجد، وكذلك هبّة باب الرحمة عام 2019، وفي المرات الثلاثة فرضت جماهير القدس إرادتها مجبرة الاحتلال على التراجع.

 

وكشف موقع "ماي نت" الإخباري العبري النقاب عن اعتقال شرطة الاحتلال لمستوطن يهودي في العشرين من عمره في 2021/4/22، عقب محاولته الدخول إلى الأقصى متنكّرًا بزيّ للصلاة، من أجل ارتكاب مجزرة بحق المصلّين، ووُجدت معه أدوات مهاجمة وسكاكين. وأضاف الموقع انه تم اعتقاله عند أحد أبواب المسجد الأقصى التي حاول الدخول منها، واعترف بأن الهدف كان محاولة لإثارة الفوضى وسفك الدماء في المكان. وبيّنت التحقيقات أنّ المستوطن خطّط مع آخرين،على مدى أسبوع للقيام بهجمات في باب العامود، ولذلك قاموا بشراء أدوات تستخدم لتحقيق أهدافهم.

 

إلّا أنّ المشهد في باب العامود لم يهدأ بعد إزالة الحواجز، فقوّات الاحتلال تعمل ليليًا على ملاحقة المقدسيين ورشّ المياه العادمة لتفريقهم، وشنّ اعتقالات بحقّهم، حتى أنّها عمدت مساء 4/30 إلى إعادة وضع الحواجز الحديدية، لكنّها سرعان ما أزالتها مع وصول المقدسيين إلى منطقة باب العامود.

 

ويعّد الإنجاز الذي حقّقه المقدسيون مساء 4/25 جزءًا من النصر في هبة باب العامود التي لن تكتمل من دون منع اقتحام الأقصى في 28 رمضان، وهو اقتحام تحشد له "جماعات المعبد" لمناسبة "يوم توحيد القدس"، أو استكمال احتلال القدس، بالتقويم العبري. وفي مقابلة على قاة "كان" العبرية، حثّ توم نيساني، المدير التنفيذي لـ "صندوق تراث جبل المعبد"، على اقتحام الأقصى في 28 رمضان ودعا المستوطنين إلى إنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي في المسجد.

 

ومع اقتصار الاقتحامات في شهر رمضان على الفترة الصباحية، عمل المستوطنون على تنفيذ اعتداءات بارزة في أثناء هذه الاقتحامات، مثل الشرب من مشارب المسجد واقترب المستوطنين من مُصلى قبة الصخرة وجلوسهم مكان جلوس المصلين؛ وكان من بين المشاركين في الاقتحامات عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير الذي اقتحم المسجد في 4/15.

 

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت في بداية شهر رمضان عن إجراءات للحدّ من الوجود الإسلامي في الأقصى، إذ قررت قيادة جيش الاحتلال، في 2021/4/13، عدم السماح لأكثر من 10 آلاف فلسطيني من محافظات الضفة الغربية، ممن تلقّوا لقاح كورونا، بالمشاركة في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان، يوم 2021/4/16.

 

الكشف عن مركز سياحي جديد أسفل حائط البراق

 

كشفت القناة العبرية الرسمية في تقرير مصور أن الاحتلال استغل فترة جائحة كورونا لإنشاء مركز سياحي تحت حائط البراق، وقال أحد القائمين على المشروع إنه وبسبب تعطل السياحة في القدس خلال فترة كورونا، تم تسريع بناء المركز السياحي.

 

ودعا المرشد السياحي للمشروع المستوطن أفيتار بناي المستوطنين لزيارة المكان، مشيرًا إلى أن التجول في المركز السياحي يعزز المعلومات التاريخية مرورًا بما تسمى "المحرقة" إلى إقامة دولة الاحتلال.

 

وأوضح التقرير أنه بالتزامن مع "يوم توحيد القدس" سيتم افتتاح قسم جديد من أنفاق حائط البراق، من أجل إتاحة المجال للمستوطنين لزيارة المكان.

 

وبحسب التقرير يصل إلى حائط البراق حوالي 2 مليون مستوطن سنويًا، لكنّ هذا الرقم انخفض بسبب إجراءات كورونا، التي تمثلت بالإغلاقات لفترات طويلة.

 

في المواقف: تشديد على أهمية إحباط اقتحام 28 رمضان

 

حذّر رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، في 2021/4/25، من مخطط الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى في 28 رمضان وقال: "سنجعل من 28 رمضان لحظة فارقة في مسار الانتفاضة في وجه الاحتلال ومستوطنيه". ودعا إلى جعل القدس مركزًا للصراع، مشددًا على أنّ معركة القدس ليست معركة أهل القدس وحدهم، بل معركة الشعب الفلسطيني وفصائله كافة.

 

كذلك، دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى أن تتهيّأ لنصرة حقيقية للشعب الفلسطيني، يوم 28 رمضان الحالي، مجددًا الدعوة لتكثيف الرباط في هذا اليوم لصد اقتحام المستوطنين المركزي فيه، واصفًا يوم 28 رمضان بالمعركة المفصليّة.

 

وقال بيان صادر عن مؤسسة القدس الدولية إنّ "انتصار هبة باب العامود لا يكتمل إلا بصد الهجمة الشرسة التي ينوي المستوطنون المتطرفون تنفيذها على الأقصى في 28 رمضان الجاري، عبر اقتحامات واسعة في ذكرى ما يسمى "يوم القدس" حسب التقويم العبري، عقدوا لها مؤتمرًا تحضيريًا في 2021/4/5، وأعلنوا تطلعهم لأداء الطقوس التوراتية الجماعية خلاله متعمدين كسر حرمة شهر رمضان المبارك، وليعلنوا بذلك أن القدسية اليهودية المزعومة للأقصى تسمو على قداسته الإسلامية عند تقاطع المناسبات". وأكّدت المؤسسة أنّنا اليوم "في ساحة مواجهة مفتوحة مع الاحتلال، وأمام جولة خطيرة ومحتدمة من الصراع على المسجد الأقصى والقدس يحاول المحتل فيها حسم هوية القدس لمصلحته، وقد أثبت المقدسيون بالدرس العملي أن إفشال ذلك ممكن، وكل المطلوب منا اليوم هو أن نصبر ونواصل الطريق، وأن لا نستعجل النصر، فلنكن على قدر الاستعداد والمسؤولية، للدفاع عن أقصانا وقدسنا، واستكمال مشهد النصر الذي نسأل الله أن نحتفل به في ساحات المسجد الأقصى وساحة باب العامود وساحات القدس كلها".

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »