لماذا لم يسمح الاحتلال باقتحام الأقصى بعد عيد الفطر؟

تاريخ الإضافة الإثنين 17 أيار 2021 - 2:40 م    عدد الزيارات 1426    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، التفاعل مع القدس، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس l على مدى السنوات الماضية، اتّبع الاحتلال سياسة منع الاقتحامات في العشر الأواخر من شهر رمضان (وقد عمد إلى خرقها مؤخرًا) وفي أيام عيد الفطر، ثم السماح بالاقتحامات من جديد بعد انتهاء العيد. إلّا أنّ مشهدًا جديدًا تبلور هذا العام إذ أبقت سلطات الاحتلال باب المغاربة مغلقًا بعد انتهاء عيد الفطر وفي الوقت الذي كانت تتحضّر فيه جماعات المعبد لتعويض انتكاستها في 28 رمضان واقتحام الأقصى وأداء الصلوات التلمودية في "عيد الأسابيع أو الشفوعوت".

 

بعد انتكاسة "يوم القدس".. جماعات المعبد تحشد لاقتحام الأقصى في "عيد الشفوعوت"

 

بعد فشل اقتحام الأقصى في 28 رمضان الذي حشدت له جماعات المعبد وعقدت مؤتمرًا لإنجاحه وشارك في الدعوة إليه عدد من الحاخامات، وجّهت هذه الجماعات أنظارها إلى أيام "عيد الأسابيع" للتعويض عن الخسارة التي منيت بها في يوم "توحيد القدس" الذي كانت تسعى ليكون "محطة فاصلة" في تاريخ الصراع عبر تنفيذ اقتحام حاشد للمسجد يشارك فيه 2000 مستوطن.

 

وبالتوازي مع أيام عيد الفطر، نشر نشطاء المعبد دعوات إلى المشاركة في اقتحام الأقصى في أيام "الشفوعوت" من 16 إلى 18 أيار/مايو. وخصصت جماعات المعبد المتطرفة منشورات لتعبئة جمهورها دعت فيها إلى المشاركة الكثيفة في الاقتحام وأداء الصلوات من المسجد "كي يحل السلام في إسرائيل وتنتصر على أعدائها".

 

ونشر تومي نيساني، مدير مؤسسة "تراث المعبد"، رسالةً على صفحته على فيسبوك، يحرّض فيها على اقتحام الأقصى ويشير إلى أنّه ما من مسوّغ أو عذر لمنع الاقتحام طالما أنّ شهر رمضان انتهى، وأضاف: "قلت إنّ "الردع" بدأ مع استسلامنا في الجبل، وأتمنى حقيقة أن لا أرى استسلامًا آخر يوم غد".

 

وبالفعل، لم تفتح شرطة الاحتلال باب المغاربة صبيحة الأحد، وذلك بناء على قرار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلنه صباح الأحد 2021/5/16 ومفاده أنّ الأقصى سيظل مغلقًا حتى إشعار آخر على خلفيّة الأوضاع الأمنيّة.

 

وقد أثار قرار استمرار إغلاق الأقصى الغضب في أوساط جماعات المعبد التي تربط في منشوراتها وأدبياتها ارتباط الاقتحامات بالسيادة الإسرائيلية على المكان، ووصف عضو "الكـــنيست" المتــطرف إيـــتمار بن غــفير ذلك أنّه "جائزة للإرهـاب" وقال إنّ "من يحكم [الأقصى] هو الذي يحكم البلاد". أمّا أرنون سيغال، أحد نشطاء المعبد، فعلّق بالقول: "من دون إشعار مسبق وعلى الرغم من انتهاء عيد المسلمين، [الأقصى] لا يزال مغلقًا في وجه المستوطنين... هنا يبدأ الذلّ القومي"، وكتب على تويتر: "إذا لم نعترض اليوم فسيظلّ [الأقصى] مغلقًا في وجه اليهود لسنوات مثلما كان الأمر في الانتفاضة الثانية".

 

وطالبت جماعة "طلاب لأجل المعبد" وجماعة "تراث المعبد" بضرورة فتح الأقصى في وجه الاقتحامات طوال أيام الاسبوع وعلى مدار الساعة كردّ على إغلاقه أمامهم اليوم وأكدت الجماعتان أنّهما ستبذلان جهدهما لتحقيق ذلك.

 

لماذا منع الاحتلال الاقتحامات؟

 

يقف الاحتلال في قرار إعادة السماح بالاقتحامات أمام احتمال مزيد من التصعيد في المواجهات الحالية إذ إنّ المقاومة لا تزال تتمسّك بشروطها لوقف إطلاق الصواريخ، ومنها وقف الاحتلال اعتداءاته في القدس والأقصى. كذلك، فإنّ الشارع المقدسي لا يزال متأهبًا في وجه اعتداءات محتملة على الأقصى، إضافة إلى استمرار المواجهات في أحياء القدس المختلفة، وكذلك الترقّب والمواجهات في حي الشيخ جراح الذي شهد أمس الأحد عملية دهس ضدّ قوات الاحتلال المتمركزة في الحي والتي تنكّل بالأهالي بشكل يومي فيما أجلت المحكمة العليا للاحتلال اتخاذ قرار نهائي بخصوص تهجير أربع عائلات من منازلها في الحي ضمن مجزرة يحضّر الاحتلال لتنفيذها ضدّ 28 عائلة يسعى الاحتلال لطردهم من منازلهم لمصلحة مستوطنين.

 

ووفق الباحث المختص في القدس زياد ابحيص تتكرس المعادلة اليوم أن المـقاومة إلى جانب الإرادة الشعبية المقدسية باتا جزءًا مركزيًا من تقرير مصير القدس مهما ادعى الاحتلال من صلف، وأنه بات يأخذهما في الاعتبار في قراراته في القدس رغم أنفه، فـ "عيد الأسابيع" عيدٌ ديني يهودي يعد من "أعياد الحج الثلاثة" التي تنصّ الطقوس التوراتية على الاحتفال بها في المعبد المزعوم، ولم يُمنع اقتحام الصهاينة فيه في الأيام العادية منذ عام 2003.

 

ومن الواضح أنّ عدوان الاحتلال على القدس والأقصى وتماديه في ذلك يرتبط بشكل طردي مع شعوره أنّ هذه الاعتداءات ستمرّ من دون تعريض أمنه للخطر، فكلّما اعتقد أنّه لن يدفع ثمنًا مقابل عدوانه على القدس والأقصى أمعن في العدوان، أمّا إذا تبيّن له أنّ أمنه مهدّد وأنّ الكلفة عالية فلن يكون أمامه إلّا مراجعة حساباته وإعادة النظر فيها.

 

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »