موقع مدينة القدس | مع تصاعد اعتداءات الاحتلال على القدس، لا سيما في الأقصى وحي الشيخ جراح، أعلنت المقاومة من غزّة أنّها لن تسمح للاحتلال بارتكاب جريمته في حيّ الشيخ جراح، وحذّرت من تماديه في اعتداءاته التي كانت العامل الرئيس في التصعيد الذي تشهده فلسطين المحتلّة منذ أكثر من أسبوع. ومع استمرار الاحتلال في تعنّته، أطلقت المقاومة، يوم 2021/5/10 الموافق لـ 28 رمضان، رشقات من الصواريخ وصلت القدس المحتلّة، لتعلن بذلك بداية مرحلة جديدة من التعاطي مع اعتداءات الاحتلال على القدس.

سرعان ما تدحرج الوضع وانفجرت جولة من المواجهات بين المقاومة والاحتلال، قصفت فيها المقاومة المستوطنات والعمق الإسرائيلي، فيما استهدف الاحتلال المدنيين في غزة بالقتل والتهجير. وعلى وقع الصواريخ، شهد حيّ الشيخ جراح تحركات دبلوماسية وسياسية ومطالبات لسلطات الاحتلال بوقف جريمة التهجير التي تعدّ أحد أسباب التصعيد الحالي.

تحرّكات أوروبية: قناصل يزورون حي الشيخ جراح وبيان يدعو الاحتلال إلى وقف التهجير

زار قناصل أوروبيون، في 2012/5/11، حي الشيخ جراح والتقوا العائلات الفلسطينية التي تحدّث ممثلوها عن الأوضاع التي يعيشونها تحت تهديدات الاحتلال. وطالب الأهالي القناصل بالضغط على دولة الاحتلال لوقف سياسات التهجير وهدم بيوت المقدسيين.

وفي 2012/5/13، دعت أربع دول أوروبية في مجلس الأمن، دولة الاحتلال إلى "وقف الأنشطة الاستيطانية وعمليات الهدم والإخلاء، بما في ذلك في القدس، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته بعثات كل من إيرلندا وإستونيا وفرنسا والنرويج لدى الأمم المتحدة، عقب اجتماع لمجلس الأمن، بشأن الوضع الراهن في القدس المحتلة وقطاع غزة، حالت فيه الولايات المتحدة الأميركية، دون صدور بيان بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة والمسجد الأقصى في القدس.

وعبّرت الدول الأربع في بيان عن "القلق الشديد إزاء الوضع في ما يتعلق بالتهديد بإخلاء العائلات الفلسطينية في حيّ الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس".

نواب في الكونغرس يرفضون التّهجير ويطالبون بوقفه

بعث 25 نائبًا بالكونغرس الأمريكي برسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكين، في 2021/5/13، يحثّونه فيها على ممارسة ضغوط دبلوماسية على دولة الاحتلال لمنعها من تهجير الفلسطينيين في حي الشيخ جراح. وأعرب النواب في رسالتهم عن قلقهم إزاء تهجير أكثر من ألفي فلسطيني من أراضيهم في حيي الشيخ جراح والبستان.

وقال النواب إنّ الممارسات الإسرائيلية "جريمة حرب"، مشيرين إلى أنّ دولة الاحتلال هدمت 100 مبنى في حي البستان، حيث يعيش 1550 فلسطينيًا، %60 منهم أطفال، من أجل بناء "حديقة تلمودية".

ولفتت الرسالة إلى وجود إشعارات من جانب دولة الاحتلال تشير إلى استعدادها لتهجير 12 عائلة فلسطينية من منازلها بحي الشيخ جراح مكونة من 169 شخصًا، 46 منهم أطفال، من أجل إسكان مستوطنين بشكل غير قانوني، كما أشارت إلى أن مصادرة الاحتلال منازل الفلسطينيين وهدمها في حيي البستان والشيخ جراح لا تتوافق مع المواد ذات الصلة الصادرة عن مؤتمر جنيف.

وذكرت الرسالة أن سلطات الاحتلال تتجاهل العائلات الفلسطينية تمامًا وتعتبرها في حكم العدم.

وأوضحت الرسالة أنّ 64 عضوًا بالكونغرس سبق وأن أرسلوا خطابًا إلى زارة الخارجية في 2020/3/26، و12 آخرين أرسلوا خطابًا مماثلاً في 2021/3/21، أعربوا فيهما عن قلقهم البالغ حيال عمليات هدم المنازل المستمرة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، وكذلك عمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم.

وطالبت الرسالة بتقصّي ما إذا كانت الأسلحة الأمريكية قد استخدمت في عمليات الهدم، مضيفة: "إذا استمرت إسرائيل في عمليات الهدم في البستان وخططها لإجلاء الفلسطينيين في الشيخ جراح، فإن على السفارة الأمريكية في إسرائيل أن ترسل مراقبين إلى هناك لتوثيق عمليات الإجلاء تلك، ولجمع معلومات الوحدات العسكرية المشاركة في هذه الأنشطة، ولمعرفة ما إذا كانت الأسلحة الأمريكية قد استخدمت هنالك أم لا".

الخارجيّة المصريّة: التّصعيد الحالي بدأ من تهجير الشيخ جراح

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن في 2021/5/16 عبر تقنية الفيديو كونفرنس، إنّ التصعيد الحالي في فلسطين المحتلّة بدأ من عملية تهجير ممنهجة جرت في حي الشيخ جراح بالقدس.

وبيّن شكري أنّ ممارسات الاحتلال المعادية للفلسطينيين لم تقتصر على عمليات التهجير القسرية وتوسيع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة بالضفة العربية وشرق القدس، بل وصلت إلى حد "انتهاك حرمة شهر رمضان الكريم، في إشارة إلى التطورات في المسجد الأقصى وحوله.

الأردن: الشيخ جراح أحد  أسباب التصعيد

قال عاهل الأردن الملك عبد الله إنّ "الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية المتكررة بحقّ الشعب الفلسطيني قادت إلى التصعيد الدائر، والدفع بالمنطقة نحو المزيد من التأزيم والتوتر". وأشار في اتصال هاتفي بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في 2021/5/17، إلى تحذيراته المتواصلة من مغبة الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال في القدس، لا سيما ضد المسجد الأقصى، ومحاولات التهجير غير القانوني لأهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم.

وكانت الخارجيّة الأردنية استدعت، في 2021/5/9، استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمّان، لتأكيد احتجاج الحكومة الأردنية وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وتحميله رسالة لنقلها إلى سلطات الاحتلال للمطالبة بوقف إجراءات تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم التي يملكونها.