لم يرق له مشاهد الظلم الواقعة في حي الشيخ جراح، ولا جرائم الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، ولا مشاهد الدماء والدمار في غزة، فقرر أن يكون ثأره بالفعل لا بالقول، وبالبصمات لا بالعبارات.

إنّه زهدي الطويل، ابن 17 ربيعاً، والذي يسكن بلدة كفر عقب، شمال القدس. نفذ زهدي عمليته في منطقة التلة الفرنسية، شمال حي الشيخ جراح، في محيط مقر القيادة القطرية لشرطة الاحتلال، متخطياً عدة حواجز لقوات الاحتلال، لينجح بطعن جنديين أحدهما بجراح خطرة قبل أن يرتقي إلى العلا شهيداً.

تفوقٌ ومبادرة

عرف عن الشهيد زهدي الطويل أنّه من الطلبة المتفوقين صفة الدراسي الحادي عشر، وتميز بين أقرانه في المواد والفعاليات والأنشطة كافة، إذ كان من المواظبين على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، والأندية الصيفية.

احتجاز جثامين الشهداء وفشل الاحتلال

وباستشهاد الفتى الطويل واحتجاز جثمانه من قبل قوات الاحتلال يترفع عدد الجثامين المحتجزة منذ انتفاضة عام 2015 حتى الآن إلى 77 شهيد، محتجزين إما في ثلاجات الموتى أو مقابر الأرقام.

ويرى الاحتلال بسياسة احتجاز جثامين الشهداء أسلوب عقابي ليس فقط لمن ينوي تنفيذ العمليات، بل لذويهم، إلا أنّه أثبت على أرض الواقع فشله الذريع في تغيير قناعات الفلسطينيين بالاستمرار في عمليات الطعن والدهس وحتى إطلاق النيران.

حي الشيخ جراح محطة الشهادة

وخلال الشهر الجاري شهد حي الشيخ جراح تنفيذ عملتين بطوليتين أولها دهس نفذها الشهيد شاهر أبو خديجة والتي أسفرت عن إصابة 7 جنود إسرائيليين اثنان منهم بحالة الخطر.

وكتخليد لتلك العملية ومنفذها أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام في اليوم التالي للعملية رشقة من الصواريخ إهداء لروحه وعمله البطولية.

وأما العملية الثانية التي شهدها الحي فقد كانت يوم أمس، والتي نفذها زهدي الطويل بعد أن قام بطعن مستوطن وجندي احتلالي وأصاب أحدهما بجراح خطرة.