موقع مدينة القدس | لم تكد معركة سيف القدس تنجلي عن هزيمة الاحتلال في مواجهة المقاومة وصواريخ غزة حتى عاد الاحتلال ليسعّر وتيرة استهداف المقدسيين في محاولة للتّعويض عن خسارته في غزة، وفي محاولة لاسترداد بعض من "هيبته" التي فقدها في ظل التراجعات التي فرضها عليه المقدسيون من هبة باب العمود حتى يوم 28 رمضان.

وكانت معركة سيف القدس انطلقت من حيث انتصر المقدسيون عندما منعوا الاحتلال من السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى في 28 رمضان للاحتفال بـ "يوم توحيد القدس"، واستطاعت الرشقات الأولى من صواريخ غزّة أن تفرض على الاحتلال إلغاء مسيرة الأعلام التهويدية بعدما كان تمسكّ بالإبقاء عليها في محاولة للتعويض عن فشله في تأمين اقتحام المستوطنين للأقصى.

ويستمرّ الاحتلال في حملة دهم واعتقال وتنكيل وحصار لمعاقبة المقدسيين والانتقام منهم، ولردعهم عن المشاركة في أيّ حراك شعبي أثبتت التجارب، خصوصًا في السنوات القليلة الماضية، قدرته على عرقلة مشاريع الاحتلال التهويدية، لا سيّما في المسجد الأقصى.

اعتقالات وقرارات بالاعتقال الإداري والإبعاد 

سياسة الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال ليست بالجديدة، وكثّف الاحتلال من تنفيذها بعد توقّف العدوان، مع اللجوء إلى إصدار أوامر اعتقال إداري، وهي قرارات بالاعتقال من دون تهمة أو محاكمة، يتذرّع فيها الاحتلال غالبًا بوجود ملفات سرّية لا يمكن الكشف عم مضمونها.

وشملت قرارات الاعتقال الإداري عددًا من الأسرى المقدسيين من بينهم: الأسيـر محمد صالح العوري، من حي واد الجوز بالقدس الإداري لمدة 6 أشهر، والأسير محمد مجيد الزغل من رأس العامود لمدة 3 أشهر، والأسير المقدسي عمر الزغير لمدة 3 أشهر، والأسـير سيراج أبو سبيتان مدة 4 أشهر، ومحمد وليد أبو جمعة، وهاشم أحمد أبو الهوى من حي الطور، من دون تحديد مدة الاعتقال.

وسلمت سلطات الاحتلال الأحد 5/30، حارس الأقصى مختار القاضي قرارًا بإبعاده أربعة أشهر عن مكان عمله في المسجد، إضافة إلى قرار بإبعاد الحارس فادي عليان 6 أشهر، وعلي وزوز ورأفت نجيب.

ووفق المحامية المقدسية سناء الدويك، أجّل الاحتلال يوم أمس تسليم قرارات الإبعاد عن الأقصى لبعض المقدسيين، علمًا أن شرطة الاحتلال أبعدت الأسبوع الماضي قرابة 20 مقدسيًا معظمهم من الفتيات والسيدات عن المسجد لمدة أسبوع، على أن يعودوا اليوم مجددًا لاستلام أمر بالإبعاد لمدة 4 أشهر.

حملات تنكيل في أحياء القدس

نفّذت شرطة الاحتلال حملة واسعة بتوجيهات من حكومة الاحتلال لتحرير أكبر عدد ممكن من مخالفات السير وفحص للمركبات، وقد انتشرت عناصر الشرطة في جميع مداخل ومخارج البلدات والأحياء المقدسية وضواحيها، ونصبت عددًا كبيرًا من الحواجز للتدقيق بالأوراق الثبوتية، وفحص جميع المركبات، وأطلقت وحدة كاملة من عناصرها مع 20 دراجة نارية لملاحقة المواطنين باقتحام بلدات وشوارع القدس المحتلة، فضلاً عن نشاط واسع لطواقم متعددة تابعة لبلدية الاحتلال في القدس.

وقال مقدسيون إن الحملة انتقامية وتستهدف تدفيع المقدسيين ثمن خسائر الاحتلال في عدوانه على غزة.

وفي 5/27، شنّت قوات الاحتلال حملة تنكيلٍ واسعة بحق المواطنين في مخيم شعفاط، وسط أجواء شديدة التوتر سادت المنطقة. وشملت الحملة إزالة لافتات إعلانية عن المحال التجارية، وتحرير مخالفات مالية لأصحاب المركبات، وتوقيف المارّة والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية.

طالت حملات التنكيل حيّ الزيتون/الطور، إذ اقتحمت قوات الاحتلال الحي بعد منتصف ليل الجمعة-السبت الماضية، وتصدّى لها شبان الحي حيث دارت مواجهات استمرّت حتى فجر السبت 5/29.

تضييق الحصار على حيّ الشيخ جراح

يستمرّ الاحتلال في التضييق على أهالي حي الشيخ جراح، عبر استمرار الحصار الذي فرضه على الحي ومحاولات منع أيّ شكل من أشكال التّضامن مع الأهالي الذين يسعى إلى تهجيرهم لمصلحة مستوطنين.

وتعمد قوات الاحتلال إلى استهداف الوقفات التضامنية مع أهالي الحي، والاعتداء على المتضامنين بالضرب، وقنابل الغاز، علاوة على تنفيذ اعتقالات طالت صحفيين، من بينهم الصحفية زينة حلواني، والمصور الصحفي وهبي مكي الذي اعتدت عليه قوات الاحتلال بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته بجرح في رأسه ونزفه الدماء، وتحطيم كاميرا التصوير.

وكانت المحكمة العليا للاحتلال قرّرت إمهال المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبيت، حتى 2021/6/8 لتقديم موقفه في ملفّ تهجير عائلات فلسطينية من منازلها بالشيخ جراح، فيما فرضت قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا إذ عمدت إلى وضع مكعبات أسمنتية عند ثلاثة مداخل تؤدي إلى الحي بعد ساعات من عمليّة دهس أصيب فيها 6 عناصر من قوات الاحتلال في /2021/5/16، بعدما كانت حاصرت الحيّ بعدد من نقاط التفتيش العسكرية والسواتر الحديدية وبعناصر من الشرطة والجيش.