ما الذي يحكم موقف الاحتلال من مسيرة الأعلام التهويدية؟

تاريخ الإضافة الإثنين 7 حزيران 2021 - 9:00 ص    عدد الزيارات 1589    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، انتفاضة ومقاومة، شؤون المقدسات، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس l  بعد إلغاء مسيرة الأعلام التهويدية التي كانت مقررة في 2021/5/10 بسبب صواريخ المقاومة من غزة، قرّرت جماعات الهيكل إعادة تنظيم المسيرة يوم الخميس القادم في 2021/6/10.

 

 

وبعد مناقشات مطوّلة، وافقت شرطة الاحتلال مساء أمس الأحد على إقامة مسيرة الأعلام، حيث أوصى مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي بتنظيم المسيرة بالتنسيق مع المنظّمين، وذلك رغم التهديدات والتحذيرات من إشعالها للأوضاع في مدينة القدس المحتلة.

 

المقاومة تحذّر الاحتلال من ارتكاب حماقة جديدة

 

حذرت حركة حماس من سماح الاحتلال للمستوطنين بتنظيم مسيرة الأعلام والمرور عبر باب العامود شرق القدس المحتلة، وقال محمد حمادة، الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس، في تصريح صحفي السبت 2021/6/5، ""نحذّر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تسمى مسيرة الأعلام بالمرور عبر باب العمود". وأشار حمادة إلى أنّ "خطوة الاحتلال هذه تأتي لهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب يوم نسفت مقاومة شعبنا في الضفة والقدس والداخل وفي مقدّمتها صواريخ المقاومة من غزة كبريائهم، وأدخلتهم الملاجئ بعدما كانوا يخططون لتدنيس المسجد الأقصى يومها بآلاف من مستوطنيهم". وحذّر حمادة الاحتلال من استخدام القدس وسيلة للهروب من أزماته الداخلية وفشله في حل مشكلاته السياسية، داعيًا أهل القدس والداخل المحتل أن يهبّوا نحو الأقصى يوم الخميس المقبل والرباط في المسجد وحوله لحمايته من مخططات الاحتلال.

 

ووصفت حركة الجهاد المسيرة بأنّها أعمال عدائية ضدّ الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، وطالبت الفلسطينيين بزيادة حضورهم في الأقصى والتصدّي لأيّ محاولة لاختراقه.

 

مسؤولون إسرائيليون يطالبون بإلغاء المسيرة

 

على خلفية استمرار التوتر في القدس والتأهب في غزة، والتهديد الذي أطلقته المقاومة، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن تخوّفهم من تنظيم مسيرة الأعلام وتداعياتها الأمنية. وطالب وزير الخارجية غابي أشكنازي نتنياهو بعقد جلسة نقاش عاجلة حول الوضع الحساس في القدس والاستعداد لسيناريوهات التدهور والتصعيد، محذرًا من احتمال تفجر الوضع في منطقة الأقـصى.

 

وقال النائب عن حزب "هناك مستقبل" رام بن براك إنّ "مسيرة الأعلام المخطط لها في القدس يوم الخميس المقبل ما هي إلا محاولة أخرى لتأجيج نار التصعيد بغية إحباط تشكيل الحكومة الجديدة". وأشار عضو الكنيست يؤاف سجلوفيتش إلى أنّ "مسيرة الأعلام يوم الخميس قد تؤدّي لتدهور الأوضاع الأمنية في هذه الفترة الحساسة، ولذلك يجب فحص إمكانية إلغائها".

 

وقال رئيس الحكومة السابق إيهود باراك إنّ مسيرة الأعلام المخطط له يبدو على أنه محاولة لإشعال العنف مرة أخرى في توقيت حساس.

 

أمّا الضابط المتقاعد آري أميت، الذي كان قائد منطقة القدس في شرطة الاحتلال، فقال إنّه "يجب عدم الموافقة على المسيرة وإصدار أمر بمنعها بناء على الخطر الحقيقي الذي تشكله على أمن الإسـرائيليين".

 

وقال مفوض الشرطة السابق موشيه كرادي إنّه "نظرًا إلى أنّ المسيرة تمرّ عبر أماكن الاحتكاك مع المقدسيين، أعتقد لو كان القرار بيدي فإنني لن أوافق عليها أو سأغير المسار بدلاً من ذلك إلى طريق لا يمر عبر باب العمود".

 

بن غفير: سأشارك بالمسيرة ولم لو يُسمح بها

 

لا يزال عضو الكنيست المتطرف ينفخ في بوق التّحريض والتطرف، وفي ضوء الجدل القائم في دولة الاحتلال حول السماح بتنظيم المسيرة أو منعها، قال بن غفير إنّه سيشارك في المسيرة وإن لم يتمّ السماح بها، مشيرًا إلى أنّه "بمجرد أن تنحني أمام الإهارب، تزداد شهيته؛ ففي يوم القدس أفسدت حمـاس احتفالنا. واليوم ثمّة وقف لإطلاق النار ولا نريدهم أن يفسدوا الاحتفال مجددًا؛ نحن بحاجة إلى نوع من إصلاح الخلل، وهذا الإصلاح هو عقد المسيرة".

 

وقال بن غفير: "رغم أنوف أعضاء حكومة اليسار المتطرفة الناشئة سوف ننظم مسيرة الأعلام ونسير في القدس. من المدهش أنه بعد بيعهم النقب وتعاليهم على سيادة القانون وانسحابهم أمام راعام، الآن حتى مسيرة الأعلام في القدس تجعلهم يعدّونها استفزازًا. القدس عاصمتنا إلى أبد الآبدين وسنسير فيها في كل مكان بمرح".

 

وقال شلومو نئمان، رئيس مجلس "غوش عتصيون" وأحد منظمي مسيرة الأعلام إنّ "المسيرة يجب أن تقام؛ أنا لا أسمع توصيات وزير الجيش، أسمع تهديدات حمـاس من غزة وهي في الحقيقة غير منطقية".

 

ماذا وراء إعادة تنظيم المسيرة ولماذا يخشى الاحتلال منعها؟

 

تسعى جماعات الهيكل إلى تسجيل إنجاز يغطّي على مشهد المهانة الذي طغى على المسيرة يوم 2021/5/10 عندما أجبرتها المقاومة على إلغاء المسيرة التهويدية بعد إطلاق الصواريخ تجاه القدس المحتلّة بعد سلسلة عقب التحذيرات التي أطلقتها ضدّ تمادي الاحتلال في عدوانه بحقّ القدس والأقصى.

 

ووفق الباحث المتخصص في شؤون القدس والأقصى زياد ابحيص فإنّ هذه الدعوة الاستثنائية وغير المسبوقة للاحتفال بذكرى استكمال احتلال القدس في غير موعدها العبري جاءت مدفوعة بعمق الإذلال والمهانة التي يشعر بها اليمين الصهيوني والصهاينة عمومًا، فهذا اليمين كان يمنّي نفسه في 28 رمضان بيومٍ يستكمل "السيادة الصهيونية" بإعلان هوية يهودية للأقصى باقتحامه بالآلاف وأداء الطقوس العلنية فيه، فإذا بالمرابطين يُفشلون مسعاه ويمنعونه من إدخال أي مستوطن رغم أنه بذل كل وسعه في قمعهم، وإذا به يضطر لتغيير مسار مسيرة الأعلام، ثم إذا بهذه المسيرة تتفرق لأول مرة منذ عقود تحت النار بانطلاق صافرات الإنذار، فينتهي اليوم على نقيض مقصودهم منه.

 

وأضاف ابحيص في منشور له على فيسبوك، أنّه من الواضح أن اليمين الصهيوني يستصعب ابتلاع هذا التراجع، وهو لذلك يعوّل على الزمن للالتفاف على الإرادة الجماهيرية التي اضطرته للتراجع، ويختبر في الوقت عينه معادلة "وإن عدتم عدنا" التي أنهت المقاومة بها معركة سيف القدس.

 

ومن الممكن القول إنّ الاحتلال يواجه معضلة حسّاسة حيال هذا التطور، إذ تبيّن في الآونة الأخيرة أنّ صورة "سيادته" على القدس ليست حقيقية، لا سيّما بعد تراجعه في هبة باب العمود، ومنعه اقتحام الأقصى في 28 رمضان، وإلغائه مسيرة الأعلام التهويدية، وذلك تحت وطأة الإرادة الشعبية وصورايخ المقاومة. ويشكّل التراجع عن مسيرة الأعلام مرة أخرى تراجعًا جديدًا وإقرارًا بمعادلة القدس-غزة التي أطلقتها المقاومة في معركة سيف القدس، وعلى الرغم من المخاوف الأمنية التي عبّر عنها عدد من المسؤولين، فإنّ هاجس الخضوع لحماس يبقى حاضرًا لدى عدد منهم، إذ سيبيّن أنّ التصريحات الإسرائيلية حول ردع حماس في معركة سيف القدس ما هو إلّا مزاعم كاذبة وبيع للوهم.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »