مسيرة الأعلام ووهم السيادة الإسرائيلية على القدس

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 حزيران 2021 - 1:08 م    عدد الزيارات 1123    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، شؤون مدينة القدس، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق

        


موقع مدينة القدس |  وسط إجراءات أمنيّة ضخمة وعلى وقع الاعتداء على المقدسيين وإطلاق الشتائم والشعارات العنصرية، نظّم المستوطنون أمس الثلاثاء 2021/6/15، مسيرة الأعلام التهويديّة، التي قرّر الاحتلال إجراءها بعد قرارات متخبّطة من الإلغاء والتأجيل فرضتها صورايخ المقاومة من غزة يوم 2021/5/10، ومن ثمّ خوف الاحتلال من التداعيات الأمنية لتنفيذ المسيرة، ليعود نتنياهو ويقرر تأجيلها إلى ما بعد أداء حكومة نفتالي بينت اليمين أمام الكنيست ليدخل المسيرة في باب المناكفة السياسية ورمي الكرة في ملعب الحكومة الجديدة.

 

مسيرة الأعلام هذا العام لم تكن مشابهة لمسيرات الأعلام في الأعوام السابقة، إن من حيث التنظيم والتوقيت والمشاركة، إذ اضطرّ الاحتلال لإجرائها في غير موعدها السنوي الذي يتوافق مع ذكرى استكمال احتلال القدس وفق التقويم العبري، ومنع مرورها في الحيّ الإسلامي، فيما اقتصر عدد المشاركين فيها على بضعة آلاف بينما كان حضور عناصر الأمن طاغيًا على المشهد في دلالة واضحة على حجم الخوف والقلق الذي لازم سلطات الاحتلال وطغى على قرارها بخصوص المسيرة.

 

استعراض على وقع الاعتداءات والشتائم

 

وصل المستوطنون ساحة باب العمود أمس الثلاثاء عند الساعة 6:43، ودنّسوا منطقة باب العمود برقصاتٍ وأغان استفزازية رافعين أعلام الاحتلال، وردّدوا شعارات شعارات عنصرية تدعو إلى قتل العرب وشتائم طالت النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.

 

وشاركت في تأمين المسيرة عناصر من وحدة المستعربين بقوات الاحتلال، ودوريات شرطية وعسكرية راجلة ومحمولة وخيالة، وسيارات المياه العادمة، وأعداد كبيرة من عناصر شرطة وحرس الحدود، برفقة كلاب بوليسية، فضلاً عن نصب الحواجز والمتاريس الحديدية وإغلاق الشوارع الرئيسة والفرعية وسط القدس.

 

وحوّلت سلطات الاحتلال منطقة باب العمود، ومحيطها من شارع السلطان سليمان، وباب الساهرة، وشارع نابلس، وشارع صلاح الدين، وسوق وحيّ المصرارة، إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت الشارع الرئيس المتاخم لسور القدس التاريخي، ونشرت أعدادًا ضخمة من عناصر أمنها ووحداتها الخاصة، واعتدت على المقدسيّين في أثناء محاولات إخلاء المنطقة لمصلحة المستوطنين.

 

 

وأصيب أكثر من عشرين شابًا وسيدة مقدسية في اعتداء قوات الاحتلال على المقدسيين في منطقة باب العمود، وتم نقل 3 إصابات إلى المستشفى للعلاج في حين تم تقديم العلاج الميداني للآخرين. كما اعتدت قوات الاحتلال على سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بإطلاق الرصاص المباشر تجاهها.

 

واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان، واعتدت على المواطنين والطواقم الصحفية.

 

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنّ الاحتلال أخلى مساء الثلاثاء، جميع العاملين في وزارة القضاء الإسرائيلية في شارع صلاح الدين، بسبب رشق حجارة جماعي نحو مبنى الوزارة من قبل الشبان.

 

المقاومة فرضت خطوطًا حمراء

 

نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، في 2021/6/16، عن مصادر في حركة حماس، أنّ الاتصالات بين الحركة والمصريين كانت على مدار الساعة، وأنّ الفصائل الفلسطينية أبلغت الجانب المصري أن أيّ ردّ إسرائيلي على إطلاق البالونات سيقابَل بردّ مكافئ من قِبَل المقاومة، وأنّ أدوات الضغط الشعبي لن تتوقّف طالما واصل العدو سياسته المشدّدة تجاه غزة.

 

ووفق الصحيفة، فقد أفضت الاتصالات التي قادها الوسيط المصري إلى تراجع الاحتلال عن استفزازاته التي يمكن أن تؤدي إلى تفجّر الأوضاع، إذ سمح للمستوطنين الذي بلغ عددهم قرابة 3 آلاف بالوجود أمام باب العمود فقط، من دون السماح لهم باقتحام المسجد الأقصى من هناك، إضافة إلى تغيير مسار المسيرة لتَعبُر بعيدًا عن الحيّ الإسلامي، وهو ما نزع فتيل الأزمة ودفع الفصائل إلى تجنُّب الردّ الناري، بحسب المصادر نفسها، التي أكدت أن المقاومة فرضت إرادتها على العدو عبر المباحثات التي جرت الإثنين، وذلك بعد رسائل جدية نُقلت إلى الإسرائيليين بنيّتها الردّ على الاستفزاز.

 

وأشارت إلى أن الفصائل وضعت خطوطًا حمراء لهذه المسيرة تتعلّق بدخول الحيّ الإسلامي واقتحام الأقصى عبر باب العمود، واصفةً ما حدث أمس بأنه انتصار لإرادة المقاومة التي نجحت في فرض معادلة "غزة – القدس".

 

وكانت المقاومة أجبرت الاحتلال على إلغاء المسيرة في 2021/5/10، عندما أطلقت رشقات صاروخية على القدس، وفرضت كذلك إلغاء المسيرة التي تقرّرت يوم 6/10 ليعود نتنياهو ويقرّر تأجيلها إلى يوم 6/15.

 

مسيرة الأعلام والسيادة الاستعراضية الهشّة

 

تمسّكت سلطات الاحتلال بإجراء مسيرة الأعلام كمظهر لـ "سيادتها" المزعومة على القدس المحتلة.

 

ووفق الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد ابحيص، فإنّ الأمم الطبيعية لا تحتاج إلى استعراض سيادتها على عاصمتها بهذا الشكل سنويًا، وهذا يعني أنّ الصهاينة يؤسّسون احتفالهم السنوي هذا على إدراكهم أنهم ليسوا "أمّة" طبيعية، وأنّ القدس ليست عاصمتهم، وأنّ وجودهم فيها طرفي وشكلي، وأنهم فشلوا في اختراق قلبها التاريخي ونسيجها المدني المركزي، وذلك الفشل سببه الصمود.

 

ويضيف ابحيص في منشور له على صفحته على فيسبوك، أنّ مسيرة الأعلام باتت العنوان الذي يختزل فيه الصهاينة "سيادتهم" المزعومة على القدس؛ وعليه، باتوا يرونّ أنّ عدم القدرة على تنظيمها هو تهديد وجودي لهذه "السيادة" الاستعراضية الهشة رغم أنها معززة بقرار ترامب منذ 2017؛ وهو ما يعطس مقدار تأثير عقدة التهديد وسؤال البقاء رغم السلاح النووي وسبعة عقود من التفوق العسكري.

 

ووفق المحامي خالد زبارقة، فإنّ مسيرة الأعلام دليل على أنّ الاحتلال فاقد للسيادة والشرعية على القدس، فالقوة العسكرية لا يمكنها أن تفرض شرعيتها على القدس، وعندما تبقى الأداة العسكرية هي الأداة الوحيدة لفرض الإرادة فهذا مؤشّر على الفشل الذريع.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »