عبد الله القواسمي - بصمات جهادية في القدس ومدرسة من التواضع والتضحية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 حزيران 2021 - 12:36 م    عدد الزيارات 1612    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، أسرى القدس، مدينة الخليل، التفاعل مع القدس، انتفاضة ومقاومة، تقرير وتحقيق

        


 

كمال الجعبري - خاص موقع مدينة القدس 

 

 

 

خليل الرحمن، مدينة الأنبياء وموطن الأحرار، تلك المدينة الولّادة، التي تضمخ ترابها بدماء الآلاف من الشهداء، ومن هؤلاء الشهداء القائد القسامي المجاهد عبد الله عبد القادر القواسمي، الذي وافق أمس الذكرى السنوية الـ 18 لاستشهاده، بعد أن اغتالته قوة خاصة من وحدات (دوفدوفان) الخاصة في جيش الاحتلال أثناء خروجه من صلاة العشاء من مسجد الأنصار في مدينة الخليل.

 

 

الشهيد في سطور

 

ولد الشهيد القائد عبد الله عبد القادر القواسمي في مدينة الخليل بتاريخ 19 تموز/يوليو 1960 لأسرة بسيطة متدينة، ودرس الشهيد القواسمي في مدارس الخليل، وحصل على شهادة الثانوية العامة، عام 1978.

 

لم يتمكن الشهيد عبد الله القواسمي من استهلال دراسته الجامعية فور حصوله على الثانوية العامة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها أسرته، فالتحق بجامعة الخليل عام 1982، لمدة عامين درس خلالهما اللغة العربية، ولم يكمل دراسته، بسبب سوء الوضع الاقتصادي، فترك شهيدنا الدراسة الجامعية وعمل كفني (ألمنيوم).

 

في العام 1986، تزوج الشهيد عبد الله القواسمي من السيدة الداعية، فتحية القواسمي، وأنجب منها 6 من الأبناء، وهم: بيان ودعاء وأيمن وحنين وصلاح الدين وعبد القادر، وكُني شهيدنا بأبي أيمن، وكان شهيدنا متواضعاً محباً للضعفاء والمساكين، وكان نموذجاً للصبر والتضحية.

 

 

بداية الطريق

 

كان الشهيد عبد الله القواسمي من أوائل من انضموا وبدأوا العمل الجهادي في صفوف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، والخليل، ومع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وفي العام 1988 اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد القواسمي، ووجهت له "تهمة" مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والمشاركة في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية، وأمضى شهيدنا شهرين في سجون الاحتلال.

 

في 17 كانون أول/ديسمبر 1992، وفي أعقاب عملية أسر وقتل الجندي الإسرائيلي (نسيمو توليدانو) أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إبعاد 416 مجاهداً وقيادياً في صفوف حركتي حماس والجهاد الإسلامي لبلدة مرج الزهور، على الحدود الفلسطينية – اللبنانية،

 

بعد أكثر 9 أشهر من الإبعاد والنضال المستمر انتهت رحلة الإبعاد عن مرج الزهور بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 1993، وعندما عاد مبعدو مرج الزهور إلى لم يعد عبد الله إلى منزله بل نقل إلى أقبية تحقيق مخابرات الاحتلال وحكم عليه بالسجن لمدة 12 شهراً.

 

 

ظلم ذوي القربى

 

عقب اتفاقية (أوسلو) وقدوم السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وقطاع غزة، تعرض الشهيد عبد الله الملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة، وكان ذلك بعد سلسلة العمليات الفدائية الاستشهادية التي نفذتها مجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام، مثل مجموعة (شهداء من أجل الأسرى)، وبتاريخ 14 كانون ثانٍ/يناير 1998، اعتقلت أجهزة أمن السلطة الشهيد عبد الله القواسمي وعددٌ من أشقائه وسكان البناية التي يقيم فيها، وبقي القواسمي 130 يوماً معزولاً في الزنازين الانفرادية في سجن أريحا، وتم توجيه "تهمة" دعم ومساندة الشهيد محمود أبو هنود للشهيد عبد الله القواسمي، وبعد اعتقالٍ دام عامين في سجن أريحا، تم الإفراج عن أبو أيمن، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، ولكن مع ملف "أمني" لدى أجهزة أمن الاحتلال، وأضحى عبد الله القواسمي من أبرز المطلوبين لها في الخليل والضفة الغربية.

 

 

المشوار الجهادي

 

بتاريخ 27 نيسان/إبريل 2002 نفذت مجموعة من مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام، بقيادة الأسير منير مرعي عمليةً بطوليةً في محيط مستوطنة (أدورا) ثأراً للشهيد مروان زلوم وغيره من الشهداء.

 

اقتحم مستوطنة (أدورا) كلٌ من الشهيد طارق دوفش، والأسير المحرر فادي دويك، والأسير منير مرعي، وأدت العملية إلى مقتل 5 من الإسرائيليين.

 

بعد العملية بعدة أيام، أعلنت سلطات الاحتلال عن إدراج الشهيد عبد الله القواسمي على رأس قائمة المطلوبين لها، بصفته قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في الخليل، ومنذ بداية شهر آذار/مارس 2003، اعتبر الشهيد القواسمي المطلوب رقم 1، وتمت مداهمة منزله عشرات المرات.

 

اتهمت أجهزة أمن الاحتلال الشهيد عبد الله القواسمي بالتخطيط والتحضير ل 15 عملية استشهادية خلال انتفاضة الأقصى، منها عمليتين في القدس المحتلة، وهما: العملية الاستشهادية في شارع (موريا) غرب القدس، والتي فجر خلالها الاستشهادي محمود عمران القواسمي نفسه في باص للاحتلال ليردي 16 مستوطناً إسرائيلياً قتلى، والعملية الاستشهادية الت نفذها الاستشهادي عبد المعطي شبانة في باص رقم 14، بالقرب من مجمع (دافيدكا) غرب القدس المحتلة، وقتل خلالها 17 مستوطناً إسرائيلياً.

 

 

موعدٌ مع الشهادة

 

بعد رحلةٍ من الجهاد امتدت ل 15 عاماً، ورحلة من المطاردة امتدت لحوالي 3 سنوات، ترجل الفارس أبو أيمن، شهيداً من شهداء الانتفاضة، ضمن قوافل شهداء خليل الرحمن.

 

مساء 20 حزيران/يونيو 2003، وفي تمام الساعة 9:20، وبعد أداء الشهيد لصلاة العشاء في مسجد الأنصار، في وادي التفاح، وسط مدينة الخليل، داهمت 3 سيارات مدنية السيارة التي كان يقودها الشهيد عبد الله القواسمي، لقد كانت تقل تلك السيارة قوةً من وحدة (يخيدا مشتارتيت ميوحيديت) أو (اليمام) وهي وحدة خاصة ضمن ما يعرف باسم قوات حرس الحدود الإسرائيلية، والتي نفذت العديد من الاغتيالات خلال الانتفاضة الثانية، وتلعب اليوم دوراً إجرامياً في قمع المنتفضين في القدس والضفة الغربية.

 

ترجل أبو أيمن شهيداً بعد أن أثخن في الاحتلال، وقدم مدرسةً عمليةً في الجهاد والتضحية، وتبقى أرض الخليل ولادةً بالشهداء والمجاهدين.

 

المصادر: 

 

1. الموقع الرسمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام. 

 

2. المركز الفلسطيني للإعلام. 

 

3.وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). 

 

4. بوابة الهدف الإخبارية. 

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »