(هبوب الريح) يبعث في العيساوية من جديد



 

موقع مدينة القدس l  لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن محاربة المقدسيين واستهدافهم بشتى الوسائل المتمثلة بالاعتقال والابعاد والضرب وهدم البيوت، في محاولة منه لكسر صمودهم ليفتح أمامه المجال للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المدينة المقدسة.

 

(هبوب الريح)، لقبٌ أطلقه أهالي العيساوية على الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، البالغ من العمر 55 عاماً، إذ كان أبو الحمص من المشاركين في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتميز بسرعته الشديدة بالركض، إذ لم تتمكن قوات الاحتلال يوماً من الإمساك به، خلال المواجهات معها، وكان يقفز بين حواكير القدس حاملاً الخبز والحليب لتوزيعها على الجيران، ضمن أنشطة اللجان الشعبية في الانتفاضة.

 

ويعد لقب (هبوب الريح) من الألقاب النضالية، التي خزنتها ذاكرة الجماهير في الموروث الشعبي، إذ ارتبط اسم (هبوب الريح) بالبطل الفلسطيني عيد الصانع الترابين، من بدو بئر السبع، الذي قاوم الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، في الأربعينات، وما قبلها.

 

ورغم الإصابة برصاص الاحتلال تجد الناشط أبو الحمص في جميع الفعاليات المناهضة للهدم والتهويد، مقبلا يتكئ على عكازين، ولا يفارق الميدان ويرفض التخلي عن العمل النضالي الذي بدأه مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987.

 

 

بدايات النضال

 

بدأ محمد أبو الحمص حياته النضالية، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987، واستهل نشاطه بحياكة الأعلام الفلسطينية ورفعها، وشارك في عمليات استهداف المستوطنين، وسياراتهم، وتميز بهذا اللون النضالي، ورغم تعرضه للاعتقال لمدة 43 يوماً، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من مواصلة نضاله ومقاومته للاحتلال، وبفضل (هبوب الريح) وعدد من شباب العيساوية، غدت البلدة رقماً صعباً خلال الانتفاضة الأولى وما بعدها.

 

 

فدا القدس والأقصى

 

تعرض محمد أبو الحمص لحادث سير في العام 2001 أجبره على استخدام العكازات في المشي، ولكن ذلك لم يؤثر في همته وتفانيه وعائلته في الدفاع عن القدس، والمسجد الأقصى، فأمضى (هبوب الريح) ما مجموعه 8 سنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال، وأبعد عدة مرات عن القدس، والعيساوية، والمسجد الأقصى، وتعرض للضرب وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي أكثر من مرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

ومع مرور الوقت انتقل المشوار النضالي من محمد أبو الحمص إلى أولاده، فباتوا يتعرضون للضرب والاعتداء من قبل قوات الاحتلال، وهذا هو الثمن المتوقع أن يدفعه كل مدافع عن عقيدته ووطنه ومقدساته.

 

وخلال المواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى، تعرض أنس، نجل أبو الحمص للضرب الشديد والاعتقال، كما احتجزت ابنته لمدة 9 ساعات ثم أبعدت عن المسجد الأقصى.

 

يروي أنس تفاصيل ما جرى معه في المسجد الأقصى ويقول:" أخذوني مشيا على الأقدام مسافة كيلو متر تقريباً وهم يضغطون الكلبشات على يديه المكسورة، بلا أدنى رأفة، ودون ارتكاب أي ذنب".

 

 

العمل المنظم لمقاومة المحتل وفضح اعتداءاته

 

بعد أن أثبتت فكرة اللجان الشعبية في مختلف مناطق القدس، وخلال فترة ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) نجاحها، أسس عددٌ من الناشطين في بلدة العيساوية لجنة الدفاع عن أهالي العيساوية، على غرار لجنة الدفاع عن أهالي سلوان، وعملت اللجنة وخلال السنوات الماضية على توثيق جرائم الاحتلال بمختلف أنواعها تجاه العيساوية وأهلها، كما تنظم اللجنة مختلف أشكال الفعاليات الشعبية في البلدة.

 

في العام 2019، وبعد أن اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي محمد أبو الحمص (هبوب الريح)، وقبل أن يتم إبعاده عن العيساوية، قال ضابط الاحتلال لأبو الحمص: "أنت من قادة من المخربين في العيساوية".

 

 

انتقام وتنكيل

 

منذ أن أطلق أهالي سلوان عبر لجنة الدفاع عن أهالي سلوان دعواتهم للرباط المكثف في حي البستان، لمنع المحاولات "الإسرائيلية" لهدم 17 منزلاً في الحي، ومحمد أبو الحمص من أوائل المرابطين في خيمة التضامن مع حي البستان، وأطلق عدة دعوات لعموم المقدسين من أجل القدوم للحي والتواجد فيه، وانتقاماً من دوره النضالي المتجدد في القدس أقدمت وحدات شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة على الاعتداء محمد أبو الحمص خلال مواجهاتٍ في العيساوية، ما أدى لإصابته بجروحٍ بليغة وإصابته بغيبوبة، ولكن كما يقول محمد أبو الحمص دوماً فإنّ الإصابات والجروح من أجل الأقصى ستبقى أوسمة شرف على صدور وأجساد المقدسيين.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »