مشروع (سفر التكوين) التهويدي - سرقةٌ وقحةٌ للأرض والتراث



 

موقع مدينة القدس l في بادية القدس الممتدة من شرق المدينة حتى التلال المطلة على أريحا والبحر الميّت، وعلى بعد أمتارٍ قليلة من تجمع أبو داهوك البدوي المهدد بالإخلاء مع ما يقرب 12 تجمعاً بدوياً آخر في الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة يصادف الزائر لافتة كتب عليها باللغة الإنجليزية "التخييم في صحراء إسرائيل".

 

بعد السير لدقائق في السيارة سيتفاجأ الزائر بلافتة مشروع استيطاني سياحي يطلق عليه اسم "سفر التكوين".

 

في المنطقة يتنقل البصر بين مجموعة من الغزلان البرية، وقطعان الأغنام والماعز، التي تحاصرها مستوطنة (كفار أدوميم) ضمن تجمع (أدوميم) الاستيطاني، المحاط بالبوابات الحديدية التي نصبها الاحتلال وثُبتت خلفها عشر خيام بيضاء، التي تنص عليها الأسفار الخمسة في كتاب التوراة، في محاولةٍ تهويدية لفرض عناصر الرواية "التوراتية" على المكان.

 

يروج الاحتـلال لهذا المشروع الاستيطاني على أنه "يقع في قلب صحراء يهودا بالطريق إلى البحر الميت، في مكان سحري يتيح للزوار تجربة الحياة كما كانت في العصور التوراتية؛ يستقبلهم خادم إبراهيم ليجربوا في خيمته الضيافة الأسطورية"، متجاهلاً الآلاف من البدو المقدسيين الذين يعيشون في هذه المنطقة التي عُرفت تاريخياً باسم برية أو بادية القدس، كما يشير الباحث مصطفى مراد الدباغ في كتابه (بلادنا فلسطين) إلى أنّ معظم ملكيات أراضي بادية القدس تعود لأهالي بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.

 

ويعيش سكان التجمع البدوي المهددين بالإخلاء بأية لحظة، وهم يرون بأم أعينهم انتعاش مشروع استيطاني يجاورهم في الصحراء الفلسطينية التي تتسع بقوة الاحتـلال.

 

وفي محاولة لسرقة التراث البدوي الفلسطيني يعد القائمون على المشروع الاستيطاني القهوة العربية ليستقبلوا بها الزوار، ويصنعون لهم خبز الصاج، ويطهون الزرب، ويأخذونهم في جولات على الجمال، ويقيمون لهم الاحتفالات في بيوت الشعر، ومنهم من يقيم حفل زفافه في المكان، ويدعي الاحتلال، وبشكلٍ وقح، أن هذه الطقوس والعادات والأطعمة "تراث إسرائيلي توراتي".

 

وضمن جهود الاحتلال والقائمين على هذا المشروع التهويدي الخطير، يروج موقع (Booking) الشهير لهذا المشروع الاستيطاني، ويتيح فرصة الحجز فيه بقيمة 90 دولاراً لليلة الواحدة، على غرار ما قام به موقع (airbnb) سابقاً من ترويجٍ لبيوت المستوطنات المغتصبة لأراضي الفلسطينيين.

 

وبينما تتواصل عمليات التهويد في منطقة الخان الأحمر، من المنتظر أن تعلن حكومة الاحتلال عن موقفها بشأن أمر إخلاء التجمع خلال ستة أسابيع.

 

وكانت محكمة الاحتلال العليا قد أصدرت في 5 أيلول/سبتمبر 2018، قراراً نهائياً بهدم وإخلاء تجمع الخان الأحمر البدوي، بعد رفضها التماس سكانه ضد إجلائهم وتهجيرهم وهدم التجمع المكون أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.

 

إلّا أنّ هبة فلسطينية شعبية، مع حالة تضامن دولي، حالت دون تنفيذ قرار الإخلاء، إذ تراجع الاحتلال عن قراره ولكن بشكلٍ مؤقت.

 

ويحيط بتجمعات الخان الأحمر البدوية عدد من المستوطنات حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى (E1).

 

ويتضمن المشروع الاستيطاني (E1) إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية لغرض ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع القدس.

 

ومن شأن تنفيذ عملية الهدم التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »