موقع مدينة القدس l أجّلت محكمة الاحتلال العليا، أمس الإثنين 2021/8/2، البتّ في القرار المتعلق بتهجير أربع عائلات من حي الشيخ جراح هي عائلات القاسم، والكرد، والجاعوني، واسكافي، إلى جلسة أخرى لم تحدّد موعدها.

وطرحت المحكمة في الجلسة بقاء العائلات في منازلهم مقابل تعريفهم على أنّهم "سكان محميّون"، على أن تعتبر الجيل الصغير (الحالي) من أهالي حي الشيخ جرّاح هو الجيل الأول وعدم اعتبارهم أبناء الجيل الثالث كما هم معرفون اليوم، بموازاة اعتراف العائلات بأنّ الأرض التي بنيت عليها منازلهم يملكها المستوطنون، وهو أمر رفضته العائلات.

قرار المحكمة صدر على وقع حصار يستمرّ الاحتلال في فرضه على حي الشيخ جراح وأهله، في محاولة واضحة للتضييق عليهم ودفعهم إلى التنازل للمستوطنين والاستجابة لادّعاءاتهم. وتعمل سلطات الاحتلال على منع أيّ فعالية أو وقفة شعبية في القدس، هدفها إيصال رسالة حيّ الشيخ جراح، ففي مشهد متكرّر، هاجمت قوات الاحتلال بدورياتها الراجلة والمحمولة، مساء 2021/7/31، أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم، بالهراوات والمياه العادمة، والقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المدمعة، بينما ردّ أبناء المنطقة بالمفرقعات النارية.

واعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال الوقفة التضامنية، فيما أصيب عدد كبير من المواطنين باختناقات شديدة.

وانتشرت قوات الاحتلال على مداخل الحي بكثافة؛ حيث منعت سكانه من المشاركة في الوقفة، واعتدت بالضرب على عدد من الشبان.

وكانت المحكمة العليا للاحتلال قرّرت، في 2021/7/28، تأجيل تنفيذ تهجير 3 عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح هي: الدجاني وحماد والداهودي، بناء على طلب محامي عائلات الشيخ جراح سامي ارشيد، والمحامي حسني أبو حسين، في حين كان من المفترض أن يدخل قرار الإخلاء حيز التنفيذ مطلع الشهر.

وجاء قرار التجميد بعدما تقدّم المحامون بطلب لتجميد التهجير حتى نهاية الإجراءات بطلب الاستئناف باسم العائلات الثلاث، والمنظور فيه أمام المحكمة العليا.

أهالي الشيخ جراح: متمسّكون بمنازلنا حتى آخر رمق

في مقابل الاستهداف المتواصل للحيّ، ومحاولات الاحتلال الحثيثة لتهجير أهله، تتمسّك عائلات الشيخ جراح بحقّها في أرضها ومنازلها، وتؤكّد هذه العائلات ثباتها على موقفها ورفضها لمحاولات الترحيل والتهجير، سواء اليوم أو بعد سنوات.

وقد أكّد أهالي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في بيان عقب جلسة محكمة الاحتلال العليا، أمس الإثنين، "تمسّكهم بحقّهم في منازلهم حتى آخر رمق".

وأضاف البيان: "قدم محامو حي الشيخ جراح، خلال الجلسة، رأيًا استشاريًا وأوراقًا ثبوتية تدعم ملكية أهالي حي الشيخ جراح لمنازلهم، أهمّها اتفاقيات مصدّقة من الحكومة الأردنية وهي نسخة طبق الأصل عن الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة الاردنية مع أهالي حي الشيخ جراح عام 1956. كما قدم المحامون طلبًا بقبول استشارة قانونية للدكتورة رونيت ليفين شنور، وهي محاضرة في كلية هاري رادزينر للقانون، وباحثة في معهد غازيت جلوب لأبحاث العقارات، خلصت إلى نتيجة مفادها أنّ الحكومة الأردنية قامت بكل ما يلزم في تسجيل ملكية المنازل قبل نشوب حرب حزيران/يونيو ولم يتسنّ لها إتمام ذلك بسبب الحرب، وعلى حكومة إسرائيل احترام تعهدات الحكومة الأردنية".

أبو عرفة: أهالي الشيخ جراح مصرون على الصمود والبقاء

أكد عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح في القدس يعقوب أبو عرفة، أنّ الحراك الشعبي الذي تقوم به المؤسسات الوطنية والحقوقية يؤثر إيجابيًا لمصلحة حي الشيخ جراح.

ولفت أبو عرفة إلى أن الحراك بكل أشكاله يشكل ضغوطًا على الاحتلال، مشددًا على أن أهل الشيخ جراح مُصرون على بقائهم في منازلهم وصمودهم في وجه الاحتلال.

"حماس": على الاحتلال أن يكفّ عن العبث بأحياء القدس

قال المتحدث باسم حركة "حماس" عن القدس المحتلة محمد حمادة، إن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وتنكيله بأهل حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم "إصرار منه على اللعب في النار وعبث بصواعق التفجير".

وأكد حمادة، في تصريح صحفي، في 2021/8/1، أنّ "شعبنا الذي يأبى ويرفض التخلي والاستسلام سيظل يقاوم كل محاولات المحتل بكلّ ما أوتي من قوة"، مشددًا أنّه "على الاحتلال أن يعي الدرس، وأن يكفّ يده عن العبث في أحياء القدس، سلوان والشيخ جراح".