تقرير: الاحتلال يحوّل "مطار القدس" إلى هدف لمخطّطات استيطانية
السبت 7 آب 2021 - 8:34 م 889 0 أبرز الأخبار، شؤون مدينة القدس، مشاريع تهويدية |
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقريره الأسبوعي، اليوم السبت، إن آليات الاحتلال تحول مطار القدس الدولي (قلنديا) إلى هدف لمخطّطات استيطانية مبيتة وواسعة.
وأضاف التقرير أنّ حكومة الاحتلال أقرت الأسبوع الماضي الموازنة العامة للأعوام 2021-2022، بما في ذلك ميزانية خاصة للاستيطان.
وتفاخرت آيليت شاكيد، وزيرة الداخلية في حكومة بينيت – لابيد، بنجاحها في مضاعفة الموازنات الخاصة بالاستيطان في وزارتها بأكثر من 50%.
كما تم الإعلان عن تخصيص ملايين الشواقل لاستكمال الشوارع الاستيطانية كما هو الحال في الشارع رقم 60 الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، إضافة إلى رصد ميزانيات لاستكمال شقّ شارع 437 الذي يربط منطقة حزما بمستوطنة آدم بتكلفة 250 مليون شيقل، ما يعني ابتلاع مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية وتخصيصها لمصلحة المستوطنين والمستوطنات وربطها ببعضها.
مطار القدس هدفًا لمخططات استيطانية
وتابع التقرير: في الوقت نفسه تواصل آليات سلطات الاحتلال العمل في منطقة مطار القدس التاريخي في قلنديا وإنشاء بنى تحتية أساسية، بعدما بات مطار القدس الدولي هدفًا لتنفيذ مخططات إسرائيلية توسعية بعد قرار الحكومة تحويله إلى منطقة صناعية. وقد اعتبرت اللجنة المحلية للتنظيم أنّ أرض مطار قلنديا تقع في الأراضي التابعة لها، وقررت هدم المطار وتحويله إلى منطقة صناعية. وقد بدأ الاحتلال العمل فعليًا في مخطط لبناء حي استيطاني جديد على أراضي "مطار قلنديا" رغم المعارضة الدولية للمشروع.
وكانت دولة الاحتلال استولت عليه بعد احتلالها الضفة الغربية عام 1967، وضمته إلى مدينة القدس عام 1981 بموجب "قانون القدس"، لكنها أغلقته عام 2000، وأطلقت عليه اسم "مطار عطاروت". وأقام الاحتلال على أرض المطار حاجز قلنديا الذي يفصل شمال القدس عن رام الله، وفي شباط/فبراير عام 2012 قررت تحويله إلى منطقة صناعية. وكان هذا المخطط الاستيطاني قد وضع قبل سنوات، وتم تجميده في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية، وخصوصٍا المعارضة التي أبدتها الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما في حينه، التي عارضت التوسع الاستيطاني بالقدس.
في حين أصدر وزير الإسكان الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، أوامر باستئناف العمل على المشروع الاستيطاني بعد انتخاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لينفذ هذه الأيام في عهد حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نفتالي بينت، مدعومًا من قبل رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون.
وقد بدأت بلدية الاحتلال بالقدس منذ مدة العمل في البنية التحتية وشق عدة شوارع في معبر قلنديا، والترويج للخطة الاستيطانية الهادفة إلى إقامة حي استيطاني في المنطقة على مساحة 1240 دونمًا من أراضي المطار، كانت أقرته "اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم" عام 2020. وتشمل الأعمال شقّ أربعة شوارع تُوصل منطقة "مطار قلنديا" بالمستوطنات شرقي القدس، وحتى الأغوار والساحل الفلسطيني، وكذلك شق طريق من المنطقة الجنوبية إلى مدينة القدس وصولًا لمدينتي بيت لحم والخليل.
ويشمل الحي الاستيطاني بناء 9 آلاف وحدة استيطانية لإسكان اليهود المتدينين "الحريديم"، بالإضافة لإقامة أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق يضم 20 طبقة، وعدة بنايات عالية، وغيرها من المنشآت. وتشرف وزارة الإسكان الإسرائيلية على المشروع الاستيطاني بالتعاون مع بلدية الاحتلال ، وبدعم من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
تطورات في قضية تهجير عائلات الشيخ جراح
في السياق، لا تزال قضية تهجير عائلات حي الشيخ جراح تتفاعل في ظلّ محاولات الاحتلال فرض تسوية طرحتها المحكمة العليا فيما قدّم الأردن وثائق جديدة تثبت ملكية العائلات لمنازلهم.
وكانت المحكمة العليا عقدت في الثاني من آب الجاري جلسة مطولة للنظر بالاستئناف على قرارات إخلاء وتهجير 4 عائلات من الحيّ، وقدمت اقتراحًا يدعو الى اعتبار السكان "مستأجر محمي"، مع اعتبار الجيل الحالي من السكان هم الجيل الأول وليس من أسكنتهم الحكومة الأردنية؛ وبالتالي، يعترف الأهالي بملكية المستوطنين للأرض.
وقد سقط مقترح المحكمة بعدما رفض أهالي الحيّ التسوية المقترحة، وكانت السلطات الأردنية قدمت وثائق جديدة تثبت ملكية العائلات الفلسطينية المهدّدة بالتهجير من حي الشيخ جرّاح لمنازلهم التي يقيمون بها حاليًا. وتؤكد الوثائق أن الأردن كان قد بدأ بالفعل بنقل ملكية الأراضي والمباني المقامة عليها في الشيخ جراح لهم، غير أن حرب حزيران/ يونيو 1967 وما ترتب عليها من احتلال عطلت هذه الإجراءات.
والفرق بين هذه الوثائق والوثائق التي سُلمت سابقًا في نيسان/أبريل الماضي، أن السابقة كانت تتحدّث عن نيّات بينما تشير الوثائق المسلمة مؤخرًا إلى خطوات عملية لتطويب الأرض بأسماء السكان.
وتشدد الوثائق على أنه في شهر آذار/مارس 1967، أي قبل 3 أشهر من اندلاع الحرب، "حصل أهالي حي الشيخ جراح على إعلان لانتظار مسؤول القياسات في منازلهم من أجل تطويب الأراضي لهم وبعد ذلك بشهر كتب موظف الطابو الأردني لمدير سلطة الأراضي أن مسار القياسات استكمل، ويجب الانتقال الى عملية التسجيل حفاظٍا على الحقوق.
وتشير وسائل الإعلام الأردنية إلى أنّ "الوثائق الأردنية مدعومة برأي مسؤول رفيع سابق في النيابة العسكرية للاحتلال التي عملت في الضفة الغربية، والذي يؤكد أنه بناء عليها (الوثائق الأردنية)، يمكن الاستنتاج أنّ إخلاء الفلسطينيين من منازلهم غير قانوني".
أهالي لفتا يقدّمون التماسًا ضد المخطط 6036 الاستيطاني
تقدم أهالي لفتا الاسبوع الماضي بالتماس ضد مخطّط يستهدف قريتهم المُهجّرة، حيث توجه المحامي سامي ارشيد بالتماس لمحكمة الاحتلال المركزية في القدس ضد ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" لإلغاء مخططها 6036، وذلك بصفته وكيلاّ لأهالي قرية لفتا المهجرين منذ عام 1948 ممثلين بجمعية أبناء لفتا المقدسية، وهيئة حماية الموروث الثقافي لبلدة لفتا المهجرة وائتلاف من أجل القدس.
ويهدف المخطط إلى بناء 259 فيلا فخمة ومركز تجاري وفندق مكون من 120 غرفة ومبانٍ أخرى خدماتية وطرق؛ وهو مخطط لم يأخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية لأهالي لفتا الفلسطينيين المهجرين في أراضيهم وبيوتهم وذاكرتهم وتاريخهم المهدد بالإزالة، ومحو معالم البلدة والأماكن المقدسة فيها كمسجد القرية الذي يعود بناؤه لأكثر من 800 عام إضافة إلى المقامات والمقبرة التي تضم رفات الآباء والأجداد منذ مئات السنين ومعاصر الزيتون والعنب ومصاطب المباني والمشهد الطبيعي الذي يحتوي على بقايا السلاسل التاريخية للمدرجات الزراعية، علاوة على أنّ المخطط يهدّد التنوع الحيوي البيئي الغني بالثروة الحيوانية والنباتية.
وعلى هذا الصعيد جددت الأمم المتحدة رفضها تهجير الاحتلال الفلسطينيين من منازلهم في الأراضي المحتلة. جاء ذلك في تعليق ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، على إرجاء المحكمة العليا للاحتلال قرارها بشأن التماس أربع عائلات ضد قرار تهجيرها من منازلها في الحيّ. وقال دوجاريك: "موقفنا واضح، القانون الدولي لا يجيز الاستيطان، ولا يجيز إجلاء الفلسطينيين من بيوتهم". كذلك، طالب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، حكومة الاحتلال بعدم طرد الفلسطينيين من بيوتهم التي عاشوا فيها لعقود طويلة في الشيخ جراح.