مؤسسة القدس الدولية: في وداع الراحل الكبير إبراهيم غوشة
الأحد 29 آب 2021 - 1:58 م 2137 0 أبرز الأخبار، أخبار المؤسسة |
برحيل المجاهد الراحل إبراهيم غوشة فقدت مؤسسة القدس الدولية أحد مؤسسيها الكبار وأعضاء مجلس أمنائها، وأحد الحكماء المقدسيين الذين أثرَوا مسيرة المؤسسة بانتمائهم الصادق لمدينتهم ولأمتهم، وتطلعهم الدؤوب إلى تحريرها وإلى العودة إليها والصلاة في أقصاها.
لقد حرص الراحل الكبير على حضور كل مؤتمرات المؤسسة حتى مع تقدمه في السن، وكان دائم الحرص على المؤسسة وعلى وحدة أطياف الأمة تحت راية القدس، هذه الوحدة التي كان من المبادرين إليها بالفعل وبالقول، وبثقافة العمل المشترك واحتواء الاختلاف في إطار وحدة العدو والمصير، وهي الروح التي تأسست عليها هذه المؤسسة وازدهرت، وهي الروح التي سمحت لها بمواصلة مسيرتها المنبثقة عن المؤتمر القومي-الإسلامي رغم كل ما تمر به وحدة الأمة من تحديات.
ومع الحزن الذي يلفّنا بوداع الراحل إبراهيم غوشة، والذي نستذكر برحيله مَن مضوا مِن قبله المقدسي الراحل أحمد صدقي الدجاني والمقدسي الراحل إسحاق فرحان، ورواد المؤسسة الذين قضوا إلى ربهم مستمسكين برسالتها وبوحدة الأمة بمختلف تياراتها ومذاهبها وطوائفها وشعوبها تحت راية القدس والدفاع عنها والعمل على تحريرها، من أمثال الراحل الشيخ إحسان هندركس من جنوب إفريقيا، والدكتور محمد عمر الزبير من السعودية، والراحل ممدوح رحمون من سورية، والشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر من اليمن، والشيخ الراحل فيصل مولوي من لبنان، والراحل عبد الغفار عزيز من باكستان، والراحل محمد مسعود الشابي من تونس، والراحل ميشيل إدة من لبنان، فإننا في مؤسسة القدس الدولية نؤكد أن الوفاء لهؤلاء الراحلين الكبار يكون باستعادة وحدة الصف، والتسامي عن الجراح والخلافات في الدفاع عن القدس، وفي تعزيز صمود المقدسيين وخوض المعركة إلى جانبهم، وصولاً إلى تحرير القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
لقد افتتح الراحل إبراهيم غوشة مذكراته في عام 2007 بالأمل بأن يكتب الله له الصلاة في الأقصى قبل الممات، وبأن يمكنه من العودة إلى حارة السعدية التي شهدت مولده وصباه، وإلى مسجد المئذنة الحمراء الذي اختاره عنواناً لمذكراته؛ وإذ توفي الراحل وفي قلبه هذا الحلم، فقد عاش ليشهد هبات المقدسيين المتتالية ومواجهات رمضان ومعركة سيف القدس التي جعلته على يقينٍ أكبر بأن هذا الحلم لم يعُد بعيد المنال. وإن معركة القدس والأقصى ما تزال متوقدة مشتعلة، وما تزال مفتوحة على محطاتٍ قريبة قادمة للعدوان الصهيوني ومواجهته، وإن واجب القوى الحية العربية والإسلامية بكل أطيافها اليوم أن تتخرط في هذه المعركة، وأن تستعيد القدس إلى صدارة أولوياتها بالإعداد والدعم وتعزيز الصمود، فهذه المعركة أثبتت مرة بعد مرة توقدها وجدواها وقدرتها على فرض التراجعات على المحتل.
بيروت في 29-8-2021